- خادم الحرمين انتقل بالعرب من حالة الشجب للأفعال المؤثرة. - السعودية تقود تحالفاً عربياً في اليمن ولا تتزعم حرباً طائفية. - "عاصفة الحزم" تحافظ على الأمن العربي وليس "الخليجي" فقط. - السعودية والإمارات ومصر والأردن نموذج للتنسيق خارج الورق. - "العاصفة" أحبطت المد الإيراني في المنطقة لخمسين سنة قادمة. - الملك سلمان أطلق عصراً جديداً عنوانه "الأمن يحميه العرب بالقوة".
عويد التومي- سبق- الأردن: أكد المحلل السياسي الأردني سميح العجارمة، في تصريحٍ خاص ل"سبق" أن نتائج القرار الشجاع لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتشكيل وقيادة التحالف العربي لإنقاذ اليمن من براثن الحوثيين، لن تقتصر على اليمن واليمنيين، بل سيتعدى تأثيره الإيجابي الساحة الخليجية؛ لتتأثر الساحة العربية بشكل عام، متوقعاً مقتل الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح على يد أنصاره، مشيراً إلى أن الملك سلمان قهر الشجب المتواصل للعرب وانتقل لمرحلة الأفعال المؤثرة التي أحبطت ملالي إيران 50 عاماً، موضحاً أن "عاصفة الحزم" صفعت فوضويي البحرين والرئيس السوري بشار الأسد، و"داعش" ودمّرت الجنون الحوثي.
اجتثاث الظلاميين وقال "العجارمة": "العالم العربي لن يكون بعد عاصفة الحزم كما كان قبلها، وخصوصاً أن النصر ضد القوى الظلامية في اليمن بات حتمياً، وعاصفة الحزم لن تهدأ إلا بعد اجتثاث تلك القوى الظلامية التي انقلبت على الشرعية هناك، وهي بالفعل أوشكت على حسم المعركة لنصرة الحق ضد الباطل، فالمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استطاعت خلق حالة عربية جديدة عنوانها العزيمة والهمة العالية للدفاع عن العرب وأمنهم القومي بالفعل وليس بالقول والتصريحات فقط ".
أهداف جنونية وأضاف: "لقد حاولت السياسة السعودية بشكل خاص والخليجية بشكل عام احتواء الأزمة اليمنية من خلال المبادرة الخليجية، ولكن الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أفشلوا هذه المبادرة التي بُنيت أساساً على مبدأ الحوار العقلاني بين الأطراف المتناحرة في اليمن، وعندما طلب الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي أن يكون الحوار في الرياض في مقر مجلس التعاون الخليجي تحفظ الحوثيون على ذلك، واعتبروه تدخلاً سعودياً بالشأن اليمني، فوافقت السعودية على انتقال الحوار إلى الدوحة ليطمئن الحوثيون إلى أنهم لن يكونوا تحت أية ضغوط سعودية توهموها، ومع ذلك أفشل الحوثيون الحوار؛ لأنهم ببساطة يتلقون التعليمات والأوامر من طهران، وغامروا ببلدهم اليمن لأجل أهداف جنونية، وهذا ما سماه الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي في كلمته في مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ ب"المراهقة السياسية" وقد أصاب بهذه التسمية".
مزاعم الحرب طائفية! وواصل المحلل السياسي سميح العجارمة تقييمه ل"عاصفة الحزم" قائلاً: "تحاول الماكينة الإعلامية الإيرانية بما فيها إعلام حسن نصرالله كجزء من الإعلام الإيراني تصوير عاصفة الحزم على أنها حرب طائفية، والحقيقة أن منطلقات السياسة السعودية بشكل خاص والخليجية والعربية بشكل عام لم تكن تاريخياً منطلقات طائفية، فالسعودية تقود التحالف العربي المقدس "عاصفة الحزم" للدفاع عن الشرعية في اليمن ولا تقود حرباً طائفية".
أسطول إيران وبين: "الأمن العربي -الذي جاءت عاصفة الحزم لحمايته- لا يحتمل وجود الخطر الحوثي في خاصرة الأمة العربية، وهذا الخطر ليس خطراً لأن الحوثيين شيعة بل لأنهم انقلبوا على الشرعية في اليمن، ورفض اليمنيون هذا الانقلاب، مما دفع اليمن إلى مستنقع الفوضى والإرهاب الحوثي والدعم والتدخل الإيراني الذي أراد تثبيت الحكم الحوثي غير الشرعي لليمن رغماً عن إرادة الشعب اليمني، لدرجة تحريك إيران لأسطولها الحربي باتجاه مضيق باب المندب، وعندها قرأت السعودية والإمارات العربية وأهم الدول العربية الواقع اليمني ومستقبله المظلم قراءة متعمقة كان لا بد أن تأتي نتيجة هذه الرؤية العربية الحكيمة "عاصفة الحزم" لإنقاذ اليمن قبل أن تغرق أكثر وأكثر".
