توافدت الجموع على منزل ذوي الشهيد المقدم عبد الله صالح البلوي، بحي الفيصلية، في تبوك؛ لتأدية واجب العزاء بعد استشهاده في مُهمة صعبة وفي منطقة مُحرمة على الحدود أبى إلا أن يكون في المُقدمة؛ ليلقى حتفه ب "لُغم" في موقع جبل تويلق بقطاع جازان. وقال الشيخ إبراهيم خلف البلوي، شقيق الشهيد: "عبد الله لم يمت في قلوب مُحبيه، فكان رجلا كريماً ومحبوباً عند كثير من أصدقائه، ويُعتمد عليه في كثير من المهام والقرارات حتى وهو خارج مدينة تبوك، فهو سند العائلة بعد الله، فقد استُشهد في مُهمة لا يُقبل عليها سوى الأبطال، وقد تكفّل بأن يكون في المقدمة، وقد حقّق أمنيته بأن يكون أول يوم في رمضان عند أهله، فلعله يجد أهلاً خيراً من أهله عند رب العالمين".
وأضاف: "لم يكن العزاء في تبوك فقط؛ بل شاركت جازان فراق أخي؛ لأنه قبل استشهاده بيومٍ واحدٍ أعدَّ وليمة عشاء للأفراد والضباط؛ طالباً منهم أن يُسامحوه إن أخطأ بحقهم".
وأردف شقيق الشهيد: "كان عبدالله باراً بوالدتي حتى إنه قام بتحويل كل تكاليف أدائها فريضة حج هذا العام، وأنهى تسديد جميع مخالفاته ل "ساهر"، وكأنه يعلم بقرب رحيله من الدنيا، كما طلب من زوجته عبر رسالة واتساب بقوله (دعواتك وسامحيني إن صار شيء) يطلبها أن تُسامحه، وذلك قبل موعد تنفيذ المهمة بساعات قليلة".
وقال محمد منصور السحيمي، إن إخوة الشهيد جميعهم في مناصب قيادية مُختلفة، فمنهم المُقدم نايف، والرائد خالد، واثنان من الإخوة مبتعثان تركي إلى دولة الأردن، وممدوح يدرس في أمريكا الطيران المدني.
وأضاف: "جميعهم مُكملون لخدمة الله ثم الملك والوطن، والشهيد حصل على أوسمة شرف ومنها (سيف عبدالله) وهو قائد سرية الصيانة باللواء الثامن عشر، وحصل على دورات في أمريكا وبريطانيا، فكان له الأثر الكبير بين أصدقائه".
وقال ابنه "صالح" وهو يدرس في الصف الأول الثانوي: أتمنى أن أصبح قائداً وأن أحقق حلم والدي بأن أكون أحد ضباط هذا الوطن في المستقبل، وأن تُسدد ديون والدي كاملة".
وعلمت "سبق" أن المُدة الزمنية لتسليم منزل عائلة الشهيد في إسكان المدينة العسكرية قد انتهت بانتهاء دورة الشهيد؛ مطالبين بأن يكون المنزل ملكاً لهم.
كما قدّم الشيخ إبراهيم، شكره للقيادة الرشيدة، ولأمير تبوك فهد بن سلطان، الذي شاركهم واجب العزاء مقدماً خدمته لأسرة الشهيد.