يؤكد كتاب ومحللون سياسيون أن قرار مجلس الأمن بشأن اليمن أمس يعد "عاصفة حزم سياسية"، ويجسد انتصار الدبلوماسية الخليجية والعربية التي تفوقت على الدول الكبرى، خاصة فيما يتعلق بصدور القرار تحت "البند السابع" انطلاقاً من الرؤية العربية الخليجية، وأن عاصفة الجزم معركة شرعية تحظى بتأييد القانون الدولي، وهو ما يؤشر على أننا نتجه أكثر نحو الانتصار لليمن ضد المغرضين. ففي مقاله "درس خليجي في نيويورك" بصحيفة "الشرق الأوسط" يقول الكاتب والمحلل السياسي سلمان الدوسري: "ربما هو أكبر نصر دبلوماسي خليجي وعربي في الأممالمتحدة. من يصدق؛ روسيا المتشددة والمتعاطفة مع ميليشيا الحوثيين لم تستطع إعاقة قرار مجلس الأمن الخاص باليمن. ما الذي فعلته الدبلوماسية الخليجية أمس حتى تقنع موسكو بالموافقة غير المباشرة على عاصفة الحزم، وهي التي اتخذت مواقف متصلبة منها؟ ماذا جرى لكي تأخذ العاصفة كل هذا التأييد الدولي من قبل أعلى سلطة أممية في العالم؟ إنه نفس المنطق الذي انطلقت معه العاصفة، بأنها ضرورة قصوى اضطرت إليها الرياض وحلفاؤها لإنقاذ اليمن، إثر طلب رسمي تقدم به الرئيس الشرعي ووفق قوانين الأممالمتحدة".
ويؤكد الدوسري على أن معركة عاصفة الحزم شرعية لا تخالف القانون الدولي، ويقول "نجاح الدبلوماسية التي قادتها السعودية يؤكد أن عاصفة الحزم حينما انطلقت لم تكن خطوة متهورة؛ فالرياض من الاستحالة أن تخالف القانون الدولي، ولديها من الخبرة والدراية ما يساندها في اتخاذ القرارات الكبرى في الأوقات العصيبة بمنتهى الحكمة، وها هو مجلس الأمن الدولي يؤكد صحة قرار العاصفة ويدعمه سياسياً، وربما عسكرياً أيضاً، إذا لم يمتثل المتمردون للقرار خلال العشرة أيام المقبلة".
وفي مقاله "المملكة تنتصر مرتين" بصحيفة " الرياض" يقول الكاتب والمحلل السياسي أيمن الحماد "القرار في مضمونه مهم للغاية، فالانقلابيون الحوثيون فشلوا، وزعيمهم عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ونجله أصبحوا عملياً ممنوعين من السفر خارج اليمن، وتم تجميد أصولهم المالية، ويشدد الخناق عليهم ويدفع بالموالين لهم، الانصراف عنهم، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الأرض. إذ وقبل الموافقة على هذا القرار بدأت تتوالى تأييدات الألوية في مختلف المواقع العسكرية، للشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي".
ويضيف الحماد "القرار شكل ضربة موجعة لإيران التي تدعم الانقلابيين، وبدت مثيرة للشفقة وهي تستبق التصويت بطرح مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن، ووجدت نفسها في مرمى النار بعد أن فرض المجلس حظراً على تزويد الحوثيين وحلفائهم بالسلاح، إذ أن من شأن القيام بأي محاولة لإدخال أي قطعة سلاح أن يضع طهران تحت طائلة المسؤولية كمخالفة للقرار الدولي، الذي أبقى على الحل السياسي وباب الحوار مشرعاً لمن أراد السلم وصدقت نواياه وأفعاله".
وينهي الحماد قائلا "برهنت المملكة اليوم أنها القوة الإقليمية، فبعد أن شكلت تحالف عاصفة الحزم هاهي اليوم تفرضها قراراً دولياً".
وتحت عنوان "قرار دولي يعري عصابات الحوثيين وحليفتهم" جاء في افتتاحية صحيفة "الاقتصادية": "بمجرد دعم القرار الدولي للسلطة الشرعية في اليمن، تلقت إيران وأعوانها الخارجون عن القانون ضربة موجعة، ربما كان نظام الملالي لم يتوقع نجاح الدبلوماسية السعودية في هذا المجال، مراهنا على "المكابح" الروسية لمجلس الأمن الدولي، التي باتت سمة هذا المجلس، ولا سيما فيما يرتبط بالكارثة السورية. الأوضاع تغيرت بصورة كبيرة الآن، ليس على صعيد "عاصفة الحزم"، فهي سائرة إلى النهاية، لكن من جهة الخراب الذي يحدثه يوميا الحوثيون بدعم لا محدود من إيران. وهذه الأخيرة، تمارس الأكاذيب كمنهج سياسي ثابت، دون أن نذكر مبادئها التي تستند إلى "التقية". لقد أصبحت إيران أمام القرار الدولي الآن، أكثر عريا، وأشد فضائح".
وفي مقاله "عاصفة حزم سياسية" بصحيفة "الشرق الأوسط" يقول الكاتب والمحلل السياسي مشاري الذايدي "ما حكّ جلدَك مثل ظفرك، وأمن العرب يحميه العرب، والدرس أنك إذا ركزت قوتك، ونسقت جهدك، وجمعت أوراقك الصحيحة، تفرض إرادتك، أو جانباً كبيراً منها"، ويضيف الذايدي "عاصفة الحزم باب جديد فتح للعرب، ومثال يمكن نسخه في قضايا أخرى، مع تعديلات تناسب كل حالة. لدينا ليبيا وسوريا.. أمثلة شاخصة لتولي العرب أمرها بنفس الحزم والعصف، فهي في نهاية الأمر قضايا عربية "، وينهي الذايدي قائلا "النجاح يجلب النجاح، وها هو الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يعلن توجيه الدعوة لرؤساء أركان جيوش الدول العربية لبحث تنفيذ قرار القمة العربية الخاص بتشكيل قوة عسكرية مشتركة.. هل حان وقت العرب أخيراً؟".