القوات الجوية الملكية السعودية، هي الفرع الجوي للقوات المسلحة السعودية والتي تحولت من قوة جوية دفاعية إلى واحدة من القوات الجوية ذات القدرات الهجومية المتقدمة. وتملك أكبر أسطول من الطائرات الهجومية والدفاعية والأواكس وطائرات التزود بالوقود المتقدمة إف - 15 أف - 16 وطائرات تورنادو بانافيا والمقاتلة الأوروبية يوروفايتر تايفون. وشكَّلت القوة الجوية في منتصف العشرينيات من القرن العشرين، مقر قيادة القوات الجوية ويقع في عاصمة مملكتنا الحبيبة الرياض. يتكون التسليح الأساس للقوات الجوية الملكية من طائرات الإف - 15، وتُعتبر القوات الجوية الملكية السعودية واحدة من أكبر القوات الجوية في آسيا والعالم.. حيث أبدى الملك عبد العزيز اهتمامه بإنشاء قوة جوية صغيرة تساعده في حروبه.. ومنذ سنة 1925 بدأ الاهتمام بإرسال البعثات إلى الخارج، إذ أُرسلت البعثة الأولى إلى إيطاليا عام 1354ه لدراسة الطيران، وعند عودتهم مُنحوا رتبة ملازم أول طيار، وقد كانوا نواة (سلاح الطيران الملكي السعودي)، وفي تلك السنة أهدت الحكومة الفرنسية إلى الملك عبد العزيز طائرة فرنسية الصنع لحمل الركاب، كما أهدت الحكومة البريطانية إلى حكومة الملك ثلاث طائرات بريطانية الصنع سنة 1937م وتعاقدت الحكومة السعودية معها على إنشاء مطار جدة المعروف باسم مطار (الملك عبد العزيز الدولي)، وتم الانتهاء منه عام (1358ه- 1939م)، وبعد الحرب العالمية الثانية أضيفت إلى المملكة (14) طائرة من طراز (DAKOTA) وطائرات من طراز (BRISTOL)، وكانت معظمها تعمل على الرحلات الداخلية بالإضافة إلى إنشاء خط طيران منتظم بين المملكة وكل من مصر وسوريا ولبنان. وفي سنة 1366ه- 1947م تم افتتاح مدرسة أعمال المطارات، وقد وضع حجر الأساس لها في جدة. وفي سنة 1368ه ابتعثت مجموعة من الطلبة إلى إنجلترا بعد أن أكملوا تدريبهم الأول في مطار الحوية على طائرات إنجليزية الصنع من طراز «تايجر ماوث» وفي سنة 1369ه لحقت بهم دفعة أخرى.. وتبعهم بعد ذلك مجموعة أخرى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي تلك الفترة كان الملك فيصل رئيساً لجمعية الطيران.. وكان يعشق الطيران ويشجع عليه، وكثيراً ما كان يصعد الطائرات مع الطيارين ويرافقهم في الرحلات اليومية، وكان الهدف من تأسيس هذه الجمعية هو إيجاد سلاح للطيران. مرحلة النمو في الوقت الذي تخرجت فيه الدفعتان الأولى والثانية من بريطانيا في 1951م تم تشكيل القوات الجوية المعاصرة بصورة رسمية، وكانت تابعة لمكتب شئون الطيران بوزارة الدفاع. ورُفع أول علم لسلاح الطيران السعودي على سارية أول حظيرة للطيران التي أُنشئت في جدة في 5 نوفمبر 1952م، وظهرت بذلك مدارس سلاح الطيران. وقد بدأت المدرسة أعمالها في جدة عام 1953، وتُعتبر تلك المدرسة النواة الأولى لتدريب وتخريج الطيارين والفنيين بالمملكة. وقد واصلت تلك المدرسة مسيرتها العلمية حتى سنة 1383ه عند تخريج الدفعة الثامنة لها في 17-8-1383ه وأن الدفعات التي تلتها تخرجت من المدارس الفنية لسلاح الطيران، بعدها بدأ التخطيط لإيجاد كلية تتسع لأعداد كبيرة من الطلبة تمثّل في التفكير بإنشاء كلية الملك فيصل الجوية التي حلت محل مدارس سلاح الطيران. مرحلة التطور طائرة إف - 15، تملكتها القوات الجوية الملكية السعودية خلال حرب الخليج الثانية. إف - 15 إيغل القوات الجوية الملكية السعودية خلال التزود بالوقود من طائرة طراز كيه سي-135 فوق الخليج العربي في عام 1384ه، ومع بداية عهد الملك فيصل بن عبد العزيز بدأ التركيز على حماية الأجواء والأراضي السعودية، حيث قام برسم خطة لسلاح الطيران الجوي الملكي السعودي توائم روح العصر ومقتضياته، شملت أسلحة وأجهزة متطورة، وكان لا بد من إيجاد الرجال القادرين على استخدام هذه الأسلحة والأجهزة المتطورة، فكان إعلان إنشاء كلية الملك فيصل الجوية، وذلك أثناء تخريج الدفعة السادسة والعشرين من طلبة كلية الملك عبد العزيز الحربية في 7-3-1387ه بخطاب ألقاه سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -.. ولقد