مواجهة كبرى مرتقبة بين "الحوثي" والدولة العميقة ومزيد من التصعيد. "ضاحي خلفان": مغادرة السفير الأمريكي صنعاء مؤشر لاقتراب ساعة الصفر. "نيويورك تايمز": إخلاء السفارات الغربية أمر غريب والحوثيين يفاجأون. "صالح" يتعهّد لدول لم يسمّها بعودة الأمور لنصابها حال السيطرة على الوضع. "الأسيوشيتد برس": قوة بحرية مشتركة من السعودية ومصر لحماية "باب المندب".
بندر الدوشي- سبق- واشنطن: تتجه كل المؤشرات لاقتراب ساعة الصفر في اليمن، وربما الدخول في فوضى الحرب الأهلية؛ ذلك عقب إخلاء معظم السفارات الغربية ومكاتب البنك الدولي، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة في صنعاء منذ عقود؛ حيث تسير الأوضاع في دولة اليمن بعد الانقلاب الحوثي الأخير على الحكومة والرئاسة اليمنية إلى مزيد من التصعيد، وهي المواجهة الكبرى المرتقبة بين جماعة الحوثي والدولة العميقة لنظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح؛ حيث أشارت "الأسيوشيتد برس" لإنشاء وحدة بحرية "سعودية- مصرية" مشتركة تتكون من آلاف العسكريين للتدخل السريع في حال ساءت الأمور أو تعرض مضيق باب المندب للعبث.
مواجهة الانقلاب وتتهيأ المواجهة نظراً لانفراط عقد الشراكة بين الطرفين واستيلاء الحوثيين على السلطة وحلهم للبرلمان ذي الأغلبية لحزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، وهو الأمر الذي لم تتقبله كل القوى اليمنية، ورفضت المساهمة فيه، ودعت لمقاومته، من بينهم حزب الرئيس الأسبق الذي أسمى التحركات الأخيرة التي قام بها الحوثي بالانقلاب على الشرعية.
ورغم الجهود المبذولة في غرف التفاوض مع المبعوث الأممي جمال بن عمر، إلا أن التحركات على الأرض تخالف كل ما يقال عن الشراكة السياسية والمفردات الدبلوماسية؛ حيث كان المؤشر الأكبر لاقتراب نقطة الصفر والدخول في الفوضى هو إخلاء معظم السفارات الغربية، ومكاتب البنك الدولي، وهو أمر يحدث لأول مرة في صنعاء منذ عقود.
الميليشيات تنعزل وأسهبت صحيفة "نيويورك تايمز" ووكالة "الأسيوشيتد برس" الأمريكية في تحليل الأمر؛ حيث علّقت "نيويورك تايمز" في تقرير لها بعنوان: "في اليمن الميليشيات ينعزلون بشكل متزايد"؛ حيث قالت: "ميليشيات الحوثي الذين يحكمون اليمن تم عزلهم بشكل متزايد الأربعاء؛ حيث انضمت عدة دول غربية بعد الولاياتالمتحدة في إغلاق سفاراتها في صنعاء، على الرغم من المؤشرات القليلة على تدهور الأوضاع الأمنية في الشوارع".
وأضافت الصحيفة: "بدأت بعض المنظمات الدولية في إجلاء موظفيها، وكان البنك الدولي الذي يوفر أكثر من 1.1 مليار دولار في دعم اليمن، أخلى مكاتبه أيضاً، ولم يبقَ سوى قوة الحراسة تقوم بواجبها خارج مكاتب البنك.
سماسرة السلطة! وقالت: "الكثيرون يعتبرون أن هذه الخطوة تهدف إلى الضغط على سماسرة السلطة في اليمن؛ للتوصل إلى اتفاق. على الرغم من أن السفارات أغلقت بناء على المخاوف الأمنية فقط، حيث جاء الإغلاق وسط هدوء نسبي في صنعاء العاصمة".
