شهدت الشراكة الإستراتيجية القائمة بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وشركة أرامكو السعودية توسعاً كبيراً خلال الفترة الماضية التي تهدف إلى تدريب المواطنين السعوديين وتأهيلهم في مجالات تقنية البترول والصناعات البتروكيماوية؛ ما يسهم في توطين هذا القطاع الحيوي. يأتي ذلك مع اقتراب موعد افتتاح مشروع المعهد الوطني للتدريب الصناعي بالأحساء، والمقرر يوم الخميس المقبل في مقر المعهد، برعاية وحضور الأمير سعود بن نايف؛ أمير المنطقة الشرقية، وعدد من المسؤولين من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وشركة أرامكو السعودية, ومسؤولين من القطاعات الحكومية والخاصّة.
وقال المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني فهد العتيبي "إن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني و"أرامكو السعودية" تعدان شريكين إستراتيجيين في جوانب عدة يتمثل أبرزها في إنشاء وتشغيل معاهد تدريبية متخصّصة, يتم تنفيذ برامج تدريبية فيها وفق نظام التدريب المبتدئ بالتوظيف.
وأضاف من أبرز نتائج الشراكة بين المؤسسة و"أرامكو السعودية" تشغيل (6) معاهد قائمة حالياً, وهي: المعهد السعودي التقني لخدمات البترول في الدمام ويُوجد له فرع في الخفجي, وتمّ تشغيلهما في عام 2008م، ويتم التدريب فيهما على تخصّصات عدة، من أبرزها: الميكانيكا, والحفر والأنابيب والتشغيل, وأيضاً هناك معهدا تحالف مقاولي جازان في الحقو والدرب وتم تشغيلهما عام 2011 م، ومن أبرز التخصّصات في هذين المعهدين: النجارة والأنابيب واللحام والسباكة وتشكيل المعادن, كما قامت المؤسسة في إطار شراكتها مع "أرامكو" أيضاً بتشغيل معهد التدريب الصناعي في الأحساء وفرعه في مدينه بقيق وذلك في تخصّصات اللحام والأنابيب والتمديدات الصحية والتسليح, وسيضاف إلى القائمة معهد تحالف مقاولي جازان في أبو عريش الذي سيتم افتتاحه خلال العام الجاري.
والتحق جميع خريجي هذه المعاهد بوظائف في شركة أرامكو والشركات العاملة معها؛ حيث بلغ عدد الخريجين من هذه المعاهد حتى الآن (934) خريجاً, في حين يبلغ عدد المتدربين الحاليين بهذه المعاهد القائمة (3300) متدرب جميعهم وقعوا عقود توظيفهم.
يُذكر أن الشراكة بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني و"أرامكو" لم تقتصر على تشغيل معاهد مشتركة إنما امتدت أيضاً لتأسيس مجلس لقطاع الطاقة للتدريب التقني وذلك بتحالف كل من: (المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني, "أرامكو السعودية"، "سابك"، الشركة السعودية للكهرباء، شركة معادن، المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة, الهيئة الملكية للجبيل وينبع) بهدف الإشراف على تدريب الأيدي العاملة السعودية وتطويرها لدى الشركات في قطاع الطاقة؛ نظراً للحاجة إلى وجود جهة توحد الجهود، وتقوم بالدور الريادي فيما يخص التدريب على المهارات المهنية في قطاع الطاقة.
ويسعى هذا التحالف لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في تقديم التدريب التقني والمهني في قطاع الطاقة لتوطين الوظائف في هذا القطاع المتنامي، ويقوم المجلس بوضع الإستراتيجيات وخطط تطوير الموارد البشرية بعيدة المدى لقطاع الطاقة ويشرف على تنفيذها، وذلك لسد الفجوة بين العرض والطلب على الأيدي العاملة في قطاع الطاقة.
إضافة إلى ذلك، وقّعت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وشركة أرامكو والشركة السعودية للكهرباء، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أخيراً مذكرة تفاهم لإنشاء وتشغيل "الأكاديمية الوطنية للطاقة" بهدف تأهيل وتدريب الشباب السعودي وتزويدهم بالمهارات اللازمة للعمل في مجالات الطاقة.