في تجربة مثيرة، سرد كاتبا رواية "متعايش في الرياض" قصة حقيقية بطلها "خالد" الشاب الذي كان يعد العدة للزواج من ابنة عمه ليتفاجئ بأنه مصاب بالإيدز ليقرر بعدها أن يتعايش مع مرضه ويترك ابنة عمه ويتزوج بأخرى مصابة بنفس المرض وسط غضب عائلته وهجران أصدقائه، مبيناً أن هناك أسراراً وغرائب في عالمهم لا يستطيع كشفها ولا حتى يستطيع الكشف عن هويته. وأكد عبدالله صايل أحد كاتبي الرواية، أن الرواية تأتي ضمن المسؤولية الاجتماعية له وللكاتب مبارك الدعيلج، مشيراً إلى أن المثقف واجبه أن يقدم شيئاً من إبداعه كعربون لمجتمعه الذي قدم له الشهرة والنجومية، فالإنسان جزء من هذا المجتمع، وقصة "خالد" من الممكن أن تتكرر في كل مكان وزمان، مقدماً الثناء على الناشر الذي تكفل بطباعة الرواية مجاناً إسهاماً منه في إيصال قضية "خالد" لمن يهمه الأمر.
وأوضح الكاتب مبارك الدعيلج، أنها تجربة مثيرة أن يقوم كاتبان بإصدار رواية واحدة تعنى بأمر إنساني يخدم هذا المجتمع، وخاصة تلك الفئة التي من الممكن أن يكون قريب لي أو قريب لك هو بطلها.
وتابع: "يجب أن نتعاطى معهم كأصدقاء"، مبيناً أن الرواية تحوي معلومات طبية عن الإيدز قد يجهلها الكثيرون، موجهاً شكره للناشر على تفاعله مع بطل الرواية وطباعتها لها مجاناً.
وأضاف "الدعيلج" أن تنازله هو و"صايل" عن حقوقهما في الرواية لصالح البطل "أقل واجب نقدمه وأن ريع هذه الرواية لبطلها والذي أحب أن أناديه بأبي راكان".
وفي الرواية يحاول البطل أن ينهي علاقة زواجه من ابنة عمه؛ خوفاً عليها من انتقال المرض، وفي الوقت ذاته لا يريد أن يفضح نفسه، حيث أنهى "خالد" علاقته مع ابنة عمه، وكان نتيجتها أن حدث شقاق بين أبيه وعمه.
وتبيّن الرواية أن "خالد" بات معزولاً عن الناس، وصار يبحث عن وظيفة، وكلما اتجه لمكان طلبوا منه كشفاً طبياً؛ حيث كان يخاف من فضيحته، فتعب من حمل همه، وقرر أن يبوح لصديقه "حمد" بتفاصيل قصته، ولكن "حمد" خذله وقطع علاقته به.
وأظهرت الرواية كيف "حاول" خالد أن يحول الإيدز لصديق وأن يوعي الناس بهذا المرض؛ حيث أخذ يجوب بعض الأماكن التي يعتقد أنه سيجد فيها متعاطين للمخدرات ولكنه فشل، وانضم لجمعية الإيدز ليكون عنصراً فعالاً ليحاول حماية مجتمعه من بعض مرضى الإيدز الذين يفكرون بنقل المرض للأصحاء حتى يحسوا بمعاناتهم، وفي الصباح يعمل سائق تاكسي.
ومن خلال أحداث الرواية يقرر "خالد" من خلال الأخصائي الاجتماعي في عيادة الإيدز، أن يتزوج من متعايشة مثله، وهي ثيب وليست من نفس مدينته، فاحتار كيف يقنع أسرته، وفي هذه الأثناء تتزوج ابنة عمه وحبيبته سابقاً، فيقرر أن يحضر زواجها بالرغم من عدم توجيه الدعوة له أو لوالده، وكيف أنه كان يتمنى الموت ولا يرى زوجة الأمس مع رجل غيره.
وتزوج خالد بعد فترة، ولكن والدته اشترطت عليه ألا تراها فهي غاضبة من هذا الزواج، وما زال خالد يعيش في الرياض، ويأمل أن يرزق بأطفال من زوجته المتعايشة مثله.
وأكد بطل الرواية الحقيقي "خالد"، أن "عالم الإيدز في كل دولة من دول العالم غيّب من يسمع صوتنا ويحس بالمعاناة الخاصة بنا، ومنذ زمن أعتبر الإيدز صديقاً لدوداً لي، ومن محبتي لهذا المجتمع لا أريد أن يتضرر أحد منه، ولا أن يسهم أحد المتعايشين بدون قصد بنقل المرض لغيره".
وتابع: "أرفض الكشف عن شخصيتي في الوقت الحالي؛ لأن المجتمع سوف يرفضني، وحتى أقرب الناس مني قد يرفضونني لو كشفت عن وجهي الحقيقي، فلا أستطيع مساعدة المتعايشين".
وأوضح: "هناك أسرار وغرائب في عالم الإيدز، والإعلام ليس مكاناً للحديث عنها"، معتبراً الكاتبين مبارك الدعيلج وعبدالله صايل أخويه اللذين لم تلدهما أمه؛ "فهما من ساهما في تخفيف معاناتي، وأدركا قيمة الرسالة التي أقوم بها، وكذلك الناشر الذي قدم لي كل دعم وحتى طباعته للرواية كانت على نفقته".