احتشد شباب ثورة 11 فبراير الى النقاط التالية ( جولة سبأ، جولة عصر، سوق نقم، جولة 45 شارع تعز)، بالعاصمة اليمنية صنعاء، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية تظاهرت حاشدة في الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير، في الوقت الذي حشدت مليشيا الحوثي المسلحة المئات من مسلحيها وعناصرها بهدف الاعتداء على تلك المسيرات وعرقلتها. وانطلقت المسيرة الأولى التي تضم حشود اكبيرة لثوار فبراير من جولة سبأ وسط العاصمة صنعاء، في حين انطلقت المسيرة الثانية من جولة عصر باتجاه شارع بغداد، بينما انطلقت المسيرة الثالثة من منطقة سوق نقم، والرابعة من جولة 45 بشارع تعز. وأوضح عدد من شباب الثورة المشاركين في مسيرات 11 فبراير الرافضة للحوثيين، أن مسلحي جماعة الحوثي أطلقوا الرصاص الحي على المسيرة التي كما انطلقت من جولة عصر باتجاه شارع الزبيري، بالتزامن مع خروج مسيرات موازية للحوثيين يحمل المشاركين فيها الأسلحة، ويحاولون تفريق مسيرات شباب ثورة فبراير. واستبقت مليشيا الحوثي المسلحة المسيرات الشبابية التي دعت إليها قوى الثورة بمناسبة الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير، ورفضا للانقلاب الحوثي، و قطع مئات المسلحين الحوثيين مداخل العاصمة اليمنية صنعاء لمنع الشباب المتظاهرين ووصولهم الى المكان الذي دعوا للاحتشاد فيه بذكرى ثورة 11 فبراير، فأغلقوا عدد من الشوارع ومنها كبرى شوارع العاصمة صنعاء شارع الستين الشمالي ، والستين ، والجنوبي وشارع الرباط، الجامعة ، وهائل ، وبغداد وشارع الزبيري. وقال شهود عيان ان الحوثيون منعوا حتى اصحاب البيوت الذي يسكنون في السنينة وبجوار منزل الرئيس المستقيل ويتجمع الكثير من الشباب بقبال جسر مذبح امام المسلحين الذين اوقفوهم للوصول الى منازلهم عدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء، حيث قامت بإغلاق شارع الستين الشمالي، والجنوبي وساحة التغيير، في الوقت الذي حشدت مسلحيها وعناصرها في مناطق متفرقة بهدف التعرض لشباب الثورة. وانتشرت الكثير من الاطقم المحملة بالمليشيات الحوثية بكثافة في الشوارع المؤدية الى مكان مسيرة ثورة 11 فبرير ورفع ثوار 11 فبراير في المسيرات التي تشهدها العاصمة صنعاء شعارات رافضة للإنقلاب الحوثي، ومطالبة بخروج المليشيات المسلحة من العاصمة صنعاء وبقية المحافظات. وفي مدينة تعز تظاهر عشرات الآلاف ضد جماعة الحوثي، مطالبين بالفيدرالية وقطع العلاقات مع صنعاء، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة. فيما خرجت مظاهرات حاشدة في مدينة إب رفضا لانقلاب جماعة الحوثي المسلحة على الدولة، وطالب باخراج ميليشياتهم من المدن اليمنية. وتشهد عدة محافظات يمنية انتفاضة ضد مليشيات الحوثي في ذكرى ثورة 11 فبراير التي اطاحة بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وفي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم إغلاقها سفارتها في العاصمة صنعاء نتيجة الإضطراب السياسي وانعكاساته على الوضع الأمني عموما، لا سيما منذ استيلاء المليشيا الحوثية على السلطة، على إثر استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة المهندس خالد بحاح. وبحسب المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية جين بساكي، فإن الولاياتالمتحدة الأميركية ستواصل العمل من أجل حماية مصالحها وأمنها القومي في اليمن. ورغم أن تقارير أمريكية أكدت وجود تنسيق بين الحوثيين ومسئولون عسكريون أمريكيون، إلا أن "البنتاجون" يشير إلى إشكالية تعطيل الحوثيين لنظام تبادل المعلومات مع الحكومة اليمنية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. سفيرة الإتحاد الأوروبي هي الأخرى أعلنت اليوم اعتزامها مغادرة اليمن، خلال خلال 48 ساعة لأسباب أمنية، بحسب مصدر في مقرها في صنعاء. ونقلت وكالة "الأناضول" عن المصدر قوله "إن بتينا موشايت سفيرة الاتحاد الأوروبي قررت مغادرة اليمن خلال 48 ساعة نتيجة للأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد، دون ذكر تفاصيل إضافية". وزارة الخارجية البريطانية من جانبها أعلنت اليوم أنه بسبب الوضع الأمني الغير مستقر في صنعاء، فقد قررت إغلاق سفارتها، في حين تم نقل موظفي السفارة مؤقتاً إلى الخارج. وأوضح وزير الخارجية البريطاني في تصريحات صحفية إن السفيرة البريطانية في صنعاء غادرت هذا الصباح إلى بريطانيا برفقة الموظفين الدبلوماسيين، ناصحاً الرعايا البريطانيين المغادرة فورا. إلى ذلك أعلنت السفارة الفرنسية في صنعاء أنها ستغلق أبوابها اعتبارا من بعد غد الجمعة وحتى إشعار آخر. ودعت السفارة في بيان على موقعها الإلكتروني رعاياها لمغادرة اليمن في أسرع وقت ممكن، وأرجعت ذلك إلى "التطورات السياسية الأخيرة والأسباب الأمنية". ومن المتوقع أن تعلن مزيد من السفارات إغلاق أبوابها في صنعاء، بالتزامن مع وصول الأزمة السياسية ذروتها، بسبب عدم توصل القوى السياسية المتحاورة إلى حل مقبول لدى الجميع. ويمكن اعتبار هذا التحرك من قبل بعثات دبلوماسية غربية مؤشر على مدى خطوة الوضع السياسي والأمني في اليمن، حيث تنذر الوقائع اقتراب اليمن من الحرب الأهلية، والانقسام الداخلي الحاد. كما أن هذا التحرك والرحيل الجماعي من قبل البعثات الدبلوماسية في صنعاء، يؤكد أن الحكومات الغربية غير راضية عن الإجراءات التي أٌقدم عليها الحوثيون مؤخراً، بما في ذلك التعدي على المؤسسات الدستورية في البلاد، وفي المقدمة مؤسسة الرئاسة والبرلمان والحكومة. وأكدت تقارير استخباراتية غربية تأن الوضع في الأمن يمثل بيئة جيدة لتنظيم القاعدة المتطرف، الذي يمكن أن يستغل الفراغ السياسي وغياب سلطات وأجهزة الدولة العسكرية والأمنية لتحقيق المزيد من المكاسب الميدانية، سيما أن ثمة تعاطف في صفوف القبائل التي تخوض حروباً مع الحوثيين، مع عناصر القاعدة كونهم يقاتلون إلى جانبهم تلك المليشيات التي تعتبرها القبائل معادية. وهو الأمر الذي رفع سقف المخاوف الغربية إزاء إمكانية وقوع هجمات محتملة لتنظيم القاعدة على سفارات ومصالح غربية في اليمن. وبرغم كل الفرضيات المطروحة، فإن النزوح الجماعي للبعثات الدبلوماسية الغربية، يؤكد أن اليمن مقبلة على مرحلة خطيرة جدا، ربما ستصل بها إلى حافة الإنهيار، وربما الحرب الأهلية. سيما أن جماعة الحوثي لا يبدوا أنها تدرك جيداً حجم المخاطر التي تواجه البلاد، من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية. 1