كرمت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض، الشاب فهد بن خلف الشمري، والذي تبرع بإحدى كليتيه لشاب يتيم، تقديراً لشهامته وإنسانيته وما قدمه من مثال رائع في الإيثار ومساعدة المرضى. وقام مساعد مدير عام صحة الرياض للخدمات العلاجية ناصر الدوسري، بزيارة المتبرع الشمري، في منزله بالرياض وتسليمه شهادة شكر وتقدير ودرع تذكاري وإهدائه باقة من الورد، ونقل إليه تحيات وشكر وتقدير وزير الصحة خالد الفالح، ونائب وزير الصحة حمد الضويلع ومدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض عدنان بن سليمان العبدالكريم، على ما قام به من عمل إنساني نبيل ومبادرته للتبرع بإحدى كليتيه لإنقاذ مريض، سائلاً الله العلي القدير أن يجزيه خير الجزاء وأعظم الثواب وأن يمتعه بالصحة والعافية.
وأشار الدوسري إلى حرص صحة الرياض على تشجيع مثل هذه المبادرات الإنسانية النبيلة وتكريم أصحابها والذين يقدمون صورة مشرفة للعطاء والإيثار في المجتمع السعودي.
ومن جانبه عبر المتبرع فهد الشمري عن بالغ شكره وتقديره لكل من سأل او اتصل أو دعا له، مؤكداً أنه تلقى كم كبير من الاتصالات من أبناء المملكة، مشيرا الى أنه لايستطيع أن يصف هذا الشعور وهو يستقبل تلك الاتصالات والاطمئنان عن صحته سائلا المولى عز وجل أن يتقبل هذا الوجه الكريم.
وكان الشاب فهد الشمري، ذات يوم قبل تسعة أشهر رأى مسنة تسير في الشارع؛ فتوقف لاستطلاع أمرها، فطلبت منه توصيلها للمستشفى، حيث يرقد ابنها ذو ال14 عاماً، وأثناء سيرهما لاحظ "فهد" البكاء والإعياء على المسنة، وطلبها الإسراع للمستشفى، وبسؤالها أفصحت له أنها أرملة، ولها ابن وحيد في الرابعة عشرة من عمره، ومصاب بالفشل الكلوي، وهو يغسل يومياً في وقت محدد، إلا أنها أشارت إلى أنها تأخرت عليه ذلك اليوم، وهو لا يغسل من دونها، وقد تكبدت عناء الحياة بين متابعة ابنها وتحصيل معيشة يومها؛ فتأثر المواطن فهد لذلك، وتبيّن له أيضاً من المسنة عدم وجود متبرع لابنها، وعدم قدرة العائلة على تكاليف شراء كلية من الخارج.
بعدها توجه للمستشفى لاستطلاع حالة ابن المسنة، واتضح حاجته الملحة لزراعة كلية، إلا أن عدم وجود المتبرع حال دون ذلك، ومباشرة عرض استعداده للتبرع بإحدى كليتيه، وتم إجراء الفحص، وبعد وصول النتائج من الرياض بمطابقة المتبرع للمتبرع له توجه مباشرة إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لإجراء العملية، التي تكللت بالنجاح.