- الميليشيا الحوثية وقوات علي صالح وأعوانهم قاموا بتشكيل تحالف إستراتيجي تدميري، واتفاق مكوّن من عشر نقاط جوهرية لتقاسم السلطة. - تعيين خالد بحاح نائباً للرئيس إضافة إلى مهمة رئيس الوزراء خطوة مهمة في هذه المرحلة الاستثنائية، وتم تكليفه بمهام تنفيذية عاجلة. - على ثقة بأن كل الشرفاء في المؤسسة العسكرية والأمنية لم يكونوا إلا مع وطنهم وشعبهم وسيقفون ضدّ مَن يريد العبث - أدعو كل داعمي الشرعية إلى القيام بحماية المناطق الموجودين فيها، وأن تلتحم مع المقاومة الشعبية لمنع تمدُّد الميليشيات وقطع خطوط إمداداتها - ستتم إعادة تأهيل القوات المسلحة أفضل مما كانت عليه، وسيرى الجميع قريباً الكثير من المواقف الشجاعة من القادة والضباط.
واس- الرياض: أكد عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية أنه على الرغم من بُعده عن اليمن إلا أنه يعيش معهم بعقله وقلبه، ويتابع كل الأحداث كل ساعة، ويقوم بمسؤولياته الوطنية دون تراخٍ أو تباطؤ، ويتواصل مع الداخل والخارج لما فيه مصلحة الشعب اليمني ويحقق مصالحه.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، اليوم، عقب إعلان قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية إيقاف عملية "عاصفة الحزم" وبدء عملية "إعادة الأمل".
وقال هادي: "أيها الشعب اليمني، إنني أتحدث إليكم اليوم من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة بعد أن خرجت من مدينة عدن مدينة كل الأحرار وحاضنة كل اليمنيين الشرفاء والمناضلين في مختلف المراحل، عدن البطولة والمقاومة، لقد خرجت في ظل ظروف بالغة الخطورة؛ وذلك نتيجة لاستمرار عدوان المليشيات الحوثية الانقلابية وجماعة صالح، وبدعم من حلفائهم الإيرانيين على عدن التي كنا قد اتخذناها مقراً مؤقتاً لنا".
وأضاف أنه خرج من عدن وتحمل الصعاب والمخاطر حتى لا تغيب بلاده عن لقاء الأشقاء في مؤتمر القمة العربية السادسة والعشرين الذي استضافته مصر؛ لينقل لإخوانه وأشقائه المعاناة القاسية للشعب اليمني، وحضرت اليمن تلك القمة بصورة تليق بتضحيات شعبها الصابر والمرابط والمقاوم في كل مدنها وقراها".
وقال رئيس الجمهورية اليمنية: "إن وضع البلاد والشعب ليس على ما يرام، وإن البلاد تمر بأسوأ حالاتها نتيجة تحالف قوى التخلف والغدر في الداخل والخارج"، مشيراً إلى أنه قال عقب أدائه اليمين الدستورية أمام مجلس النواب في عام 2012 إنه يتوقع أن تواجه البلاد عامين فيهما الكثير من المشاكل والتحديات؛ وذلك إدراكاً لحجم التركة والتآمر، وأنه لم يتخيل أن يبلغ حجم الحقد والأطماع والانتقام لديهم إلى هذا المستوى، وأن يتمكن الشر من عقولهم وضمائرهم، وأن يعملوا على إيصال البلد إلى حد الانهيار.
وأوضح هادي أن وتيرة التآمر تسارعت بعد أن اتفق اليمنيون جميعاً على أسس بناء الدولة الاتحادية الجديدة التي يشارك الجميع في إدارتها وثروتها وفق تقسيم عادل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وبيّن أن القوى الانقلابية فرضت طريقاً واحداً للتعامل معها، بعد أن أغلقت كل النوافذ وتمادت في طغيانها وبغيها، واستمرت في وحشيتها وهمجيتها وعدوانها في مشهد انقلابي فاضح على كل العملية السياسية، مؤكداً أن الشعب اليمني يأبى الذل والهوان ويرفض الضيم والاستبداد والاضطهاد، ويعشق الحرية ويناضل من أجلها ويتوق للعيش الكريم والمواطنة المتساوية، ويضحي في سبيلها بالغالي والنفيس، وقرر أن يطوي صفحة ذلك الماضي الأسود، وأن يتجه لبناء دولة مدنية اتحادية حديثة، دولة الشراكة والمواطنة التي يسودها العدل وتستند إلى مبادئ الحكم الرشيد.
