احتضن ثرى مقبرة العدل، مساء أمس، جسد فقيد الوطن بعد رحلة من العمل الدبلوماسي امتدت إلى أربعة عقود، فيما تواصل الصحف الخليجية عبر صفحاتها، لليوم الثاني، ومواقع التواصل الاجتماعي، نعيها للأمير سعود الفيصل بعظيم العبارات، وسطرت تاريخه الحافل بالمواقف المشرفة أظهرت فيها مكانته العظيمة في قلوب قادة دول الخليج وشعبها وشعب المملكة، لما كان له من دور بارز إبان عمله وزيراً للخارجية في الساحة العربية والخليجية والعالم. ففي صحيفة الرأي الكويتية جاء تحت عنوان "سراج الديبلوماسية العربية انطفأ": "كان رجل المواقف المبدئية والرؤى المتكاملة خلال الاحتلال العراقي للكويت حتى التحرير، وقالت: "اختزل الأمير الراحل سعود الفيصل، الذي غيبه الموت أول من أمس، خلال أربعة عقود من تربعه على رأس الديبلوماسية السعودية واحتلاله مكان القلب من الديبلوماسية العربية، مرحلة صعبة من حياة الأمة العربية، شهدت أزمات كبرى كافح خلالها الأمير الراحل بلا كلل لتذليل هذه الأزمات".
وأضافت أن "أبرز هذه الأزمات، والتي شكلت مصيبة كبرى على الأمة العربية جمعاء لا تزال تعيش آثارها حتى اليوم: الغزو العراقي للكويت، وما تلاه من تحرك سياسي ودبلوماسي تحضيرا لحرب تحرير الكويت في 1991، حيث كان الأمير الراحل رجل المواقف المبدئية والرؤى المتكاملة التي أدت في النهاية إلى طرد الاحتلال العراقي".
وفي صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية جاء تحت عنوان "الملك: كان صوتا للسعودية والبحرين.. وسيبقى في وجداننا أبد الدهر"، أكدت اعتزاز الملك حمد بن عيسى آل خليفة على المواقف المشرفة للأمير سعود الفيصل، طيب الله ثراه، تجاه مملكة البحرين في كل الظروف والأحوال، مشيراً إلى أن تلك الوقفات التاريخية الشجاعة التي لن تنسى أبدا ستظل باقية أبد الدهر في وجدان كل بحريني لمواقفه الخالدة والداعمة لأمن واستقرار البحرين وتنميتها وازدهارها.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد تقدم جموع المصلين في صلاة الميت على فقيد الأمه العربية والإسلامية الأمير سعود الفيصل، عقب صلاة عشاء أمس بالمسجد الحرام. وأدى الصلاة على الفقيد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، وأشقاء وأبناء الفقيد، وعدد من الأمراء، وعدد من ممثلي الدول العربية والإسلامية.