بحضور عربي ودولي واسع، بدأت صباح اليوم الثلاثاء أعمال المؤتمر العلمي (دور العلماء في الوقاية من الإرهاب والتطرف) الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي ولي العهد بمقر الجامعة في الرياض خلال الفترة من 18 -20 جمادى الآخرة 1436ه الموافق من 7 إلى 9 إبريل 2015م. وحضر حفل الافتتاح سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية، والأمير سعود بن سلمان بن محمد، و الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام و د. عبد الله بن محمد المطلق، رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، و فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، و الدكتور جمعان رشيد بن رقوش رئيس الجامعة، إضافة إلى سفراء الدول المعتمدين لدى المملكة .
وبدأ حفل الافتتاح بآيات من القرآن الكريم أعقبتها كلمة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة الذي أكد على أهمية العدل وأنه واجب في الإسلام الذي يحض على احترام الدماء وإعطاء كل ذي حق حقه وأن شريعة الله تأمر بالعدل وتحذر من الظلم. وأوضح آل الشيخ أن المؤتمر يعالج أمراً مهماً حيث ابتليت هذه الأمة بالإرهاب الذي ترعاه قوى شريرة تسعى لإفسادها وتقسيمها، والواجب على العلماء تبيان خطر الإرهاب وأنه ظلم وعدوان وأن الإرهابي يظن أنه مصلح في حين أنه من أعظم المفسدين وهم بغاة ويظنون أنهم دولة إسلامية، ولذلك فإن من الواجب على علماء الأمة تحذير الناس من هذا الفكر المنحرف وأنه من المعاصي حيث يدعو للقتل و العدوان خاصة وأننا نعيش في زمان كثرت فيه الفتن والشبهات .
وأبان سماحته أن الإسلام جاء ليقيم العدل ويؤمن السبل ويقطع دابر المفسدين وأنه يجب على الجميع التعاون والعمل لاستئصال الفكر المنحرف وأن نكون يداً واحدة لنجعل الأمة على بينة من أمر الإرهاب الذي هو ظلم محض وعدوان مبين وأن تحذر شبابها من الاغترار بالمفسدين والضالين.
وأكد أن المملكة العربية السعودية تعمل على إنقاذ الشعب اليمني الشقيق من ظلم المفسدين وهو أمر شرعي وعمل مشروع يؤيده كل مسلم والغاية منه قطع دابر المفسدين وحماية حدودنا، مؤكداً أن الملايين من أبناء اليمن الشقيق آمنون في بلادنا، وأننا أبعد الناس عن الظلم والعدوان.
واختتم سماحته كلمته بدعوة العلماء و المعلمين والإعلاميين إلى التنديد بالجرائم الإرهابية وذرائعها وأن يوجهوا الشباب بعدم الاغترار بالدعاوى الكاذبة وأن يبينوا لهم أن المسلم أخو المسلم لا يظلمه وأن كل المسلم على المسلم حرام.
ونوه سماحته بالقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله الذي يسعى لصلاح الأمة وتدعيم دعائم الأمن وقطع دابر الفساد والقضاء على الإرهاب، داعياً الله للمؤتمر بالتوفيق والنجاح وتحقيق الأهداف والغايات.
بعدها ألقيت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز التي ألقاها نيابة عن سموه معالي الدكتور جمعان رشيد بن رقوش رئيس الجامعة التي أعرب فيها سموه الكريم عن سعادته وسروره بهذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة بمشاركة نخبة من العلماء ورجال الأمن لبحث موضوع في غاية الأهمية وهو دور العلماء في الوقاية من الإرهاب والتطرف.
وأكد سموه أن الأمن حظي باهتمام كبير وعناية فائقة في الإسلام باعتباره مبدأً رئيساً من مبادئ الشريعة الإسلامية تصان به الأنفس والأعراض والأموال وبغيابه تفقد الحياة معناها وتسوء حياة العباد. وأبان سموه بأن الأمن يأتي في مقدمة أولويات قيادة هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك المؤسس يرحمه الله إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله حتى أصبح الإحساس بالأمن والأمان سمة تميز هذا المجتمع ومظهراً يلمسه الجميع، وإن تطبيق المملكة العربية السعودية للشريعة الإسلامية في جميع شؤونها بعد توفيق الله تعالى هو سبب الازدهار والتطور. وأضاف سموه الكريم أن للعلماء دوراً مهماً في صلاح أحوال الأمة لأننا إذا نظرنا للجريمة في طورها الفكري نجدها نتاج فكر منحرف، وهنا يأتي دور العلماء لتحصين شباب الأمة ضد هذه الأفكار. واختتم سموه كلمته بأنه يتطلع إلى أن يسهم هذا المؤتمر في تبيان الدور المناط بعلمائنا في بناء فكر الأمة بما يقودهم للإسهام في حماية المجتمع ووقايته من الفكر المنحرف، داعياً الله أن يوفق المؤتمر لتحقيق أهدافه .
عقب ذلك بدأت أعمال الجلسة الأولى للمؤتمر حول محور دور العلماء في ظل التحولات المجتمعية والدولية الراهنة، والتي تحدث فيها معالي فضيلة الشيخ د. أحمد محمد هليل، قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأ.د. عبد الحي عزب عبد العال رئيس جامعة الأزهر بجمهورية مصر العربية. ويناقش المؤتمر خلال اليومين القادمين عدداً من الأوراق العلمية منها (دور العلوم الاجتماعية في الوقاية من الإرهاب والتطرف)، و(دور القيادات الدينية في تحقيق الأمن والسلم العالمي)، و(دور العلماء في تحصين الشباب من الفكر المنحرف)، و(الإفتاء بين المؤسسات الفقهية والاجتهادات الفردية)، و(نحو آليات جديدة لمواجهة الإرهاب)، و(دور المؤسسات الأكاديمية في استقطاب العلماء لمكافحة الإرهاب)، و(دور العلماء في تعزيز ثقافة الحوار والتعايش)، و(دور العلماء بين الأصالة والمعاصرة)، و(دور المؤسسات الشرعية في المملكة لمواجهة الإرهاب)، و(أثر الغلو والتطرف وخطره على المجتمع دولي)، و(الخطاب الديني والأمن الفكري)، و(الأبعاد الاجتماعية والإنسانية والسياسية لدور العلماء في ظل التحولات الراهنة)، و(دور العلماء في مواجهة التحديات المجتمعية)، و(دور العلماء في تعزيز مفهوم المواطنة)، و(فوائد الخطاب الوسطي للفرد والمجتمع)، و(دور العلماء في الوقاية من الإرهاب والتطرف من منظور الجانب الديني). ويهدف المؤتمر إلى تشخيص الواقع المعاصر لدور العلماء في الوقاية من الإرهاب والتطرف, وإبراز أهمية ذلك الدور في دعم الجهود المبذولة لمعالجة الإرهاب والتطرف, وصولاً إلى تقديم تصورات مستقبلية لدور العلماء بما يعزز قيم الاعتدال والوسطية.
ويشارك في أعمال المؤتمر الذي يستمر على مدار 3 أيام 650 مشاركاً من العاملين في وزارات الداخلية والإعلام والأوقاف والشؤون الدينية في الدول العربية والأجهزة الأمنية والكليات الأمنية في الدول العربية والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، والجامعات والمؤسسات التعليمية، ومؤسسات الإنتاج الإعلامي والقنوات الفضائية والإذاعات العربية، والصحف الورقية والإلكترونية.