ما إن تلتقي أحد من معارفك إلا ويبادرك بسؤال أصبح تقليديا وهو «كم قروب عندك في الواتس آب» ؟ وبالرغم من شيوع هذا السؤال بين الجميع، مع كثرة «المجموعات» القروبات في كل جوال إلا أن الكثير من الناس يرفض هذه القروبات باعتبار أنها تأتي خصما من أوقاتهم الشخصية، خاصة للذين لديهم أسرا يحتاجون فيها لقضاء بعض الأوقات معهم، ما يعني أن ذلك البرنامج الشهير (WhatsApp)، بالرغم من أنه يحتوي على قروبات للعائلة والأصدقاء وزملاء العمل، وغيرها، إلا أنهم لا يرونها كافية ويمكن أن تعوض الوجود المعنوي بين الأسر مع الزوجة أو الزوج والأبناء. يقول عدد من رواد هذا النوع من المشاركات الإجتماعية، أن غالبية رسائل «البرودكاست» متشابهة في كل القروبات، ولكنهم مع ذلك لا يمانعون في البقاء في القروب مجاملة للبعض، وما بين مجاملة الآخرين والحفاظ على الوقت الشخصي، أصبحت هذه القروبات تشكل مشكلة حقيقية لغالبية أصحاب هذه الجوالات، والتي لا تجدها تتوقف لو ثواني معدودات دون أن تسمع أنين صوتها. وفي الجانب الآخر يرى آخرون من هذه الفئة يعشقون الخصوصية، ولذلك يرفضونها، وهنا يرى المعالج النفسي الباحث في الشؤون النفسية والاجتماعية الدكتور أحمد الحريري أن جميع أشكال الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي، أضافت الكثير من المميزات والتسهيلات لحياة أي إنسان يستخدمها، مبينا أنها استطاعت أن تجمع الكثيرين من الأحباب والأصدقاء بلمسة، لكنها في المقابل أفقدت كثيرا من مستخدميها مهارة التواصل الاجتماعي الحي، ومتعة اللقاء، ونزهة الاجتماع والتواصل التقليدي الذي كان سائدا في أوقات مضت مليئة بالمشاعر والأحاسيس، بدءا من راحة اليد وليس انتهاء ببشاشة الوجه، وبالرغم من ما وفرته تلك الوسائط من إيجابيات إلا أنها في المقابل سهلت ما يسمى بإدمان «الفضاء السبريني»، حيث يعيش المستخدم لآليات التواصل الاجتماعي، في عالم معزول يقضي فيه الساعات الطوال، في سبيل تخليه عن واجباته الدينية والحياتية، فضلا عن الالتزام التقني بالمجموعات، وعدم استطاعته