تبرع المواطن فهد بن خلف الربوض الشمري بكليته للمواطن محمد بن طاري هايس الرمالي الشمري دون مقابل. وقد أُجريت العملية للمواطنَيْن في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وتكللت بالنجاح - ولله الحمد والمنة -. وفي التفاصيل، فإن فهد ذات يوم قبل تسعة أشهر رأى مسنة تسير في الشارع؛ فتوقف لاستطلاع أمرها، فطلبت منه توصيلها للمستشفى، حيث يرقد ابنها ذو ال14 عاماً، وأثناء سيرهما لاحظ "فهد" البكاء والإعياء على المسنة، وطلبها الإسراع للمستشفى، وبسؤالها أفصحت له أنها أرملة، ولها ابن وحيد في الرابعة عشرة من عمره، ومصاب بالفشل الكلوي، وهو يغسل يومياً في وقت محدد، إلا أنها أشارت إلى أنها تأخرت عليه ذلك اليوم، وهو لا يغسل من دونها، وقد تكبدت عناء الحياة بين متابعة ابنها وتحصيل معيشة يومها؛ فتأثر المواطن فهد لذلك، وتبيّن له أيضاً من المسنة عدم وجود متبرع لابنها، وعدم قدرة العائلة على تكاليف شراء كلية من الخارج.
وأشار إلى أنه توجه للمستشفى لاستطلاع حالة ابن المسنة، واتضح حاجته الملحة لزراعة كلية، إلا أن عدم وجود المتبرع حال دون ذلك، ومباشرة عرض استعداده للتبرع بإحدى كليتيه، وتم إجراء الفحص، وبعد وصول النتائج من الرياض بمطابقة المتبرع للمتبرع له توجه مباشرة إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لإجراء العملية، التي تكللت بالنجاح.
وفور زف بشرى التبرع للمسنة تهلل وجهها فرحاً بذلك، وانهارت باكية بعد أن علمت أن المتبرع هو الشاب الذي أوصلها للمستشفى قبل تسعة أشهر، داعية الله أن يكتب للمواطن "فهد" الأجر والثواب الذي جفف دمعها.