اقتنص بعض مستخدمي "الواتس" دخول العشر الأواخر من رمضان للهروب من "الجروبات" غير المرغوبة فيها، والتي تمت إضافتهم إليها مرغمين واضطروا إلى البقاء على مضض حياءً من المشرفين الذين يرتبطون بهم بقرابة أو زمالة أو مصلحة، تحتم عليهم البقاء خوفًا من توتر العلاقات في حال الخروج. حملات الخروج الجماعية شهدتها تلك الجروبات منذ التباشير الأولى لشهر رمضان الكريم، وحمى وطيس الهروب مع دخول العشر الأواخر حيث يعلل أغلب المغادرين أنهم يريدون التفرغ للعبادة خلال هذه الفترة، مع وعد بالعودة مع إطلالة العيد، في حين يبطنون نية عدم العودة مرة أخرى.
وكانت دراسة حديثة قد أكدت أن تطبيق الواتساب يتصدر غيره من التطبيقات المستخدمة في السعودية. وأوضحت الدراسة أنه استحوذ على نحو 94 في المئة من إجمالي مستخدمي التطبيقات الذكية.
وأضافت الدراسة التي نشرتها مجلة (نيوزويك) أن عدد مستخدمي الواتساب وصل إلى نحو 800 مليون مستخدم حول العالم خلال شهر إبريل الماضي، بعد أن كان أقل من 700 مليون مطلع العام 2015م، ويتوقع أن يصل إلى مليار مستخدم قبل نهاية السنة.
ويرى رئيس قسم التحقيقات بصحيفة الحياة اللندنية، فهد الغامدي، أن ظاهرة الإضافة دون إذن لبعض القروبات باتت تمثل هاجسًا مقلقًا لعدد غير قليل، ودائمًا تضج المجالس بهذه الشكوى حيث يتجرأ البعض بالخروج فورًا، في حين تسنح البعض الآخر لاستغلال أي فرصة للفرار من القروب، خصوصًا في حال عدم توافقه الفكري مع تلك المجموعة، وبالتأكيد لن يجدوا مبررًا مقبولاً أكثر من الرغبة في التفرغ خلال شهر رمضان المبارك.
وقال المتخصص في الإعلام الجديد، الدكتور عبدالله المغلوث، ل "سبق" إنه ليس من حق أحد إضافتك دون موافقتك، ومن يقم بذلك تستطع أن تنسحب من مجموعته فورًا. وأضاف متحدثًا عن تطبيق الواتساب أنه بات مصدرًا للشائعات وتبديد الوقت. معتقدًا أن التقنين في استخدامه شأنه شأن أي خدمة أو تطبيق سيساعدنا على ترتيب أولوياتنا.
وأكمل الدكتور المغلوث: " تشير الإحصائيات إلى أن مستخدمي الواتساب في السعودية يتجاوز 16 مليون مستخدم دلالة على شعبيته الطاغية وسهولته. فعلى الرغم من وجود تطبيقات مشابهة وأكثر ذكاءً مثل (التلجرام) إلا أن السعوديين مازالوا متمسكين به بإخلاص. ويأتي ذلك إثر انتشاره بين أفراد الأسرة وسهولة استخدامه ولاسيما بين الأمهات والآباء الذين وجدوا فيه نافذة على العالم الافتراضي، فهو يمتاز عن غيره من التطبيقات الاجتماعية كونه لا نحتاج إلى تسجيل ولا يتطلب شروطًا وكلمة مرور مثل غيره من التطبيقات المختلفة مما جعله رفيقًا لأغلب الأجهزة الذكية المستخدمة في السعودية.