ينتظر البريطانيون مطلع عام 2012 إجراء أول عملية نقل رحم بعد 12 عاماً من إجراء أول عملية نقل رحم في السعودية، والتي أجرتها الطبيبة السعودية وفاء فقيه فاتحة بذلك الباب أمام أطباء العالم؛ للبحث في هذا المجال والانتقال لمرحلة طبية كانت حلماً تحقّق على يدها، فيما تمّ منعها بعد ذلك من إجراء هذا النوع من العمليات . وستتبرع سيدة مسنّة (56 عاماً) لابنتها (25 عاماً) التي لا يمكنها الإنجاب؛ بسبب عيوب في بعض أعضائها ومنها الرحم، فيما عاد أطباء بريطانيا إلى أول عملية أُجريت في العالم في السعودية رغم فشلها، إلا أنهم أكدوا على نجاحها في المستقبل، وخوض هذه التجربة التي ستخدم ملايين النساء المحرومات من الإنجاب حول العالم، مؤكّدين أن الفضل في هذا النوع من العمليات يعود للطبيبة السعودية وفاء فقيه. وكانت أول عملية نقل رحم في العالم تمت في مدينة جدة عام 2000 لامرأة تبلغ من العمر (26 عاماً)، بعد أن تبرّعت لها بالرحم سيدة تبلغ من العمر (46 عاماً)، إلا أنه تمت إزالة الرحم بعد نحو ثلاثة أشهر؛ بسبب تخثّر الدم. وتناقلت حينها وسائل الإعلام العالمية هذا الإنجاز العلمي ووصفته بالإنجاز الفريد، بينما وجد هذا النوع من العمليات اعتراضاً شديداً من قِبَل أطباء وشخصيات دينية في السعودية أكّدوا عدم رضاهم عن هذا النوع من العمليات. وكان مجمع الفقه الإسلامي في دورة مؤتمره السادس بجدة في 1410ه / 1990م، وبعد اطّلاعه على الأبحاث والتوصيات المتعلّقة بموضوع زراعة ونقل الأعضاء التناسلية الذي كان أحد موضوعات الندوة الفقهية الطبية السادسة المنعقدة في الكويت في نفس العام، بالتعاون بين المجمع وبين المنظّمة الإسلامية للعلوم الطبية، قد قرّر بخصوص زرع الغدد التناسلية حرمة زرع الخصية والمبيض شرعاً؛ لأنهما يستمران في حمل وإفراز الصفات الوراثية (الشفرة الوراثية) للمنقول منه حتى بعد زرعهما في متلَقٍّ جديد. كما قرّر أن زرع بعض أعضاء الجهاز التناسلي التي لا تنقل الصفات الوراثية، ما عدا العورات المغلظة، جائز لضرورة مشروعة، ووفق الضوابط والمعايير الشرعية المبيّنة في القرار رقم 26 "1/ 4" للمجمع، فيما اختلف بعض العلماء المعاصرون حول هذه القضية. ومن ناحية أخرى، أرجعت الجهات الطبيبة في الولاياتالمتحدة وأسبانيا وبريطانيا والسويد في نشراتها وأبحاثها الفضل في وصولهم إلى عملية نقل الرحم، إلى الطبيبة السعودية.