لن يتخيّل البعيدون عن منطقة جازان أن الوضع على الشريط الحدودي مع اليمن كما رصدته "سبق" في جولتها الميدانية اليوم على آخر القرى الحدودية السعودية مع اليمن في مركز الموسم، الذي يحد اليمن بحرًا وبرًا من الجنوب، في ظل الأوضاع الحالية في الجمهورية اليمنية، والاعتداءات العشوائية على الآمنين في الخوبة ونجران. كأنه لا شيء يحدث الملاعب مزدحمة، والبراري والشوارع والأسواق وكل شيء كما هو.. لا شيء تغير عن السابق.. هذا ما رصدته "سبق" في جولتها الميدانية على آخر الأمتار الحدودية مع اليمن، بالقرب من منطقة الصراع في ميدي، حيث القوات البرية وحرس الحدود يقفون درعًا لحماية الوطن والمواطنين؛ ما جعل المواطنين يشعرون بالأمن والأمان، ويمارسون حياتهم الطبيعية.
مركز الموسم ويقع مركز الموسم أقصى جنوب غرب منطقة جازان على الحدود السعودية - اليمنية، ويعد من أقدم المراكز في المنطقة، وهو آخر نقطة برية سعودية على البحر الأحمر، وأول منفذ يربط السعودية مع اليمن قبل أن ينتقل إلى الطوال. ويشتهر الموسم بخصوبة أرضه، التي تصلح للزراعة؛ وذلك لاختراق وادي "ابن عبدالله" معظم أراضي الموسم من الشرق إلى الغرب، التي تشتهر بزراعة فاكهة الحبحب وعدد من المنتجات الزراعية الأخرى.
وتقع في الموسم مدين "الشرجة" التاريخية الأثرية، وممن ذكرها في كتبه "ياقوت الحموي" و"ابن بطوطة" في رحلته، وعاشت حتى الخامس عشر الميلادي، وقد ذُكِر أنَّ السيل اجتاح أنقاضها، أما الآن فهي أطلال وبقعة مهجورة، لا أثر للحياة فيها. وقد قامت وزارة التعليم عندما كانت تشرف على الآثار بإحاطتها بشبك لحمايتها.
لماذا يأمن الأهالي؟ أكد أهالي الموسم أنهم بعد توكلهم على الله - عز وجل - يؤمنون بقدرات القوات البرية السعودية وقوّات حرس الحدود، وكذلك القوات البحريّة الملكية السعودية، مشيرين إلى أن المشهد الحاضر يفرض سوط الأمن على الحدود، ولما يشاهد المواطن القوات والأسلحة يشعر بالفخر والعزة، ويبعث ذلك الطمأنينة في نفوس المواطنين.