وجه وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين عدة رسائل توعوية للمتعايشين مع الإيدز والجمعية السعودية الخيرية لمرضى نقص المناعة المكتسبة، ولأصحاب الأيادي البيضاء وإلى المجتمع كافة، طالب فيها المختصين بالتفاعل الإيجابي والضروري مع قضايا المصابين بالمرض. وشدد العثيمين في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير عام الشؤون الاجتماعية بجدة عبد الله آل طاوي خلال تدشين الورشة الثانية لنشر التوعية بالإيدز، التي بدأت أمس بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة الإنمائي، وجمعية مرضى الإيدز بفندق إيلاف بجدة، بمشاركة عدد من الاختصاصيين من داخل وخارج المملكة، وبحضور أكثر من 360 إعلاميا وإعلامية، على وضع معايير مهنية وضوابط أخلاقية للتعاطي الإعلامي مع قضايا الإيدز، لافتا إلى أن الجمعية السعودية تحمل على عاتقها رسالة عظيمة، وهي الاهتمام بالمتعايشين مع المرض، ونشر ثقافة المرض، وما يسببه من أضرار جسيمة على مستوى الفرد والجماعة، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة. وذكر أن الرسالة الثانية موجهة إلى المتعايشين مع المرض، وطالبهم فيها بعدم الانهزام أمام المرض، وممارسة حياتهم الطبيعية، لافتا إلى أن رسالته الثالثة موجهة لأصحاب الأيادي البيضاء من الذين يدعمون مجتمعهم في تقديم كل ما يحتاجون له المتعايشون مع الإيدز، لما لذلك من أجر كبير عند الله، ووجه الرسالة الأخيرة إلى المجتمع بكافة أطيافه من أجل التعايش مع المتعايشين مع المرض، وقبولهم، والتعامل معهم بكامل الفاعلية. من ناحيته كشف مدير عام الشؤون الصحية الدكتور سامي باداود ل"الوطن" عن توجه وزارة الصحة لإطلاق ثلاثة مستشفيات في جدة بسعة 1500 سرير، وأن مستشفى الملك سعود الواقع شمال جدة جهز بكافة الوسائل الحديثة لرعاية المتعايشين مع الإيدز. وأكد باداود أن الورشة التي نظمت بالاشتراك مع الإعلاميين ابتعدت عن الطرق التقليدية، وحرصت على التجديد والتطوير في التعامل مع المتعايشين مع الإيدز، مشيرا إلى وجوب دمج المصابين في المجتمع، وإبعاد العوائق أمامهم، وهذا يعتبر دورا إيجابيا في حق المرضى. من جانبها أكدت رئيس الجمعية السعودية لرعاية مرضى الإيدز مدير عام برنامج مكافحة الإيدز بوزارة الصحة الدكتورة سناء فلمبان أن "وباء الإيدز يعتبر أخطر أزمة إنسانية تواجه العالم، وأن الحاجة ماسة إلى تدخلات علوم النفس التنموية الوقائية للحد من السلوكيات الخطرة ذات العلاقة بانتشار فيروس الإيدز، والعوامل المساعدة مثل الفقر والجهل ونقص التعليم، أو انعدامه، والعنف بأنواعه، والحرمان من الحصول على الحقوق المعيشية والحياتية. وأضافت أن هنالك أهمية بالغة لبذل الجهود، والمحافظة على أن تبقى المملكة ضمن الدول ذات الأقل نسبة في إصابات الإيدز، وذلك يستدعي التعامل مع المرض بشكل جماعي من قبل كل القطاعات. وناقشت الدكتورة فلمبان الإحصائيات الحقيقية المطروحة حسب بيان وزارة الصحة، وهي بلوغ عدد الحالات المصابة المسجلة بوزارة الصحة إلى 4019 من السعوديين. وتطرقت لدعم المتعايشين مع الإيدز، والخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين، ووزارة الصحة، كاشفة عن إعداد الوزارة خطة لابتعاث عدد من الصحفيين والصحفيات لدورات خارج المملكة. ومن ناحيته كشف مدير عام الإدارة العامة للأمراض الطفيلية والمعدية بوزارة الصحة الدكتور رأفت الحكيم عن توفر ثمان مراكز علاجية متخصصة للإيدز، إلى جانب برنامج الفحص الطوعي والمشورة المنتشرة بكافة مناطق المملكة. هذا ويستعرض المؤتمر اليوم أعمال الإعلاميين حول "الإيدز" إلى جانب استعراض مبادرة القادة الدينيين بالعالم العربي في مواجهة فيروس الإيدز، ودور الإعلام الشعبي على مواقع الشبكات العنكبوتية في مجال وقف انتشار المرض، وإعطاء المتعايشين مع المرض حقوقهم، مع الاستفادة من الأساليب التطبيقية.