أكد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد بن عثمان المزيد أن العريف سليمان بن علي يحيى المالكي -رحمه الله- أول شهيد نحسبه والله حسيبه في (عاصفة الحزم) بقيادة المملكة العربية السعودية، من بشائر النصر, مضيفاً أن "المالكي" رُّزق الشهادة بعد أن أتمَّ حفظ الجزء الثامن من القرآن الكريم ليلة استشهاده وهو مرابط في سبيل الله على حدودنا الجنوبية، إذ كان نصُّ رسالته إلى أحد أقربائه ليلة استشهاده: ((أتممت الجزء الثامن ولله الحمد من بين الأطوار في الحد... دعواتكم)). وقال "المزيد": تلك من بشائر النصر في عملية (عاصفة الحزم) التي هي جهاد في سبيل الله، يُدفع به عن مقدسات الأمة، وعقيدتها، وأرضها، وحماية للحرمين الشريفين وذلك من أوجب الواجبات فقد سبق أن جاهر الحوثيون بإرادتهم الاعتداء عليهما، وهي أيضاً إغاثة للملهوف ونصرة للمظلوم الشعب اليمني الشقيق.
وأضاف: الشهيد بإذن الله سليمان المالكي كان مرابطاً في سبيل الله هو وزملاؤه العسكريون على مختلف قطاعاتهم حفظهم الله، فهنيئاً لهم ما ورد من أحاديث كثيرة في فضل الرباط، فما الظنُّ بمن يرابط لحفظ أمن بلاد الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم، ومثوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولأسرة الشهيد سليمان المالكي رحمه الله نزفُّ إليها البشرى بفضل رباطه، وجهاده في سبيل الله، وأجر شهادته وهو على هذه الحال بما ورد في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك: 1 ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)) [رواه الترمذي]. 2 وقال صلى الله عليه وسلم: ((رباط يوم في سبيل الله أفضل من ألف يوم فيما سواه، فليرابط امرؤ كيف شاء، هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد)) [رواه أحمد]. 3 وقال صلى الله عليه وسلم: ((رباط يومٍ في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها)) [رواه البخاري]. 4 وقال صلى الله عليه وسلم: ((رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان)) [رواه مسلم]. 5 وقال الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111]. 6 وسئل النبي صلى الله عليه وسلم أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: ثم برُّ الوالدين، قال: ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله)) [رواه البخاري]. 7 وقال صلى الله عليه وسلم: ((مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم، وتكفل الله للمجاهد في سبيله إنْ توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالماً مع أجر أو غنيمة)) [رواه البخاري].
وفي فضل الشهادة وأجر الشهيد وردت نصوص عدة، ومنها: 1 قول الله سبحانه: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169]. 3 وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((للشهيد عند الله سِتُّ خصال: يغفر له في أول دُفعة من دمه، ويُرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُحلَّى حلة الإيمان، ويُزوج من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين إنساناً من أقاربه)). [رواه الترمذي].
2 وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة)) [متفق عليه]. 4 وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال عن حياة الشهداء في الجنة: ((أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل)) [رواه مسلم]. ونبشر أسرة الشهيد سليمان المالكي المجاهد في سبيل الله بما يناله الشهيد من منزلة وكرامة لأهله، ومنها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته)) [رواه أبو داود].
نسأل الله أن يحقق (لعاصفة الحزم) هدفها في حماية وطننا المملكة العربية السعودية، ودفع العدوان، ورفع الظلم عن إخواننا في اليمن، وتحريره من المعتدين الحوثيين وأتباعهم، وأن يسكن الشهداء فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.