الأهالي ينتظرون «صكوك الأراضي» ومرسى الشاطئ لم يشفع الموقع المميز والأرض الزراعية الخصبة التي يتمتع بها مركز "الموسم الحدودي" في تزويده بجملة من الخدمات والمشروعات التنموية؛ لتساهم في إحداث نقلة نوعية وحضارية للمركز وقراه البالغة (30) قرية، ورفع المستوى المعيشي لسكانه. ويقع مركز الموسم أقصى جنوب غرب منطقة جازان على الحدود السعودية اليمنية، ويعد من أقدم المراكز في المنطقة، وهو آخر نقطة برية سعودية على البحر الأحمر، وأول منفذ يربط المملكة مع اليمن قبل أن ينتقل إلى الطوال، ويشتهر الموسم بخصوبة أرضه، والتي تصلح للزراعة، وذلك لاختراق وادي "بن عبدالله" مُعظَم أراضي الموسم من الشرق الى الغرب، وتشتهر بزراعة فاكهة الحبحب، وعدد من المنتجات الزراعية الأخرى. وتقع في الموسم "مدينة الشرجة" التاريخية الأثرية، وممن ذكرها في كتبه "ياقوت الحموي" و"ابن بطوطة" في رحلته، وعاشت حتى الخامس عشر الميلادي، وقد ذُكِر أنَّ السيل اجتاح أنقاضها، أما الآن فهي أطلال وبقعة مهجورة لا أثر للحياة فيها، وقد قامت وزارة التربية والتعليم عندما كانت تشرف على الآثار بإحاطتها بشبك لحمايتها. خدمات ومشروعات متعثرة وكشف الشيخ "حسن علي عريبي" أنّ مركز الموسم يحتاج للعديد من الخدمات، ومشروع للمياه في ظل شح المياه في المنطقة، مؤكداً على أنّ صهاريج المياه التي توفرها وزارة الزراعة بين فترة وأخرى للسكان لا تكفي؛ مما جعل الكثير منهم يشتري المياه ويتكبد خسائر مالية تثقل كاهله، مضفياً أنّ مشروع مياه الجديد متعثراً منذ خمس سنوات، وقد وعد أهالي المنطقة بتشغيل المشروع خلال شهر واحد، ولكن مازل الجميع في انتظار هذا الوعد إلى الآن. وأضاف "عريبي" أن من معاناة أهالي المركز غياب الخدمة البنكية، وأنهم تقدموا بعدة طلبات للجهات للمسؤولة بإيجاد فرع لأحد البنوك أو صرافات آلية تخدم الأهالي، وخاصةً أنّ المركز فيه عدد من الموظفين، والمتقاعدين وكبار السن الذين تشملهم معونات الضمان الاجتماعي، وهؤلاء يتكبدون عناء الذهاب شهرياً إلى الطوال أو صامطة لصرف إعانتهم ومعاشاتهم. شاطىء بلا مرسى! ويعد شاطئ الموسم من الشواطئ الجميلة التي يقصدها الكثير من الزوار على الرغم من عدم توفر أي خدمات به، وقد قامت أمانة جازان ممثلة في بلدية الموسم بترسية مشروع سياحي تطويري وتحسيني للشاطئ -عبارة عن واجهة بحرية تتوفر فيها أماكن ترفيهية وجلسات-، إلاّ أنّ المشروع تاه بين عدة جهات؛ بحجة أنّ المشروع يدخل في نطاق المياه البحرية، وإنشاؤه يؤثر على الثروة السمكية في البحر. وبيّن الشيخ "بيشي مساوى" أنّهم يعانون من المراكب الكبيرة، وتشكل خطراً أثناء الليل، بالإضافة إلى جرف هذه المراكب للشعب المرجانية، وأدى ذلك إلى قلة الأسماك كما أنّ الصيادين في الموسم لا يجدون لهم مرسى إلى الآن. صكوك الأراضي وتذمر بعضُ أهالي الموسم من توقف إصدار صكوك الملكية للأراضي منذ فترة طويلة، وأنّ هذا التوقف أضرَّ كثيراً بمصالحهم، وحرم العديد من الخدمات والتسهيلات التي تقدمها الدولة للمواطنين، وخصوصاً الإفادة من الصندوق العقاري والزراعي، واشتكوا من عدم الاهتمام بنظافة قرى المركز، محملين البلدية مسؤولية ذلك؛ كون سيَّارات النظافة لا تمر على بعض القرى إلاّ مرة واحدة كل أسبوع، وأدى ذلك إلى تراكم النفايات بشكل مقزز، كما طالب عددٌ من الأهالي بتسريع إجراءات المنح في المخطط الذي اعتمدته وزارة الشؤون البلدية والقروية لأصحاب الدخل المحدود منذ أكثر من عشر سنوات. البنية التحتية وقال "منصور عريبي" -رئيس المجلس البلدي بالموسم- أنّ المخطط لا تتوفر فيه أي بنية تحتية إلى الآن، ونأمل من بلدية الموسم الإسراع في إيجاد البنية التحتية اللازمة لهذا المخطط وتوزيع الأراضي الموجودة فيه كمنح للمواطنين، خاصةً وأنّ هناك بعض القرى تدخل في نطاق حرم الحدود وبذلك ينزح ساكنيها للموسم، مشيراً إلى أنُّه تم تخصيص أربعة مليون ريال لنزع الملكية وتوسعة الشارع الرئيس في المركزالى 60 متراً، لافتاً إلى أنّ سبب تعثّر مشروع السوق الجديد رغم جاهزيته يعود إلى رفض أصحاب المحال في السوق القديم الانتقال للموقع الجديد بحجة أنّه بعيد عن البلد، وعلى الرغم من تأجير المحلات بأسعار رمزية تصل إلى(200) ريال في الشهر.