اكتشف ذوو مسن، أثناء دخولهم عليه في غرفة تنويمه في مستشفى الوجه العام، لزيارته، الأربعاء الماضي، أنه متوفى دون علم إدارة المستشفى والأطباء، الأمر الذي دفعهم بالمسارعة لإبلاغ الطاقم الطبي والتمريضي لمحاولة إنقاذ حياته، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، مشيرين إلى أنهم أثناء مناداتهم للأطباء لم يجدوا أحداً منهم قريباً من غرف المنومين، حتى الطاقم التمريضي هو الآخر لم يكن موجوداً، مطالبين الشؤون الصحية بالمنطقة بإجراء تحقيق مع الطاقم الطبي والتمريض بالمستشفى لإهمال رعاية والدهم إلى أن توفي، رحمه الله. وقال ابن المتوفى مسلم البلوي ل "سبق": "حين عودتي لزيارة أبي بعد غياب عنه دام أقل من ساعة لإحضار أهلي لزيارته، وعند دخولنا فوجئنا به في وضع الجلوس ويداه على جانبي السرير ورأسه مائل إلى اليسار وجسده بارد ولم يكن عنده أي طبيب أو ممرض"، مشيراً إلى أن أحد الممرضين قبل خروجه أبلغه أن درجة حرارته هي 39.5.
وأضاف: "سارعنا بمناداة الأطباء والطاقم التمريضي، إلا أنه لم يكن أحد منهم في الأماكن المخصصة لهم والقريبة من المرضى؛ وبعد مرور وقت يسير حضرت ممرضة وأبلغت الأطباء وحاولوا أن يقدموا له الإنعاش القلبي الرئوي، إلا أن تأخرهم وعدم علمهم عن المريض حال دون أن يقدموا له المساعدة".
وتابع: "عدم متابعة الأطباء لحالة والدي -رحمه الله- والمنوم لديهم منذ أكثر من شهر، ظهرت في عثورنا عليه متوفى وهو على وضعية الجلوس ويداه على جانبي السرير ورأسه مائل إلى اليسار دون أن ينتبه له أحد، وأثناء مناداتتا للأطباء لم نجد أحداً منهم قريباً من غرف المنومين، حتى الطاقم التمريضي هو الآخر لم يكن موجوداً، مشيراً إلى أن والده كان بحاجة لنقل دم، ولم يشعرهم أحد بذلك إلا قبل وفاته بيومين؛ حيث كان يوم الخميس الذي جاء بعد وفاته هو اليوم المحدد للتبرع، وطالب ذوو المتوفى الشؤون الصحية بالمنطقة بإجراء تحقيق مع الطاقم الطبي والتمريض بالمستشفى الذي أهمل رعاية والدهم إلى أن توفي، رحمه الله.
يذكر أن أحد أبناء المتوفى -رحمه الله- توفي في عام 1434ه نتيجة إهمال المستشفى ذاته لحالته إثر حادث مروري تعرض له، وقد تقدموا بشكوى انتهت بحكم قضائي لصالحهم.
وقال المتحدث الإعلامي للشؤون الصحية بمنطقة تبوك عودة العطوي ل "سبق": "نتقدم إلى أسرة المتوفى بصادق العزاء والمواساة، ونسأل الله العلى القدير أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه، ونفيدكم أن مدير مستشفى الوجه زودنا بالرد حول المتوفى، وهو يبلغ من العمر 80 سنة، ويعاني من فشل كلوي مزمن مع عمل غسيل كلوي دوري يومين بالأسبوع مع فقر دم مزمن مصاحب للفشل الكلوي مع تاريخ مرضي لجلطات متعددة بالمخ، ومرض ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر المعتمد على الأنسولين، وذبحة صدرية، وتضخم وهبوط بعضلة القلب، وكان طريح الفراش وضريراً".
وتابع: "كان منوماً بقسم الباطنية رجال من تاريخ 12/ 07/ 1436 ه تحت إشراف أخصائي الكلى بالمستشفى؛ حيث كان يمر عليه بالقسم يومياً مع عمل غسيل كلوي يومي الأحد والأربعاء، مع نقل دم للمريض عند الحاجه أثناء عملية الغسيل لخطورة نقل الدم في الأوقات العادية، ويأخذ عقار الأريثروبيوتين دورياً لعلاج فقر الدم، وكان يتم المرور عليه يومياً من أخصائي العلاج الطبيعي مع الرعاية التمريضية، وقد نُبه على ذويه بضرورة مرافقة أحدهم له على مدار الساعة بالغرفة نظراً لأنه طريح الفراش وضرير".
وأضاف: "كانت حالته العامة مستقرة وعلاماته الحيوية مستقرة مع استقرار لحالة الوعي وتناوله للطعام مع استقرار لحالة القلب والصدر والجهاز العصبي طوال فترة إقامته بالقسم، وفي يوم 18/ 7/ 1436 نزل المريض للغسيل بوحدة الكلى الساعة 7:30 صباحاً حيث كانت حالته مستقرة وتم مناظرته بواسطة أخصائي الكلى، الذي طلب من أهل المريض التبرع بالدم، على أن يتم نقله في جلسة الغسيل القادمة؛ وبعد انتهاء الغسيل تم نقل المريض إلى قسم الباطنية رجال الساعة 12:30 ظهراً؛ حيث تم متابعته بواسطة أخصائي الكلى وكانت علاماته الحيوية عند مغادرة الطبيب الساعة 2 ظهراً مستقرة ونسبة السكر في المعدل الطبيعي".
وقال "العطوي": "تم عمل تسليم للحالة من تمريض الفترة الصباحية لتمريض الفترة المسائية في تمام الساعة 3 عصراً؛ حيث يتم التسليم داخل غرفة المريض، وكانت العلامات الحيوية مستقرة. وفي عصر يوم 17/ 7/ 1436ه وأثناء فترة الزيارة تم التبليغ عن تعرض المريض لأزمة مفاجئة؛ حيث تم إعلان النداء الأزرق العاجل في تمام الساعة 4:15 عصراً، وبدأ عمل الإنعاش القلبي الرئوي بواسطة طاقم الإنعاش القلبي الرئوي بالمستشفى؛ حيث لم تفلح المحاولات، وتوفي رحمه الله في تمام الساعة 5 عصراً من يوم الأربعاء17/ 7/ 1436ه".
وتابع متحدث صحة تبوك على لسان مدير مستشفى الوجه، أنه وأثناء إنعاش القلب الرئوي حدثت بعض تجاوزات على التمريض من أهل المتوفى؛ حيث رفضوا الخروج من غرفة المريض ونحن نقدر لهم وضعهم النفسي في ذلك الوقت.
واختتم: "تأمل المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة تبوك في حالة ملاحظة ذوي المتوفى -رحمه الله- لأي تقصير في الخدمات التي قدمت للمريض في متابعة حالته الصحية فلهم الحق باتباع الطرق النظامية التي تحفظ حقوق المريض وتبين إذا كان هناك أي تقصير من عدمه".