روى عدد من مصابي حادث رافعة الحرم تفاصيل إصابتهم بعد سقوط الرافعة أثناء هبوب الرياح، مبينين أن سقوطها لم يستمر سوى ثوانٍ معدودة، وأشادوا بالجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الإنقاذ فور وصولهم لإنقاذ أرواح الآخرين. "سبق" زارت اليوم عددًا من المصابين الذين مازالوا يتلقون العلاج في المستشفيات، والتقت الحاج عبدالغازي سافاج (تركي الجنسية)، والذي قدم أخيرًا لأداء موسم الحج، وأكد أنه كان مترجلاً لدخول المسجد الحرام استعدادًا لأداء صلاة المغرب وسط شدة سرعة الرياح، عندما تفاجأ بسقوط الرافعة في صورة رهيبة تعجز عنها الأوصاف، وأدت إلى إصابته بيده وبعض من مواقع جسمه.
وأكد الحاج "سافاج" الجهود الكبيرة التي بذلها المنقذون في إنقاذ المصابين، مشيرًا إلى أنه يتمتع حاليًا بالصحة والعافية، وعازمًا على إكمال أداء النسك بإذن الله، وقدم تعازيه لحكومة المملكة في وفاة الشهداء، راجيًا أن يتغمدهم الله برحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته في عداد الشهداء.
وروى الحاج رضا إسماعيل (مصري الجنسية) اللحظات الرهيبة التي أصابته بالهلع أثناء سقوط الرافعة، مبينًا أنه أثناء سيره ودخوله للمسجد الحرام بدأت اللحظات بشدة سرعة الرياح، ولم تمض دقائق حتى سقطت الرافعة، وفور إصابته لم يفق منها إلا في المستشفى، حيث تبين له إصابته بكسر في الساق وإصابات أخرى بالوجه.
وختم الحاج "رضا" حديثه بإبداء شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على اهتمامها البالغ بالمصابين منذ دخولهم للمستشفى، مؤكدًا رجاءه بأداء نسك الحاج.
وأبان الحاج "منوير خان" (باكستاني الجنسية) أنه قدم لأداء نسك الحج، مبينًا أن الإصابات التي لحقته طفيفة، وأنها بسبب أجزاء من الرافعة، لافتًا إلى أنه على إثرها تم تنويمه بالمستشفى.
وأشار إلى أن الفزعة الكبرى كانت عند سقوط الرافعة الضخمة، حيث تناثرت جثث الشهداء بعدها، إضافة إلى المصابين الذين سعى عدد كبير من الموجودين بالحرم وفرق الإنقاذ لإنقاذهم في صورة تعبر عن مدى التلاحم الكبير بين أبناء الإسلام من خلال أروع الصور الإنسانية، مبينًا أن اللسان يعجز عن الشكر والتقدير على اهتمام حكومة المملكة بالمصابين وعازمًا على أداء النسك.
وقال الحاج راكد عبدن (تركي الجنسية) إنه لا راد لقضاء الله وقدره، وإن ما أصابه سيكون تكفيرًا للذنوب بإذن الله، وأكد أن سقوط الرافعة كانت فجأة، ولم يستطع تفاديها؛ لكبر سنه، غير أن ما خفف المصاب هو الجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الإنقاذ أثناء إنقاذ المصابين ونقلهم للمستشفيات، وطمأن ذويه بأنه يتمتع بالصحة والعافية، ولديه العزم لإكمال النسك.