كشفت حادثة سقوط ودهس، تعرّض لها طفل لم يتجاوز 13 عاماً من جنسية إفريقية، في ميدان هجن تبوك، صباح اليوم الخميس، استمرار ظاهرة تسخير الأطفال، في ظل تجاهل الجهات المعنية بالمنطقة للأنظمة التي تجرم ممارسة الأطفال ركوب الإبل، وتسخيرهم للقيام بأعمال لا تتناسب مع أعمارهم؛ حيث كان السقوط من على ظهر بعير مخصص للسباق والدهس من مركبة تعرض على إثرها لإصابات بالرأس. وعلمت "سبق" أن الطفل كان يمارس ركوب الإبل بالقرب من مضمار الهجن ويستعد لتدريبها، وأثناء ذلك سقط على الأرض نتيجة اصطدام مركبة بالبعير الذي يمتطيه بعد تفاجؤ قائدها بذلك، ووفقاً لمصدر طبي فإن الطفل تعرض لجروح وسحجات بالرأس.
وقال المتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر بتبوك خالد مرضي العنزي ل"سبق": "باشرت الفرق الإسعافية حادث دهس في مضمار سباق الهجن الساعة السادسة صباحاً، ونتج عنه مصاب، ونُقل لمستشفى الملك فهد بتبوك، وحالته مستقرة".
وكانت "سبق"، قد أشارت في تقرير ميداني لها بعنوان "خفايا أطفال سباق الهجن.. أب محتاج وسمسار جشع وحقوق مهدرة"، إلى أن هناك هواة هجن بتبوك سخّروا أطفالاً أفارقة لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً لممارسة ركوب الهجن أثناء تدريبها؛ رغم تشديد الأنظمة بمنع مشاركة الأطفال في سباقات الهجن واستخدام أجهزة آلية عوضاً عنهم، وأشارت في التقرير المصور إلى أن ميدان هجن تبوك مليء بعدد كبير من الأطفال يفتقرون لأبسط درجات السلامة أثناء ركوبهم؛ مما يجعلهم معرضين للإيذاء.
وكان رئيس هيئة حقوق الإنسان بتبوك، قد أكد في تصريح سابق ل"سبق"، أنه لا يجوز السماح للأطفال الصغار بأي حال من الأحوال ممارسة ركوب الإبل في ميدان الهجن؛ لما يمثله ذلك من خطورة على حياتهم، مبيناً أن دور هيئة حقوق الإنسان بتبوك التواصل مع المسؤولين في إدارة النادي بملاحظة ذلك وعدم السماح به، ومنعهم من ممارسة ركوب الإبل وإبلاغ ذويهم بعدم جواز ذلك، إلا أن حادثة اليوم كشفت عدم تعامل الجهات المعنية بشكل جدي مع ظاهرة تسخير الأطفال لركوب الإبل ولم تتخذ مع التحذيرات أي أجراء رغم مرور أكثر من ستين يوماً.
يُذكر أن صحيفة "سبق"، قد قامت بجولة، في ميدان سباق الهجن بتبوك وشاهدت مدينة من الأطفال لا حول لهم ولا قوة وجدوا أنفسهم ضحايا بين أب دفعته الحاجة للمال أن يُلقي بابنه في غياهب مظلمة، وصاحب عمل تجرد من إنسانيته ورضي بأن يشغل طفلاً لا يفرق بين الجمرة والتمرة، منازلهم حظائر مع الإبل؛ لا يحملون أوراقاً ثبوتية تؤكد قدرتهم على العمل، حرموا من الطفولة بكل معانيها فضلاً عن حرمانهم من التعليم والعلاج، مقابل ثمن بخس لا يقبضونه، حُفاة أقدامهم، يمتطون ظهور الإبل غير مدركين لمخاطرها، ينتظرهم مصير مجهول.