طالب مغرِّدون في موقع "تويتر"، بإيقاف ما وصفوه بمقاطع فيديو مسرّبة من كاميرات المراقبة بالحرم المكي الشريف توثّق حادثة رافعة الحرم المكي التي وقعت مساء الجمعة الماضي، وراح ضحيتها 111 شهيداً و238 إصابة. وقال المغرِّدون: "المقاطع التي تم تصويرها بالهواتف أظهرت فقط اللحظات الأولى لما بعد الحادثة، أما المقاطع المسرّبة من كاميرات الحرم، فقد أظهرت لحظات وقوع الحادثة وما نتج عنه من تطاير لأشلاء الشهداء ومناظر أخرى تقشعر منها الأبدان وتُوجع أهالي الشهداء".
وكانت أربعة مقاطع قد تمّ تسريبها من كاميرات المراقبة بالحرم، وتم تداولها بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث يظهر أحد المقاطع مجموعة من المصلين وهم يسيرون أسفل الأمطار حاملين المظلات، قبل أن تسقط الرافعة الحديدية وتدهس بعضهم لتمتزج أرضية الحرم بدماء المصلين مع مياه الأمطار، فيما يظهر مقطع آخر مشهداً لإحدى الأمهات وهي تلاعب أطفالها، لتسقط فجأة أجزاء الرافعة على الأطفال وتحولهم إلى أشلاء أمام ناظري والديهم، الذين شاءت عناية الله أن يسلموا من سقوط الرافعة.
وقال مغرِّدون عبر وسم (# أوقفوا_تسريبات_كاميرات _الحرم)، إن تسًريب المقاطع يتنافى مع أخلاقيات الإعلام، وهو أشبه بنشر معلومات وأسرار حكومية حسّاسة قد تكون متعارضةً مع المصلحة العامة، فضلاً عن أن التسريب فيه تعرُّض لخصوصيات الشهداء ويندرج تحت مسمى "إهمال مشاعر ذوي الشهداء".
وأضافوا: "تسريب هذه المقاطع بمنزلة قتل للضحايا مرة أخرى، ونشره غير مبرر بأي حال من الأحوال".
وقال مغرِّدون إن بعض المقاطع تعرّضت لعمليات مونتاج، حيث تمّ تضمنيها إشارات توضّح تفاصيل الحادثة بدقة وبالحركة البطيئة، فضلاً عن تضمينها صوتيات آهات حزينة.
وأضافوا: "التشريعيات المتعلقة بالإعلام تحرص دائماً على الالتزام بالمسؤولية الأخلاقية، وتعتبر قضايا الخصوصية من أكثر المحاور حساسية، وإن تسريب هكذا مقاطع فيه تجاوز للحواجز القانونية في العلاقة ما بين الأخلاق والحصول على سبق صحفي أو مشاهدات عالية".
وأُديت الصلاة بالحرم المكي، أمس، على سبعة شهداء ممَّن تُوفوا نتيجة سقوط الرافعة، حيث دُفنوا بمقبرة المعيصم، بعد أن طلب ذووهم دفنهم بمكة المكرّمة، وكان أول جثمان يُصلى عليه لحاجة إندونيسية، وتوالى بعدها دفن الشهداء الذين بلغوا حتى ليلة أمس 16 شهيداً من جنسياتٍ مختلفة.