في بادرة إنسانية قدّم الشاب فهد الشمري، نموذجاً مميزاً في التضحية والإيثار، حين أصر أن يتبرع بإحدى كليتيه إلى الشاب اليتيم محمد الشمري (14 عاماً) بعد أن علم بحاله الصحية بالصدفة. وأوضح المتبرع الشمري (28 عاماً) أنه صادف قبل نحو 8 أشهر سيّدة تسير إلى أحد المستشفيات وقد أنهكها التعب والإعياء، لافتاً إلى أنه أوقف مركبته ليقوم بإيصالها لتوضّح له حال ابنها الذي يقوم بعمليات غسيل الكلى بسبب إصابته بالفشل الكلوي. وأضاف الشمري: «تأثرت وقتها من بكاء المسنة وحزنها على فلذة كبدها، فتوجهت بعد فترة إلى وحدة الكلى في مستشفى الملك خالد العام وسألت هناك عن حال الشاب المصاب، فقالوا لي إن حالته الصحية متردية ويحتاج إلى متبرع بأسرع وقت ممكن، فعزمت على التبرع للشاب لتخفيف معاناته، وتجفيف دمعة أمه»، مشيراً إلى أن مركز الكلى قد زف للأم خبر العثور على متبرع، بعد أن أرسلت الفحوصات الطبية إلى مركز زراعة الكلى بمدينة الرياض، وتطابقت الأنسجة. وعبرت فيلا الشمري (51 عاماً) وهي والدة الشاب اليتيم محمد، عن بالغ سعادتها بالعثور على متبرع لابنها الوحيد، مضيفةً: «كنت أعيش كل لحظات الحزن والخطر التي كان يمر بها ابني، والآن ابني الأكبر فهد الشمري وضع حداً لهذه المعاناة، ولا أملك له سوى الدعاء على هذه المبادرة التي تعكس خلقه الرفيع وحبه للخير».