قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز: إن الأمن يأتي في مقدمة أولويات قيادة هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك المؤسس -يرحمه الله- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حتى أصبح الإحساس بالأمن والأمان سمة تميز هذا المجتمع ومظهرًا يلمسه الجميع كما أن تطبيق المملكة العربية السعودية للشريعة الإسلامية في جميع شؤونها بعد توفيق الله تعالى هو سبب الازدهار والتطور. وأعرب، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه رئيس جامعة نايف للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش، عن سعادته وسروره بهذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة بمشاركة نخبة من العلماء ورجال الأمن لبحث موضوع في غاية الأهمية وهو دور العلماء في الوقاية من الإرهاب والتطرف. وأكد سموه أن الأمن حظي باهتمام كبير وعناية فائقة في الإسلام باعتباره مبدأً رئيسًا من مبادئ الشريعة الإسلامية تصان به الأنفس والأعراض والأموال وبغيابه تفقد الحياة معناها وتسوء حياة العباد. وأضاف: إن الأمن يأتي في مقدمة أولويات قيادة هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك المؤسس -يرحمه الله- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حتى أصبح الإحساس بالأمن والأمان سمة تميز هذا المجتمع ومظهرًا يلمسه الجميع وأن تطبيق المملكة العربية السعودية للشريعة الإسلامية في جميع شؤونها بعد توفيق الله تعالى هو سبب الازدهار والتطور. وأشار إلى أن للعلماء دورًا مهمًا في صلاح أحوال الأمة لأننا إذا نظرنا للجريمة في طورها الفكري نجدها نتاجًا لفكر منحرف وهنا يأتي دور العلماء لتحصين شباب الأمة ضد هذه الأفكار. واختتم سموه كلمته بأنه يتطلع إلى أن يسهم هذا المؤتمر في تبيان الدور المناط بعلمائنا في بناء فكر الأمة بما يقودهم للإسهام في حماية المجتمع ووقايته من الفكر المنحرف داعيًا الله أن يوفق المؤتمر لتحقيق أهدافه. هذا وبدأت أمس أعمال المؤتمر العلمي (دور العلماء في الوقاية من الإرهاب والتطرف) الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمقر الجامعة في الرياض، وحضر حفل الافتتاح سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتى العام للمملكة العربية السعودية، وعدد من الأمراء والمسؤلين وسفراء الدول المعتمدين في الرياض. المفتي يدعو العلماء والمعلمين والإعلاميين للتنديد بالإرهاب أكد المفتى العام للمملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على أهمية العدل وأنه واجب في الإسلام الذي يحض على احترام الدماء وإعطاء كل ذي حق حقه وأن شريعة الله تأمر بالعدل وتحذر من الظلم. وبين أن المؤتمر يعالج أمرًا مهمًا حيث ابتليت هذه الأمة بالإرهاب الذي ترعاه قوى شريرة تسعى لإفسادها وتقسيمها، والواجب على العلماء تبيان خطر الإرهاب وأنه ظلم وعدوان وأن الإرهابي يظن أنه مصلح في حين أنه من أعظم المفسدين وهم بغاة ويظنون أنهم دولة إسلامية، ولذلك فإن من الواجب على علماء الأمة تحذير الناس من هذا الفكر المنحرف وأنه من المعاصي حيث يدعو للقتل والعدوان خاصة وأننا نعيش في زمان كثرت فيه الفتن والشبهات، موضحًا: أن الإسلام جاء ليقيم العدل ويؤمن السبل ويقطع دابر المفسدين وأنه يجب على الجميع التعاون والعمل لاستئصال الفكر المنحرف وأن نكون يدًا واحدة لنجعل الأمة على بينة من أمر الإرهاب الذي هو ظلم محض وعدوان مبين وأن