رفض نائب رئيس اليمن، خالد بحاح، التعاطي مع أي مبادرة سياسية إلا بعد وقف العدوان الحوثي على مدينة عدن«جنوب»، ووصف قرار مجلس الأمن توقيع عقوبات على الحوثيين وحلفائهم ب «الداعم لخيارات اليمنيين»، داعياً أبناء الجيش والأمن إلى إعلان الانحياز للشرعية الدستورية. واعتبر بحاح، خلال مؤتمر صحفي في أحد فنادق الرياض أمس الخميس، أن العملية العسكرية العربية في بلاده كانت ضرورة، ونفى أن يكون تسلَّم مبادرة للحل من قِبَل تحالف الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، رابطاً قبول أي مبادرة بوقف المتمردين القتال في عدن وتسليم السلاح وعودة الرئيس الشرعي، عبدربه منصور هادي، إلى ممارسة مهامه. في الوقت نفسه؛ كشف بحاح، وهو رئيس الوزراء أيضاً، عن تشكيل لجنة إغاثة وتنسيق لإيصال المساعدات إلى المحتاجين في جميع مناطق اليمن ودون استثناءات وبالتنسيق مع الداخل «إذ تحتل الإغاثة أولوية الاهتمامات حالياً في ظل وضع إنساني يستدعي تدخلاً إقليمياً ودولياً»، وأشاد بتقديم المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والدول العربية الدعم لليمنيين حتى يستعيدوا الشرعية والاستقرار، مؤكداً أن أبناء بلده يتلهفون إلى عودة الهدوء. ووصف الخليج العربي ب «الحاضنة الطبيعية لليمن»، وتمنَّى عودة هذا الوضع، مشيراً إلى مبادرات لانضمام صنعاء إلى مجلس التعاون الخليجي «إلا أن عدم الاستقرار السياسي والارتباك الأمني في الجمهورية اليمنية أدى إلى تأجيل هذا الانضمام». وتوقع أن «ينضم اليمن إلى مجلس التعاون إذا عبر هذه المرحلة بمساعدة أشقائه الخليجيين، خصوصاً أن موقعه الجغرافي يتيح له ذلك». أمنيَّاً، وجَّه نائب الرئيس نداءً إلى أبناء الجيش والأمن للانضمام إلى الشرعية في البلاد، وأعرب عن قناعته بأن «جنودنا وضباطنا لن ينساقوا إلى دعوات تمزيق الوطن»، وطالبهم بأن «يأتوا بعقيدتهم الوطنية وليس بولاءاتهم الشخصية» وأن «يغلِّبوا مصلحة الوطن فوق كل شيء» وأن «ينضموا إلى ركب مؤسسات الحكومة اليمنية الشرعيّة ولا ينساقوا خلف من يريد تمزيق اليمن وتشتيت لُحمته». وحثَّ جميع الأطياف اليمنية على تغليب لغة العقل والحوار والالتفاف حول الشرعية تمهيداً لقيام دولة يمنية مدنية تتسع للجميع دون استثناء، ووصف الحوثيين ب «إخوة لليمنيين وجزءٌ من النسيج الاجتماعي ولا يمكن فصلهم عن اليمن»، مستدركاً «عليهم أن يكونوا مكوِّناً سياسياً يمنياً وجزءاً فاعلاً في البلاد، لكن لابد أن يُلقوا وغيرهم من الميليشيات السلاح ويتعلموا الدرس ليُرحَّبَ بهم في الوطن». ودعا المتمردين إلى «تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الداعي لوقف تحركاتهم العسكرية فوراً»، ورأى في القرار الصادر مساء الثلاثاء الماضي دعماً لخيارات الشعب اليمني، متمنياً تجنُّب حملة برية و»أن تكون هذه الجرعة كافية»، في إشارة إلى الضربات الجوية لعملية «عاصفة الحزم». ووصف العملية ب «إشارة إلى كون أمن اليمن من أمن الخليج والأمن الدولي»، و»رسالة إلى إخواننا الذين فقدوا البوصلة»، وأكد أن «الحملة احترازية ورمزية، ولم تستخدم قوات التحالف فيها كل قوتها ولو استخدمتها لأصبحت اليمن مدمَّرة بالكامل، لكنها رسالة موجَّهة حصراً إلى من فقدوا البوصلة». وأرجع بحاح التدخل الإيراني في شؤون بلاده إلى وجود فراغ داخلي، ورأى أن «علينا أن نُصلِح أحوالنا فى الداخل حتى لا نسمح للآخر بالتدخل فى شؤوننا»، مضيفاً «نحن نعتبر إيران إخوة لنا فهم مسلمون مثلنا ونرحب بهم كجارٍ نافع وليس كجارٍ ضار، ونتمنى أن تكون رسالة عاصفة الحزم واضحة لهم». إلى ذلك؛ أقرَّ بحاح، الذي عُيِّن الأحد الماضي نائباً لهادي، بأن مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت «شرق» باتت تحت سيطرة المتطرفين، ودعا من فيها إلى العودة إلى عقولهم وعدم تحويل المدينة إلى إمارة متطرفة، متعهداً بأن «تحارب الحكومة الشرعية التطرف أياً كان نوعه».