تحتل السعودية حالياً المرتبة الثالثة كأكبر قوة جوية في العالم؛ بعد: الولاياتالمتحدةالأمريكية، واليابان، يأتي ذلك على الرغم من البدايات المتواضعة والبسيطة لها؛ حيث إن أول طائرة حصلت عليها السعودية كانت- في أوائل الخمسينيات- هدية من الحكومة الفرنسية إلى الملك عبد العزيز- رحمه الله-. وتستعرض "سبق" بدايات الطيران السعودي، وتأسيس سلاح الجو الملكي تزامناً مع الضربات الموجعة التي يوجهها صقور السعودية لأوكار الحوثيين في اليمن الخارجين على النظام والشرعية، بقيادة الأمير الشاب "محمد بن سلمان".
البدايات وعزيمة: لم تكن بداية الاهتمام بالطيران مجردَ محض صدفة، أو عملاً عشوائياً؛ وإنما هي عناية جادة من رجالٍ أخلصوا لبلادهم لجعلها قوة يخشاها العدو؛ حيث كانت البدايات الحقيقية لتفكير المملكة في امتلاك الطائرات في أوائل الخمسينيات من القرن الحالي، ورغم ما مرت به الدولة من صعابٍ في تلك الحقبة، إلا أن حكومة المملكة بدأت بعزيمة قوية صادقة؛ حيث أبدى الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه- اهتمامه بإنشاء قوة جوية صغيرة تساعده في حروبه.
البعثات الخارجية: ومنذ سنة 1350ه بدأ الاهتمام بإرسال البعثات إلى الخارج؛ إذ أرسلت البعثة الأولى إلى إيطاليا عام 1354ه؛ لدراسة فن الطيران، وعند عودتهم مُنحوا رتبة "ملازم أول طيار"، وقد كانوا بداية نواة "سلاح الطيران الملكي السعودي".
تملك أول طائرة: أهدت الحكومة الفرنسية، في السنة نفسها، إلى الملك عبد العزيز- رحمه الله- طائرة فرنسية الصنع لحمل الركاب، كما أهدت الحكومة البريطانية إلى حكومة الملك ثلاث طائرات بريطانية الصنع سنة "1356ه- 1937م"، وتعاقدت الحكومة السعودية معها على إنشاء مطار جدة المعروف باسم مطار "عباس بن فرناس"، وتم الانتهاء منه عام "1358ه- 1939م".
إضافة 14 أخرى: وبعد الحرب العالمية الثانية أضيفت إلى المملكة "14" طائرة من طراز "DAKOTA"، وطائرات من طراز "BRISTOL"، وكانت معظمها تعمل على الرحلات الداخلية، بالإضافة إلى إنشاء خط طيران منتظم بين المملكة وكلٍّ من: مصر، وسوريا، ولبنان.
مدرسة المطارات: وفي سنة 1366ه: تم افتتاح مدرسة أعمال المطارات، وقد وضع حجر الأساس لها في جدة، وفي سنة 1368ه: ابتعثت مجموعة من الطلبة إلى إنجلترا بعد أن أكملوا تدريبهم الأول في مطار الحوية على طائرات إنجليزية الصنع من طراز "تايجر ماوث "، وفي سنة 1369ه لحقت بهم دفعة أخرى.
الجمعية والسلاح: وتبعهم بعد ذلك مجموعة أخرى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي تلك الفترة كان الملك فيصل- رحمه الله- رئيساً لجمعية الطيران، وكان يعشق الطيران ويشجع عليه، وكثيراً ما كان يصعد الطائرات مع الطيارين ويرافقهم في الرحلات اليومية، وكان الهدف من تأسيس هذه الجمعية هو إيجاد سلاح للطيران.
تشكيل القوات: في الوقت الذي تخرجت فيه الدفعتان الأولى والثانية من بريطانيا في "1371ه- 1951م"؛ تم تشكيل القوات الجوية المعاصرة بصورة رسمية، وكانت تابعة لمكتب شؤون الطيران بوزارة الدفاع.
رفع العلم: ورفع أول علم لسلاح الطيران السعودي على سارية أول حظيرة للطيران التي أنشئت في جدة في 15 /2/ 1371 ه، الموافق 5 نوفمبر 1952م، وظهرت بذلك مدارس سلاح الطيران، وقد بدأت المدرسة أعمالها في جدة عام 1372ه، وتعتبر تلك المدرسة النواة الأولى لتدريب وتخريج الطيارين والفنيين بالمملكة.
مواصلة المشوار: وواصلت تلك المدرسة مشوارها العلمي حتى سنة 1383ه عند تخريج الدفعة الثامنة لها في "17 /8/ 1383ه"، والدفعات التي تلتها تخرجت في المدارس الفنية لسلاح الطيران، بعدها بدأ التخطيط لإيجاد كلية تتسع لأعداد كبيرة من الطلبة تمثل في التفكير بإنشاء كلية الملك فيصل الجوية التي حلت محل مدارس سلاح الطيران.
كلية الملك فيصل: وفى أول عهد الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1384ه، بدأ التركيز على حماية الأجواء والأراضي السعودية ومقدساتها؛ حيث قام- رحمه الله- برسم خطةٍ لسلاح الطيران الجوي الملكي السعودي تُوائِم روح العصر ومقتضياته، شملت أسلحة وأجهزة متطورة، وكان لا بد من إيجاد الرجال القادرين على استخدام هذه الأسلحة والأجهزة المتطورة، فكان إعلان إنشاء كلية الملك فيصل الجوية، وذلك أثناء تخريج الدفعة السادسة والعشرين من طلبة كلية الملك عبد العزيز الحربية في 7 /3/ 1387ه، ولقد كان ذلك اليوم إيذاناً بعهدٍ جديد وتطوير عام في حياة القوات الجوية؛ حيث تم افتتاح كلية الملك فيصل الجوية أثناء الاحتفال بتخريج الدفعتين الأولى والثانية من طلبتها في 15 /3 /1390ه على يد الملك فيصل بن عبد العزيز، رحمه الله.
أهم المراحل: وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل التي مرت بها القوات الجوية، وتتمثل في المشاريع المبرمة عقودها مع مجموعة من الدول الغربية لتطوير وتحديث القوات الجوية، كما تم في هذه المرحلة تطوير القواعد الجوية وتوسيعها واستحداث قواعد جديدة.
ثالث أكبر أسطول: وتمتلك حالياً المملكة العربية السعودية ثالث أكبر أسطول من طائرات الإف "15 سترايك إيجل" الهجومية المتقدمة، بعد القوات الجوية الأمريكية، وقوة الدفاع الذاتي الجوية اليابانية.
قوة هجومية: وتعد القوات الجوية الملكية السعودية هي الفرع الجوّي للقوات المسلحة السعودية التي تحوّلت من قوة جوية دفاعية- إلى حد كبير- إلى واحدة من القوات الجوية ذات القوة الهجومية المتقدمة، وتعتبر طائرات "بوينغ إف- 15 النسر" مع طائرات "تورنادوانافيا" والمقاتلة الأوروبية "يوروفايتر تايفون"؛ العمود الفقري للقوات الجوية الملكية السعودية حالياً.