أسهم شاب سعودي في إنهاء معاناة والده مع الفشل الكلوي، حين قدّم إحدى كليتيه راسماً لوحة جديدة في البر بالوالدين عبر بادرته الإنسانية التي تعبر عن الحب والإيثار والتضحية. وقرّر مصطفى العلي (30 عاماً) الذي يعمل في مجال التجارة، إهداء إحدى كليتيه لوالده سلمان العلي (58 عاماً)، المتقاعد من شركة «أرامكو السعودية»، لإنقاذه من الفشل الكلوي، بعد أن كان علاجه عبر خيارين، إما القيام بغسل كلوي لثلاث مرات في الأسبوع، أو إيجاد متبرع يتبرع له بالكلى. واستمر الأب على الغسل لأشهر، حتى وجد أحد أبنائه ضرورة مشاركته بجزء من جسده لتخفيف آلامه، وبعد محاولات لإقناع الأب بالحصول على كلية ابنه تمّت الموافقة أخيراً، إذ جاءت نتيجة الكشف في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام والتحاليل «متوافقة»، فتم عمل جراحة نقل الكلية من الابن إلى الأب بنجاح. وقال مصطفى ل«الحياة»: «إن ما قمت به يشكّل أقل واجب تجاه والدي، فطاعة الوالدين وبرّهما واجب على كل ابن، والآن أشعر براحة وسعادة لكوني أشاهد والدي في صحة وسلامة». فيما قال الأب سلمان العلي: «يصعب عليّ أن أصف مشاعري تجاه هذا العمل، وأسأل الله أن يجازي ابني بما يستحق ويكتب له الأجر والثواب، إذ خفف عني آلامي ومرضي».