خطت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني خطوات هامة في شراكتها الاستراتيجية مع شركات وطنية رائدة في مجال الصناعات البترولية، وذلك بتشغيلها ل6 معاهد متخصصة تُعنى بتدريب الكوادر السعودية الشابة للعمل في مجال البترول والإنشاءات النفطية، من خلال تنفيذ برامج تدريبية معدة بإتقان للتحسين من كفاءة المتدرب السعودي، ليكون فاعلاً في رفع الناتج الاقتصادي المحلي، خصوصًا وأن العائدات البترولية تمثل حصة كبيرة من اقتصاد المملكة. ومن شأن مخرجات هذه المعاهد أن تُسهم في زيادة معدلات السعودة في قطاع البترول، مما يحقق تطلعات التوجه الحكومي، الساعي إلى توطين الوظائف، لاسيما في القطاعات الحيوية، ومنها قطاع البترول والنفط الذي يعدّ لاعباً رئيسياً في تنمية الاقتصاد الوطني، ونظراً لما يتطلبه العمل في مجال البترول من مهارات محددة ومعايير مهنية عالية، بادرت المؤسسة بعقد شراكات استراتيجية مع الشركات العاملة في مجال النفط لإنشاء معاهد تقوم بتنفيذ برامج تدريبية متخصصة حسب احتياج تلك الشركات، وبما يضمن للمتدرب التحاقه بسوق العمل والحصول على فرصة عمل مناسبة بعد انتهاء فترة تدريبه. وفي هذا الخصوص، أكد ل"الرياض" المهندس عبدالله اليامي، مدير المعهد التقني السعودي لخدمات البترول بالدمام، أن تلك الشراكات خير مثال على ما يمكن تحقيقه في مجال إعداد الشباب السعودي تحت مظلة الشراكات الاستراتيجية التي أطلقتها المؤسسة منذ سنوات، موضحاً أن هذه الشراكات حققت نجاحات كبيرة في تأهيل الشباب السعودي لوظائف الصناعة البترولية على اختلاف وتنوع منشآتها، حيث بدأ هذا الجهد المشترك والمخلص، يؤتي ثماره في كل مكان شيدت فيه هذه المعاهد والمراكز التدريبية، والتي ننظر إليها باعتبارها خطوة جريئة وبيئة مثلى لتوفير مجالات العمل لآلاف السعوديين الباحثين عن الفرص ولتدريبهم وتطويرهم فنياً وتقنياً وفق أعلى المعايير الدولية، خاصة وأن التدريب الذي يتلقاه الآلاف من الشباب السعودي يؤكد وجود قاعدة صلبة للتحول المعرفي في الاقتصاد السعودي بشكل عام وفي قطاع الصناعة بشكل خاص. وفيما يتعلق بطبيعة البرامج التي يقدمها المعهد قال المهندس اليامي:" يتم تحديد البرامج التدريبية التي يقدمها المعهد التقني السعودي لخدمات البترول للمتدربين بالاتفاق مع الشركاء من الشركات التي تستهدف توظيف الخريجين في تخصصات الآلات الدقيقة، الكهرباء، الميكانيكا، التشغيل، اللحام، أعمال الأنابيب، والانشاءات والحفر. ولضمان جودة التدريب قام المعهد بالحصول على اعتمادات وتراخيص من جهات عالمية معتمدة في مجال التدريب مثل City&Guilds وACCET. ومن أبرز الشركات المشاركة في إعداد البرامج شركة أرامكو السعودية وبعض الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال. فهد العتيبي وعمّا إذا كان المعهد يحقق أمانًا وظيفيًا للمتدربين، شددّ المهندس اليامي على أن من أهم عوامل نجاح المعهد التقني السعودي لخدمات البترول ومعاهد الشراكات الاستراتيجية للمؤسسة هي أنها تقوم على مبدأ التدريب المبتدئ بالتوظيف، وتقديم التشجيع والتحفيز للمتدربين مثل السكن والنقل، مما يحفز المتدربين للمثابرة والنجاح، مضيفاً:" يحرص المعهد على تحقيق الأمان الوظيفي للمتدربين عن طريق إلزام الشركات بتوقيع عقود عمل مع المتدربين وتسجيلهم في التأمينات الاجتماعية قبل بداية البرنامج التدريبي في المعهد، كما أن حاجة السوق المحلي لمثل هذه التخصصات النوعية في مجال البترول والغاز وإقبال الشركات الرائدة في مجال خدمات البترول يعدّ أمراً فعالاً في تأمين الوظائف للشباب السعودي المتدربين بالمعهد". وأشار المهندس اليامي إلى أن المعهد التقني السعودي لخدمات البترول يقوم بالتواصل مع الجهات الراغبة بتوظيف الخريجين عن طريق دعوة وزيارة هذه الجهات وتزويدهم بكامل المعلومات المتعلقة بالمعهد والمتدربين لبناء اتفاقيات تدريب مشتركة، مبيناً أن أبرز الشركات التي تستقطب خريجي المعهد هي الشركات العاملة في قطاع البترول والغاز، وعلى رأسهم شركة أرامكو السعودية، شركة شيفرون السعودية، شركة أرامكو لأعمال الخليج، شركة شلمبرجير، شركة هاليبيرتون، وشركة بيكر هيوز، في حين بلغ عدد المتدربين حالياً أكثر من الفي متدرب في مراكز التدريب الثلاثة، وعدد الشركات الراعية الموقعة على اتفاقية التدريب 70 شركة. وحول المعاهد المتخصصة في التدريب في مجال البترول، أكد ل"الرياض" فهد العتيبي، المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، إن المؤسسة استحدثت تخصصات ومجالات تدريب جديدة تتوافق وحاجة السوق السعودي، وحاجة التنمية الوطنية، ففي قطاع البترول والإنشاءات النفطية هناك ستة معاهد تقنية بشراكة استراتيجية مع قطاع الأعمال وهي: المعهد التقني السعودي لخدمات البترول في الدمام، بشراكة مع وزارة البترول، وشركة شفرون، وشركة أرامكو السعودية، والمعهد التقني السعودي لخدمات البترول في مدينة الخفجي بشراكة مع وزارة البترول والثروة المعدنية، وأرامكو السعودية، ومعهدين في جازان بشراكة مع شركة أرامكو وثماني شركات عالمية، والمعهد الوطني للتدريب الصناعي في الأحساء، بشراكة مع شركة أرامكو ومجموعة من مقاوليها وشركة الكهرباء، ومعهد الإنشاءات النفطية في النعيرية بشراكة مع شركة اتحاد المقاولين.