ذرفت الدموع وهي تشكي معاناتها ل"سبق".. ارتفع صوتها بالبكاء وهي بجانب أبنائها التسعة الذين يركضون دون أمل، ويقدمون طلباتهم دون أن يجدوا من يلبيها لهم؛ فأبسط ما يمتلكه الآخرون محرومون منه. تلك هي أم الأيتام الخمسة المرضى، تشهدهم يتألمون ولا تستطيع أن تقدم لهم شيئاً. تكبدت الديون بمفردها، فيما ظل زوجها الثاني يتهرب بسبب "الفيروس الكبدي"؛ حيث لم يعد قادراً على مواجهة الناس، ولا حتى زوجته وأبناءه، إلى أن دخل في حالة نفسية شديدة؛ كونه الرجل؛ وذلك لعجزه عن تحقيق مطالب أسرته، إلا أن زوجته غامرت لتحقيق تلك المطالب، ولكن النتيجة في النهاية "ابتسامة وفرح لم يدوما وديون زادت على 250 ألف ريال، كانت هي ضريبة إرادتها نحو تحقيق ولو جزء من السعادة لأبنائها". أُمّ فهد (38 عاماً) قضت ما يزيد على نصف عمرها في معاناة وكَبَد وتعب وألم، واختارت أن ترتاح وتريح من تكفلهم وترعاهم من زوجين، أحدهما تُوفِّي وترك لها 5 من الأبناء، ثلاثة أولاد وبنتين، والآخر على قيد الحياة، ولكنه لم يعد قادراً على التحمل وتلبية مطالب أسرته بسبب إصابته بمرض "فيروس كبدي". تقول المرأة المكلومة: "أعاني صرعاً مستمراً، وبدون علاج، ولدي من الأبناء 9، أكبرهم يعاني مرضاً غامضاً برأسه، وآخر يعاني تشنجاً، وبنت تعذبها أزمة ربو حادة ومزمنة، وطفل في الرابعة من عمره أصم، يراجعون المستشفيات في صحبة والدتهم عن طريق التاكسي أو بطلب الإسعاف". وتضيف أم فهد: "زوجي الأول كان أعمى، وبعد وفاته لم أعد أستطيع البقاء في القرية التي كنت أعيش بها، والتي تفتقد المستشفيات المتقدمة والمدارس وجميع الاحتياجات التي نرغبها؛ ما دفعنا لاختيار الطائف؛ لتكون مقراً لنا حتى تزوجت من الرجل الثاني، وأنجبت منه أربعة من الأبناء، وما زلت أقيم بهذه المدينة، إلا أن حالي ازداد سوءاً؛ فالسكن بالإيجار، والديون على زوجي تزيد على 95 ألف ريال؛ ما دفعنا لشراء سيارة بالأقساط من أجل بيعها، وبمالها نسدد الإيجار ونؤثث المسكن ونوفر بعض الاحتياجات حتى أصبح السداد يلتهم دخلنا الوحيد؛ إذ إنه يتم عن طريق بطاقة الضمان الاجتماعي، وبدلاً من أن نستلمه ذهب للسداد". وأضافت "كنت أتوقع أن ينزاح الدين بالسداد، ولكنه يزيد؛ فلم أعد أستطيع التحمل؛ كونه زاد على 250 ألف ريال، وصاحب المسكن الذي نقيم فيه يهددنا بالطرد لعدم دفع الإيجار". وأشارت إلى أنها كانت قد تقدمت بطلب سكن لأبنائها ولم تحصل على ذلك حتى الآن. "سبق" كانت قد وقفت على حال الأسرة، وزارت مسكنهم غير الصالح. لقد وصفوا أنفسهم بالأموات؛ فالكثير من الاحتياجات تنقصهم؛ فلم يعد منزلهم سوى "فرش وغرف قديمة" تسترهم. أما الأثاث اللازم وجوده بكل منزل فهو حلم يتمنونه وينطلقون من خلاله لطموحاتهم التي ينشدون تحقيقها.
للاستفسار والتواصل مع الحالة يرجى الاتصال أو المراسلة على جوال القسم الإنساني رقم /0569756611 أو عبر البريد الالكتروني: [email protected]