واستغربت الصحيفة إخلاء السفارات قائلة: "لم يتضح السبب في قيام الدول الغربية بإغلاق سفاراتها الآن؛ لأنها قد تركتها مفتوحة خلال فترات مضت كانت أكثر عنفاً بكثير مما يحدث الآن في العاصمة".
مفاجأة أمريكا ونقلت الصحيفة عن مفاجأة الحوثيين بإخلاء السفارة الأمريكية والسفارات الغربية الأخرى، وبالرغم من شعار: "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" التي يحملها الحوثيون إلا أن الحوثيين تفاجأوا بالموقف الأمريكي، ونقلت الصحيفة تصريحاً لعضو بارز في المكتب السياسي التابع للحوثيين، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أعرب عن أسفه إزاء هذه الخطوة الأمريكية قائلاً: "لم نكن نريدهم أن يذهبوا، وكنا على استعداد للعمل مع السفارة الأمريكية بشأن التدابير التي من شأنها ضمان حمايتهم وتسهيل عملهم".
الوضع والضغوط لكن مسؤولاً في الخارجية الأمريكية كشف للصحيفة قائلاً: "بمجرد قيام الأمريكيين بعمل شيء من هذا القبيل، كل السفارات الغربية الأخرى تتبع نفس الإجراءات"، وأضاف: "الإغلاق لا يعني بالضرورة أن الوضع الأمني سيئ، لكنه قد يعني أن البعثات الأجنبية ترغب في ممارسة أو وضع المزيد من الضغوط على الحوثيين".
تحركات "الحرس" هذه التكهنات الأمريكية حول إخلاء السفارات الأجنبية واجهتها تحركات واستعدادات عسكرية على الأرض من قبل قادة الحرس الجمهوري الموالين ل"صالح"، وهي القوة الوحيدة القادرة على مجابهة الحوثي على الأرض، ربما بمساندة قوى أخرى رافضة للانقلاب الحوثي، حيث نقلت عن مصادر عسكرية وسياسية مقربة من صالح، أن الرئيس استنفر كامل قواته في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية الأخرى.
استعادة السلطة وأضافت هذه المصادر أن استعدادات كبيرة تقوم بها معسكرات الحرس الجمهوري والقبائل الموالية له تأهباً للسيطرة على الأوضاع في العاصمة واستعادة السلطة، ونقلت مصادر إعلامية ومواقع مقربة من "صالح" عن تعهد الرئيس اليمني السابق لدول بعينها بأن يعيد الأوضاع كما كانت عليه من قبل، والوعد بالمحافظة على وحدة اليمن وسلامة أراضيه.
حرب أهلية وشيكة هذه التطورات قال عنها المسؤول الأمني الإماراتي الرفيع ضاحي خلفان، في تغريدة له عن إخلاء السفارات الغربية: "إذا غادر السفير الأمريكي اليمن فإن الأخبار غير المعلنة تحمل حرباً أهلية وشيكة في اليمن؛ حيث من المحتمل جداً أن يثور الشعب اليمني ضد الحوثي".
فرار الدبلوماسيين أما "الأسيوشيتد برس" فقد تحدثت بوضوح عن قرب المعركة قائلة: "فرّ دبلوماسيون غربيون وموظفون من اليمن يوم الأربعاء، واتسعت رقعة الاضطرابات والمخاوف المتزايدة في البلاد الفقيرة، مع تحرك قوات خاصة مصرية وسعودية وإنشاء وحدة عسكرية مشتركة للتدخل السريع إذا ساءت الأوضاع".
تدخل عسكري وأضافت الوكالة نقلاً عن مسؤولين مصريين وسعوديين عن إنشاء وحدة بحرية مشتركة تتكون من الآلاف من العسكريين؛ للتدخل السريع في حال ساءت الأمور أو تعرض مضيق باب المندب للعبث، أو تم تعطيل الشحن، وأضافت الوكالة: "تعتبر السعودية ومصر القوى السنية الأقوى والأكبر في المنطقة، وباستيلاء الحوثي على صنعاء تعتبر هذه القوى تهديداً ملحاً وتفوقاً جيوسياسياً جديداً لطهران".