لازالت معظم أحياء المدينةالمنورة فقيرة في الخدمات منذ إنشائها وحتى اليوم، حيث تفتقد لأهم الخدمات الأساسية مثل السفلتة وإنارة الشوارع والخدمات الأخرى، وذلك على الرغم مما أعلنته أمانة المنطقة من اعتمادها ل47 مخططاً، الأمر الذي استنكره الأهالي، مبينين أن تلك المخططات مجرد حبر على ورق، ولم يثبت منها الكثير على أرض الواقع. وبين الأهالي أنه يعد من أولوية عمل الأمانة: تطوير المخططات القديمة التي مضى عليها عشر سنين، وإكمال السفلتة والإنارة، والاجتهاد في استكمال مراحل المشايع التي تسببت في إعاقة التنمية بالمنطقة، متمنين من أمانة منطقة المدينة تطوير الأحياء والمخططات السابقة التي لازالت تفتقد للخدمات الأساسية والبنية التحتية منذ إنشائها، كما طالبوا بحماية منازلهم من مخاطر السيول التي تطرق أبوابهم بين الحين والآخر، وخاصة في الأحياء الشمالية.
وتفتقد الطرق بالمدينةالمنورة لوسائل السلامة، والتي راح ضحيتها عشرات الأسر من المواطنين والمسافرين، إذ إنها أخذت من الموت اسماً لها، وأصبحت هاجس رعب وقلق للأهالي، وتسببت في سفك دماء الكثير، ولاتزال تعرضنا تلك الطرق للمزيد من المآسي والضحايا.
وسجلت محافظة مهد الذهب المركز الأول؛ لكون جميع طرقها تفتقد وسائل السلامة، وتسجل أكثر الحوادث في الطرق المؤدية لها، سواء طريق المدينة- المهد، أو طريق السويرقية، أو طريق عفيف، وتعتبر أكثر الحوادث المرورية المروعة على مستوى المنطقة، وتتطلب تدخلاً عاجلاً لمعالجة تلك الطرق وتوفر مراكز إسعافية وأمنية، وأعلن عدد من أهل الخير تبرعه بأراض ومبان للمراكز الإسعافية، إلا أن الجهات المعنية لم تتجاوب لحل هذه المعاناة على الرغم من مناشدات المواطنين المستمرة.
وسجل طريق العلا الزراعي المركز الثاني بكثرة الحوادث المرورية المروعة، والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين.
وذكر أهالي القرى المجاورة أن أسباب الوفاة جراء تلك الحوادث ترجع إلى عدم توفر مراكز للهلال الأحمر، حيث ينتظر المصاب طويلاً في حالة نزف من أجل وصول الفرق الإسعافية، ما يؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان.
ونقل الكثير من المواطنين في القرى التابعة لمنطقة المدينةالمنورة معاناتهم في تعثر الطرق والمشاريع، وعدم صيانة ما تم إصلاحه في السابق، إضافة إلى افتقاد تلك القرى للخدمات الأساسية، ورفع العديد من المواطنين شكاوى ومطالبات عبر الجهات المعنية ووسائل الإعلام، إلا أنها أصبحت حبيسة الأدراج لدى الجهات العليا.
ولعل أكثر مطالباتهم هي توفير فروع لجامعة طيبة في محافظاتالمدينةالمنورة، وخاصة محافظة وادي الفرع والحناكية والمحافظات الأخرى، لإكمال أبنائهم للجامعة، لاسيما أن الكثير منهم انقطع عن مواصلة الدراسة بسبب بعد الجامعات وعدم توفر مواصلات لنقلهم.
وتراوحت مطالبهم الأخرى بين إنشاء مدارس ومراكز صحية، وإنشاء مراكز للهلال الأحمر، في عدة قرى ومخططات حديثة داخل المدينةالمنورة وخارجها، إذ تبرع بعض المواطنين بأراض ومبان لهذه الجهات، إلا أن عدم النظر لها من قبل الجهات المعنية حال دون تلك الخدمات.
واختفت الأماكن الترفيهية من المدينةالمنورة، بعد أن كانت تتوفر بها في أماكن عدة، واكتفت أمانة منطقة المدينةالمنورة بوضع حدائق صغيرة داخل الأحياء، والتي لا تتسع أهالي الحي، وأصبح الترفيه أمراً صعباً عند أهالي المدينة، حيث يضطر العديد إلى السفر للمناطق الأخرى من أجل الحدائق والترفيه، حيث إن أكبر حديقة في المدينةالمنورة حديقة الملك فهد، والتي تحتضن 30% حرة سوداء لا يستفاد منها، ومن المفترض تأجير هذا الفرغ إلى شركات عالمية لتوفير الخدمات والترفيه لأبناء المدينة.
وأكد ل"سبق" رئيس المجلس البلدي بالمدينةالمنورة، الدكتور محمد بن ناصر بن محمود، في تصريح سابق، أن المدينةالمنورة بحاجة ماسة إلى منتزهات حقيقية، حيث إنه لا توجد في المدينةالمنورة إلا حدائق صغيرة داخل الأحياء، لا تسمن ولا تغني من جوع، ما عدا حديقة واحدة فقط، وهي حديقة الملك فهد، ولكن هل مساحتها الكلية تستوعب عشر أهالي المدينةالمنورة؟".
وكشف برنامج "أداء" الذي أطلقه مجلس منطقة المدينةالمنورة إلى توقف وتعثر وتأخير أكثر من 50% من مشاريع المدينةالمنورة، حيث ينتظر الأهالي معالجة هذه المشاريع، والتي تعتبر هي السبب الرئيسي في إعاقة تنمية المدينةالمنورة.
واقترح أهالي منطقة المدينةالمنورة في برنامج جديد يشرف عليه مجلس المنطقة، ويسجل به جميع مطالباتهم، من أجل إطلاع المسؤولين ومتابعتهم للمشاريع الخدمية التي تقدموا بها، ويتم تحديثه عند أي إجراء يتخذ في تلك المطالبات.