قال المستشار والمحكم القضائي "يحيى بن محمد الشهراني": إنه مما لا شك فيه أن جماعة الحوثي ومن شايعهم من الداخل، ومن ناصرهم من الخارج؛ فئة باغية، اجتمعت فيها الشروط التي نصَّ عليها فقهاء الأمة ومحدّثوها قديماً وحديثاً؛ فقد خرجوا على إمامهم، وأعلنوا تمردهم عليه وعصيانهم له، وامتد شرهم وأذاهم إلى أبناء شعبهم وجيرانهم. وأضاف "الشهراني": فقد أجمع فقهاء المذاهب الإسلامية على أن الخروج على الإمام ولو لتأويل سائغ ومحاولة خلعه؛ ما يوجب على الأمة ردعه وزجره ولو بالقتال، بل نص فقهاء الأمة على جواز قتال الفئة الباغية، ولو لم تصل في شرها إلى الإخلال بالأمن.
وأوضح: عرّف "ابن قدامة البغاة" في كتابه "المغني"؛ بأنهم: " قوم من أهل الحق، يخرجون عن قبضة الإمام، ويرومون خلعه لتأويل سائغ، وفيهم منعة يحتاج في كفهم إلى جمع الجيش، فهؤلاء البغاة".
وتابع: جمهور العلماء على أن البغي هو الخروج على طاعة الإمام الحق بتأويل ممن له شوكة، وكذلك الامتناع من أداء حق واجب يطلبه الإمام؛ حيث تتضمن عناصر هذا التعريف أن الخروج على الطاعة هو الخروج على طاعة الإمام الحق، وأن يكون الخارج متأولاً، وأن يكون الخارج جماعة لهم شوكة.
وختم "الشهراني": ملخص القول: أنه قد اجتمعت في طائفة "الحوثي" ومن شايعهم الشروط الشرعية، التي نص عليها العلماء في الفئة الباغية، التي يتوجب فيها على المسلمين قتالها، والأخذ على يدها وكفّ شرها، امتثالاً لقول الله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} الآية.