العصا الحوثية وأوضح: "الأمن العربي لا يحتمل أن تستولي إيران على اليمن بالعصا الحوثية، والجميع يعلم أن جسراً من الطائرات الإيرانية التي تنقل الأسلحة والعتاد والمساعدات للحوثيين لم ينقطع منذ انقلاب الحوثيين على الرئيس الشرعي لليمن إلا بعد حظر الطيران الذي فرضته السعودية بعد إطلاق عاصفة الحزم، ورضوخ قادة الانقلاب الحوثي لتعليمات إيران يثبت أن الحوثيين مجرد فيلق بالجيش الإيراني ضد وطنهم الأم اليمن، وبالتالي ضد العالم العربي".
من الشجب للفعل وعن أهم نتائج "عاصفة الحزم"، قال "العجارمة": "من أهم النتائج القوية لعاصفة الحزم أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز انتقل بالعرب من حالة الشجب والاستنكار التي اعتدناها منذ خمسينيات القرن الماضي إلى حالة الفعل المؤثر، فالآن العرب يستخدمون إرادتهم السياسية وجيوشهم وطائراتهم بحزم وقوة لحماية أمنهم القومي، وهذا لم يحدث سابقاً بشكل صحيح وفعال ومؤثر كما يحدث الآن، فعاصفة الحزم انطلقت للحفاظ على الأمن العربي وليس للحفاظ على اليمن وحسب أو الأمن الخليجي فقط، فهذا التحرك العربي يشكل فتحاً جديداً بالعمل العربي المشترك".
إحباط المد الإيراني وتابع: "السعودية، الآن، تقود الأمة لاستعادة الكرامة العربية، والسعودية والإمارات العربية ومصر والأردن أصبحوا نموذجاً للتنسيق العربي الناجح على الواقع وليس على الورق فقط، ف"عاصفة الحزم" أحبطت المد الإيراني في المنطقة العربية لخمسين سنة قادمة، هذا المد الذي حاولت السياسة الإيرانية فرضه بالتلاعب بمصير الشعوب العربية من خلال إثارة الفتن الطائفية في العراق وسوريا ولبنان، وكذلك في البحرين، ولكن الشعب البحريني أفشل بحكمته التلاعب الإيراني بمكوناته وتركيبة سكانه، وهنا أؤكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أطلق عصراً عربياً جديداً عنوانه (أمن الوطن العربي يحميه العرب بالقوة)، فلأول مرة منذ عقود طويلة يتفق العرب وقادتهم على قرار وينفذونه على أرض الواقع بفضل عزيمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز".
مقتل "صالح"! وواصل: "العالم العربي لن يكون بعد عاصفة الحزم كما كان قبلها، بل سيبدأ بالخروج من مآزقه الخطيرة بعد النصر الذي يتحقق الآن، بقيادة السعودية، فبعد انتهاء عاصفة الحزم سيعود اليمن تدريجياً إلى حالة الاستقرار بعد خلاصه من حكم عصابة الانقلابيين، وبعد هروب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ورجاله أو القبض عليهم ومحاكمتهم، أو مقتل صالح على يد رجاله كما هو متوقع ليتخلصوا من عبئه على مستقبلهم في اليمن".
حسابات "بشار" وقال: "النفوذ الإيراني في اليمن سيتلاشى، وستحتاج إيران لنصف قرن قادم لإعادة بناء نفوذها في اليمن ولن تستطيع، وكذلك سيؤثر نجاح عاصفة الحزم على الملف السوري بحيث سيعيد الأسد حساباته، أن هناك قوة عربية مؤثرة تشكلت قد تتخذ بين ليلة وضحاها قراراً حازماً ضد إجرامه كما فعلت ضد الانقلابيين الحوثيين في اليمن، وكذلك القوى الطائفية في البحرين ستفكر ألف مرة قبل أن تمارس أي إرهاب أو تحرك ضد الدولة البحرينية وضد النظام البحريني القوي بشرعيته وإنجازاته".
"داعش" والرسالة ووالى حديثة قائلاً: "لا شك أن القوى السياسية المتناحرة في العراق من جهة والتنظيم الإرهابي "داعش" من جهة أخرى ستقرأ جيداً الرسالة العربية القوية التي تقودها السعودية، والتي مفادها أن السعودية، الآن، تقود العالم العربي لاستعادة الكرامة العربية والأمن العربي والهيبة العربية، فبعد عاصفة الحزم لن تعود الساعة للوراء، فيجب القضاء على الحركات الإرهابية والمتطرفة في العالم العربي أينما وُجدت، هذه هي الإرادة العربية الجديدة المدعومة بالقوة الضاربة العربية وبالإرادة السياسية التي رسخها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز".
مرحلة جديدة وختم "العجارمة" تحليله السياسي لما بعد عاصفة الحزم قائلاً: "أهم ملامح المرحلة الجديدة في العالم العربي بعد نجاح عاصفة الحزم بتحقيق أهدافها هي بداية تطور حقيقي للنظام العربي، وهذا التطور مبني على ما تم إنجازه منذ قرن ونصف، وليس على هدم ما هو موجود لترك البلاد والعباد للفوضى والقتل واللانظام واللا أمن كما فعل ما يسمى ب"الربيع العربي"، نظام عربي متطور يؤثر قادته في صنع مستقبله وحماية أمنه وحفظ كرامة شعوبه بقوة القرار السياسي الناضج المدعوم بقوة سلاحه، وهذه الصورة المطورة للنظام العربي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات العربية ومصر والأردن، وللترتيب هنا أهميته".