وقال: "حين قرر الشعب ذلك القرار عمدت تلك القوى الشريرة والعابثة الانقلابية بالعمل على كل شيء وبكل الوسائل وشتى الطرق في مسعى لجرّ البلاد إلى حرب أهلية وطائفية دامية، وقرروا ألا يتركوا لهذا الشعب الكريم اختياره للعيش الكريم والأمن بعيدا عن شعاراتهم للموت والكراهية التي لم تقتل سوى اليمنيين، فاجتاحوا بمليشياتهم المسلحة المحافظات ابتداءً من صعدة وعمران ثم العاصمة صنعاء ومروراً بإب وتعز والبيضاء ووصولاً إلى اجتياح الجنوب ودرته عدن فسفكوا الدماء وأزهقوا الأرواح واعتدوا ودمروا الممتلكات العامة والخاصة، وأرهبوا الناس وعطلوا حياتهم اليومية، بل ومع الأسف قاموا بأعمال استفزازية للأشقاء من خلال مناوراتهم العسكرية على الحدود وإدخال قوات ومعدات حربية من إيران... كل ذلك إرغاماً للشعب اليمني وإذلاله، وجعل هذا البلد المسالم بؤرة تنطلق منها الأعمال العدائية للأشقاء وللمجتمع الدولي برمته".
وأكد الرئيس اليمني أن المليشيات الحوثية وقوات علي صالح وأعوانهم قاموا بتشكيل تحالف استراتيجي تدميري، واتفاق مكون من عشر نقاط جوهرية لتقاسم السلطة روحياً وسياسياً، وذلك استنساخاً للتجربة الإيرانية، التي لا تتوافق مطلقاً مع البيئة اليمنية، مؤكداً أنه تم تحذيرهم من تلك المؤامرة، وتقديم العديد من التنازلات والمبادرات؛ بهدف نزع فتيل الانفجار وحماية أحلام البسطاء من الناس من مغامرتهم وتآمرهم، ولكن وبعد إصرارهم، أصبح أمام الشرفاء الغيورين طريق واحد وهو المقاومة لهذا الصلف وإيقافه عند حده وإرجاعه عن غيه.
وقدّم التحية لكل المقاومين في ثغر اليمن في عدن الصمود ومقاومة مأرب وتعز وأب والضالع وشبوة والجوف والبيضاء والحديدة ولحج وأبين ولرجال القبائل ولوحدات الجيش التي أعلنت ولاءها للوطن وللشعب وللجان الشعبية.
ولفت الانتباه إلى أن الوضع يقتضي من الجميع مضاعفة الجهود ورفع وتيرة الأداء بما يحقق الحفاظ على مؤسسات الدولة وتأمين احتياجات الشعب والحفاظ على مرافق الدولة وصيرورة العمل ورفع كفاءة الأداء ليتواكب حجم التحدي مع الظروف الصعبة.
وعدّ الرئيس اليمني تعيين خالد بحاح نائباً للرئيس إضافة إلى مهمة رئيس الوزراء خطوة مهمة ليتحمل هذه المسؤولية الصعبة في هذه المرحلة الاستثنائية.
وأعرب عن قناعته بأن نائب الرئيس خالد بحاح إضافة نوعية للمؤسسة الرئاسية اليمنية، مبيناً أنه تم تكليفه إضافة إلى زملائه في الحكومة للقيام بمهام تنفيذية عاجلة إلى جانب مهامهم الأخرى؛ للنهوض بالوضع الإنساني، مطالباً الدول والمنظمات الدولية كافة بالتعاون معهم في تقديم العون اللازم لأعمال الإغاثة الإنسانية العاجلة بما يخفف العبء الثقيل على الشعب اليمني في هذه الظروف العصيبة.
وأشار الرئيس اليمني في نداء وجهه لرجال القوات المسلحة والأمن إلى أن الشعب يستنهض نخوتهم وعزتهم وشرفهم العسكري، مؤكداً أن مسؤولياتهم كبيرة وعظيمة، وهي مسؤولية الحفاظ على هذا الوطن وأبنائه، والحفاظ على أمنه واستقراره والتصدي بكل استبسال للمتآمرين والانقلابيين، وقال: "إني على ثقة بأن كل الشرفاء في المؤسسة العسكرية والأمنية لم يكونوا إلا مع وطنهم وشعبهم، وسيقفون ضد من يريد العبث بالمؤسسة العسكرية والانحراف بها عن هدفها السامي".
وحيا كل المواقف الوطنية من المناطق العسكرية والمحافظات المختلفة التي أعلنت التزامها بقرارات الشرعية الدستورية، داعياً إياها إلى القيام بحماية المناطق الموجودة فيها، وأن تلتحم مع المقاومة الشعبية لمنع تمدد المليشيات الانقلابية ولقطع خطوط إمداداتها اللوجستية، مبرزاً الحرص على ضمان توفير جميع متطلباتها والتزاماتها المادية.