تحذر شبابها من الاغترار بالمفسدين والضالين. وأكد آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية تعمل على إنقاذ الشعب اليمني الشقيق من ظلم المفسدين وهو أمر شرعي وعمل مشروع يؤيده كل مسلم والغاية منه قطع دابر المفسدين وحماية حدودنا، مؤكدًا أن الملايين من أبناء اليمن الشقيق آمنون في بلادنا، وأننا أبعد الناس عن الظلم والعدوان، داعيًا العلماء والمعلمين والإعلاميين إلى التنديد بالجرائم الإرهابية وذرائعها وأن يوجهوا الشباب بعدم الاغترار بالدعاوى الكاذبة، وأن يبينوا لهم أن المسلم أخو المسلم لا يظلمه وأن كل المسلم على المسلم حرام. السديس: المملكة بذلت جهودًا في دعم الخطاب الديني المعتدل أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس خلال أعمال الجلسة الأولى للمؤتمر حول "دور العلماء في الوقاية من الإرهاب والتطرف" أن المملكة بذلت جهودًا في دعم الخطاب الديني المعتدل وترسيخ آليات الحوار وتسعى دائمًا إلى دعم وترسيخ الخطاب الوسطي المعتدل وإقامة اللقاءات الوطنية للحوار البنَّاء بين أبناء الوطن، والاهتمام بتربية النشء على الفكر الوسطي المعتدل، وللمملكة جهود مذكورة ومساعٍ مشكورة في هذا المجال الحيوي من خلال نشر العقيدة الصحيحة ومحاربة الغلو والتشدد. وقال السديس: إن الموضوع يحتاج إلى بحوث مستقلة ولكن يمكن أن نلخص دور المملكة في هذا الأمر في نقاط أولها: محاربة الإرهاب والفكر المتطرف حيث لم تفْتأ بلاد الحرمين الشريفين تُصَاول ذلك الوحش الكاسر، بأرْقَى الخُطط الأمنِيَّة الاسْتِبَاقِيّة، وبِأبْرَع المهارات البشرية والقُدُرات الفكرية، حتى أحرَزت الصدارة في تفتيت صخوره، وغدت المثل المحتذى عالميًّا في القضاء على التطرف الباغي الأثيم وكم على الأرض من خضراء مورقة وليس يرُجَمُ إلا يانع الثمر وفي هذا المضمار تبنت حكومة خادم الحرمين الشريفين الدعوة إلى توقيع معاهدتين لمكافحة الفكر التكفيري وما ينتج عنه من إرهاب وإفساد، في نطاق الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وتنظيم وعقد مؤتمر دولي يقَْضِي على تلك النّابِتَة، كما ظهرت جهودها الأمنية الباسلة المتميزة في هذا النطاق فيما تبذله وزارة الداخلية الشماء ورجالها الأشاوس، فقد استطاعوا وفي وقت قياسي أن يحاصروا ويقضوا على التنظيمات التكفيرية، ومُخطَّطات العدوانية، معتمدين في ذلك -بعد توفيق الله وعَوْنه- على الحكمة، والمناصحة، والرحمة، والإصلاح، والتربية، ويعدون كل مغرر به تائب بالعفو، ويرحبون بالحوار الفكري معه، مما جعلهم مثلًا يُحتذى في مكافحة التكفير والتطرف، وقد بذلت الدولة جهودها من خلال تفعيل دور مؤسسات المجتمع المختلفة لتعزيز هذا الجانب، وأشار إلى أن الخطاب الديني الإسلامي يشتمل على ثوابت ومتغيرات، حيث إن هناك ثوابت مطلقة لا يغيرها الزمان ولا المكان؛ وتتمثل في مقررات القرآن والسنة الثابتة في المبادئ العقدية والقيم الخلقية والأحكام الشرعية؛ كحِل البيع وحرمة الربا، ووجوب بر الوالدين، وحرمة الزنا والخمر، فهي أبدية لا يتجاوزها الزمان، والتجديد يكون في غير محكمات الشريعة وإنما يكون في المتغيرات والأمور الاجتهادية والأساليب، وهو لا يعني قصورًا سابقًا في الخطاب ولكنه تجديد يتطلبه اختلاف الزمان، ويكون في أسلوب الخطاب لا في روحه ورسالته، مشيرًا إلى من أهم سمات وملامح الخطاب الديني المعتدل أن يكون واضح الهدف على ضوء نصوص الشرع الحنيف، والخطاب الديني الذي ننشده وسطًا معتدلاً.