جسد الشاب فهد بن خلف الربوض الشمري أسمى معاني التضحية والإيثار على النفس، حين تبرع بإحدى كليتيه إلى الشاب اليتيم محمد بن طاري هايس الرمالي الشمري لوجه الله تعالى، ضارباً بذلك أروع مثال للشاب المسلم. وفي التفاصيل فإن الشاب فهد خلف الربوض الشمري قبل 9 أشهر وجد مسنة تمشي في حرارة الشمس الحارقة ويظهر عليها التعب والإرهاق، حيث توقف عندها وقال لها يا خالة هل تريدين مساعدة؟ فقالت أوصلني إلى المستشفى فركبت معه وهي تبكي فقال لها لماذا تبكين يا خالة؟ فقالت، تأخرت على ابني الذي يغسل كليته فقلت وأين والده؟ فبكت بشدة وقالت أبوه متوفى وهو ابني الوحيد وعمره 14 عاماً، ولم نجد من يتبرع له ولا نملك المال لكي نعالجه خارج البلاد، وهو يعاني منذ فترة طويلة من الفشل الكلوي وحالته متدهورة جداً. وتأثر فهد من بكاء المسنة وحزنها على فلذة كبدها، فقال لها يا خالة لا تبكين أنا ابنك الثاني وإن شاء الله نجد من يتبرع له، فحزم الشاب أمره وتوكل على الله، وذهب إلى وحدة الكلى في مستشفى الملك خالد بحائل فسألهم عن حالة الشاب، فقالوا له إن حالته سيئة جداً ويحتاج إلى متبرع بأسرع وقت ممكن، فعزم على التبرع للشاب لتخفيف معاناته، وتجفيف دمعة أمه التي أحزنته ببكائها. وزف المستشفى لوالدة محمد خبر العثور على متبرع، بعد أن أرسلت الفحوصات الطبية إلى الرياض، وتطابقت الأنسجة، فانهارت الأم المسنة بالبكاء عندما علمت أن من تبرع هو الشاب الذي أوصلها، داعية الله أن يكتب له الأجر والثواب. الجدير بالذكر أجريت العملية صباح يوم الخميس الموافق 7 / 10 / 1436 ه في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وتكللت العملية بالنجاح ولله الحمد والمنة، وهما الآن يرقدان بالمستشفى وحالتهما مستقرة وبصحة جيدة.