وأكد أنه سيتم إعادة تأهيل القوات المسلحة أفضل مما كانت عليه، داعياً الجميع إلى عدم الاستماع للمتباكين على ما تم تدميره من السلاح الذين يدعون اليوم كذباً بأن لا علاقة لهم بالمؤسسة العسكرية منذ أن غادروها، ولم يجعلوا ذلك السلاح سلاحاً للجيش وللشعب، وخذلوه في عواصم المدن ووسط الأحياء السكنية، ووجّهوه إلى صدر أبناء الشعب، فبات مصدراً لإذلالهم وليس لعزتهم ومبعثاً للقلق بدل الاطمئنان.
وقال: "سيرى الجميع قريباً الكثير من المواقف الشجاعة من قادة وضباط سيلبّون نداء وطنهم ليعيدوا للجيش هيبته وريادته ومسؤوليته"، حاثاً الجميع على العمل سوياً للوصول إلى بناء جيش وطني بهوية وطنية وبناء مؤسسي حديث ليكون جيش اليمن لكل اليمن.
وأضاف: "إن الاهتمام العربي والإسلامي والدولي القائم حالياً بالأوضاع في اليمن لم يأتِ فجأة ولا من فراغ، فاليمن تنتمي لعمق عربي وإسلامي وجغرافي تتأثر به وتؤثر فيه، فالعالم أصبح متشابك المصالح والعلاقات، وعلى مدار التاريخ فإن اليمن لم تكن بمعزل عن ناحيتها واهتمامها، وحين قررنا طلب الوقوف مع شعبنا اليمني بعد وصولنا إلى مرحلة القطيعة التامة مع الانقلابيين فإننا ساعتها لم نأتِ بجديد فقد كان لأشقائنا في الخليج وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص دور ريادي في جميع محطات ومنعطفات اليمن السياسية".
وتابع يقول: "وفي تاريخنا المعاصر استنجدت اليمن بعمقها العربي والإسلامي مراراً، وكل ذلك يأتي متوافقاً مع ما وقعت عليه اليمن مع محيطها من اتفاقيات وعهود في هذا السياق.
وتقدم الرئيس عبدربه منصور هادي باسمه ونيابة عن الشعب اليمني بخالص الشكر والتقدير والعرفان للأشقاء العرب والمسلمين والأصدقاء في التحالف الاستثنائي والاستراتيجي لدعم الشرعية، الذين استجابوا لنداء اليمنيين والتفوا حول مصلحة الشعب اليمني واستعادة دولته، مؤكداً أن هذا الهدف الرئيس لعملية "عاصفة الحزم" التي بدأت مرحلتها الثانية، هي مرحلة لإعادة الأمل، لكل الجهود المخلصة التي تقف مع الشعب اليمني في محنته، وقال: في مقدمتها جهود أشقائنا في المملكة بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي ظل على الدوام مسانداً لطموحات اليمنيين في كل الميادين وفي مختلف المراحل.
وأكد ضرورة تطبيق كل الفقرات الواردة تحت الفصل السابع في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الأخير الذي ظهر في كل العالم موحداً ومنتصراً للشعب اليمني، مبيناً أن هذا القرار حدد معالم المرحلة الجديدة، وفيها الكثير من الفرص لجميع اليمنيين وأسس لحوار إيجابي فاعل بعد إزالة كل مظاهر الانقلاب على العملية السياسية، داعياً جميع القوى السياسية دون استثناء للعمل الإيجابي مع هذا القرار والتنفيذ الفوري، معرباً عن الشكر لجميع الجهود المخلصة في دعم وتبني هذا القرار الذي بذله الأشقاء والأصدقاء.
وقال في ختام كلمته: "أيها الأحرار والشرفاء في كل ربوع وطننا الغالي سننتصر بإذن الله لا محالة؛ لأننا على الحق، وسنخرج قريباً من تلك الأزمة وسنعود إلى ترابنا الغالي قريباً سنعود إلى عدنوصنعاء نعيد البسمة والعمل لأهلنا ونعمّر ونداوي الجراح ونعوّض أبناء الشعب عن كل المآسي وسنبني اليمن الجديد الذي يضم كل أبنائه دون الالتفات لانتماءاتهم ومناطقهم أو مواقفهم؛ إذ لا مجال للمتطرفين إلا للسلم والسلام وتلبية لرغبات الشعب في الاستقرار والنماء والبناء والالتزام كما طرحناه سابقاً في محدداته، وتم تبنيها في قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، وسيرفض كل الشعب اليمني كل المتعالين عليه إلى مزبلة التاريخ. لن نقبل أبداً وتحت أي ظرف إلا باليمن الجديد الذي نحلم به، ولن نتراجع قيد أنملة، وسنعود لاستكمال المسار السياسي لانتقال السلطة بعد أن يتخلص الوطن من العابثين والمتآمرين، وإن استمروا في عنادهم فنحن والشعب اليمني بقواه الحية والداعمين لليمن لهم بالمرصاد".