كان ذلك اليوم إيذاناً لعهد جديد وتطوير عام في حياة القوات الجوية، وقد تم افتتاح كلية الملك فيصل الجوية أثناء الاحتفال بتخريج الدفعتين الأولى والثانية من طلبتها في 15-3-1390ه على يد الملك فيصل بن عبد العزيز. خلال حرب الخليج الثانية أدى طيارو السعودية ما يقارب 12.500 طلعة جوية من ضمن 100.000 طلعة جوية طيلة مدة الحرب، ومنها قيام الطيار عائض الشمراني بإسقاط طائرتين عسكريتين عراقيتين في عشر ثوان وحاز على هذه المهمة وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وحصل أيضاً على عدة أوسمة على مستوى العالم. أما في المجال الاستعراضي تُعد مجموعة صقور السعودية المكونة من 7 طائرات عسكرية واحدة من أميز فرق الاستعراضات الجوية في العالم، وقد شاركت في العديد من المناسبات والمسابقات وحازت على جوائز عديدة, وفي عام 2011م دخلت الصقور السعودية موسوعة غينيس للأرقام القياسيه لتنفيذها أكبر شعار وطني، وهو شعار المملكة (سيفين ونخلة). تُعد القوات الجوية الملكية السعودية إحدى القوات الرئيسة التي تُشكّل القوات المسلحة للمملكة العربية السعودية وترتبط بهيئة الأركان العامة، ثم بوزارة الدفاع. ودور القوات الجوية من بين هذه القوى توفير القوة الجوية اللازمة للدفاع عن أجواء المملكة وتوطيد حرية وأمن واستقرار وسلامة المملكة، وبالتالي تنظيم وتدريب وإعداد الوحدات للاستمرار في حالات الدفاع والتعرض وعمليات القتال الجوية الضرورية لهزيمة قوات العدو، وتضم هذه القوات عدداً من القواعد الجوية وزعت على مناطق مختلفة، وتتبعها أيضاً كلية الملك فيصل الجوية، ومعهد الدراسات الفنية، وكلها تنطوي تحت قيادة القوات الجوية التي تديرها وتشرف عليها. وتقوم القوات الجوية بعمليات الإسناد بالإمدادات للقوات البرية، ومن ثم القيام بعمليات البحث والإنقاذ في السلم والحرب وإخلاء الجرحى عن طريق الجو، ونقل القوات المحمولة جواً وتمويناتها إلى منطقة الهدف، بطريقة مباشرة وسريعة ومجال أقرب مما ينتج عنه في النهاية مضاعفة طاقة وحركة الحرب. ويوجد في المملكة العربية السعودية سبع قواعد جوية مختلفة في مهامها وهي: قاعدة الملك عبد الله في جدة، قاعدة الملك عبد العزيز في الظهران (شرق المملكة), قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف، قاعدة الملك فيصل الجوية بتبوك، قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط، قاعدة الرياض الجوية، قاعدة الأمير سلطان الجوية بالخرج (أكبر قاعدة جوية بالشرق الأوسط)، ويتلقى منسوبو القوات الجوية الملكية السعودية تدريبات عالية أخرجت كفاءات عالية في مجال الطيران عن طريق كلية الملك فيصل الجوية، أو في المجالات الفنية عن طريق معهد الدراسات الفنية للقوات الجوية بالظهران والذي يقوم بتدريس الفنيين على جميع تخصصات الطيران الفنية في جميع مجالاتها العملياتية، والإلكترونية، والصيانة. وقد ركزت المملكة تركيزاً قوياً على جعل قواتنا الجوية قادرة على حماية الوطن ومكتسباته من خلال جلب أحدث الطائرات المتطورة.. كما أدخلت منظومة جديدة لخدمة قواتنا العسكرية مثل طائرة بدون طيار والأقمار الاستكشافية والبالونات، حيث يولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وبمتابعة من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع أهمية لجعل قواتنا المسلحة، وبالأخص قواتنا الجوية قوة رادعة في وجه من يحاول المساس بأمن الوطن أو تهديده. كما أن القوات الجوية السعودية قد حققت نجاحات في تمارينها المشتركة مع الدول المتقدمة، وقد أثبت الطيار السعودي قدرته على التعامل مع الأهداف بدقة عالية مثل تمرين العلم الأخضر، والعلم الأحمر، حيث أكسبت هذه التمارين قواتنا الجوية مهارات قتالية عالية، وقد أشاد الطيارون من الدول الصديقة بمهارة الطيار السعودي، وحقق نجاحات هائلة، ولم تغفل القوات الجوية العنصر الفني القادر على التعامل مع أعقد المعدات المتطورة لهذه الطائرات من خلال التدريب والابتعاث، حيث تمتلك قواتنا الجوية كوادر مؤهلة من الطيارين والفنيين.