"أصبحنا نشاطر المسافرين ومتهوري الطريق الدولي الذي يربطنا بالأحياء كافة".. هكذا بدأ سكان حي الضاحية شرق عرعر معاناتهم اليومية في كل صباح ومساء؛ وذلك لبعدهم عن باقي الأحياء بالمدينة، وارتباطاهم بحلقة الوصل بينهم وبين بقية الأحياء بواسطة طريق الشمال الدولي، الذي يرتاده المسافرون وطلاب الجامعة والعديد من الإدارات الحكومية، إضافة لمتهوري الطريق الذين باستمرار يتسببون في حوادث، بعضها أليمة.
ولا يزال فتح طريق آمن للحي ليرتبط ببقية الأحياء دون الطريق الدولي ملفاً عالقاً بين أمانة الحدود الشمالية ووزارة الحرس الوطني، التي تحتل مساحة كبيرة شرق عرعر، وتفصل "ضاحية عرعر" عن بقية الأحياء.
يقول كل محمد مجحوف وسلمان السحيل ورحيل حمدان من سكان الحي ل"سبق" إنهم على أقل القليل يريدون فتح طريق داخل شبك الحرس الوطني بين الحي وبقية الأحياء؛ وذلك لتخفيف نزيف الدم من الحوادث والمآسي التي يضعون بسببها قلوبهم على أيديهم في كل صباح عند للذهاب لأعمالهم؛ وذلك من خطورة الطريق من متهورين وسيارات كبيرة. وأضافوا بأنه يوجد بالحي كبار سن، يسلكون الطريق الدولي يومياً، بعضهم لقضاء حاجاتهم من أسواق، أو مراجعة إدارات حكومية.
ويقول حامد الحازمي إن له أربع سنوات بالحي، وعمر الحي يقارب ست سنوات، ولم يشفع له ذلك بأن ينعم بالخدمات البلدية، بالرغم من المطالبات المتكررة من السكان ل"أمانة الحدود الشمالية" للاهتمام بالحي من إنارة وسفلتة وصرف صحي وغيرها من الخدمات الأساسية، مطالباً بالنظر في وضعها.
وألمح عدد من سكان ضاحية عرعر في حديثهم ل"سبق" إلى أن ضريبة البعد عن الأحياء وقطع المسافات 15 كم للوصول لبقية الأحياء بواسطة الطريق الدولي هي فتح باب الاستغلال والتلاعب من بعض المحال التجارية وصهاريج المياه الصحية برفع أسعارهم؛ وذلك بحجة البعد ومخاطر الطريق الدولي التي تستحق أن يرفع السعر من أجلها، على حد قولهم.
وذكروا أن بعض الصهاريج يرفض أصحابها الذهاب للحي إلا بمبالغ مرتفعة، موضحين أنهم يكونون مضطرين للدفع؛ لأن الغالبية على هذا النهج نفسه.
ويبيّن عدد من سكان الحي أن أعمال السفلتة تسير ببطء شديد، وأغلب طرقها ترابية؛ ويعانون منها، وخصوصاً في أوقات الأمطار والتغيرات الجوية، وأن أبناءهم وسيلة التسلية الوحيدة لديهم هي لعب "كرة القدم" بملاعب ترابية، بالرغم من افتتاح أمانة عرعر العديد من الملاعب السداسيات في الأحياء الأخرى.
وأشاروا إلى أنهم تلقوا العديد من الوعود من مسؤولي الشؤون الصحية بالحدود الشمالية بافتتاح مركز صحي للحي؛ وذلك لتقليل ذهابهم للمراكز الصحية البعيدة عن حيهم، ولم يتم ذلك حتى اللحظة، بالرغم من الحاجة الماسة.