«السيدة من تل أبيب»، رواية للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون صدرت حديثاً عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» في بيروت. تختبر الرواية موضوعة التعايش الفلسطيني والعربي - الإسرائيلي، في علاقة إشكالية ملتبسة بين كاتب فلسطيني وممثلة إسرائيلية وابن زعيم عربي معروف. وتقدم من خلال سرد متعدد المستويات، تتولد في سياقه رواية أخرى، تجربتين لمغتربين فلسطينيين يعودان من المهجر الى قطاع غزة، تكشفان عن التحولات الاجتماعية والسياسية التي طرأت على المجتمع الفلسطيني وانعكاساتها المتفاوتة على كل من الشخصيتين، وتجربة ثالثة لإسرائيلية تعاني تمزقاً في علاقاتها الاجتماعية، ومن مأزق وجودي تعمقه التحولات المقابلة على صعيد المجتمع الإسرائيلي. بطل الرواية كاتب فلسطيني، يغادر في التاسعة عشرة من عمره قطاع غزة للدراسة في إحدى جامعات فرانكفورت في ألمانيا، تاركاً خلفه ابنة جيران أحبها لسنوات ووعدها بالزواج بعد تخرجه وعودته الى البلاد. تقع حرب حزيران (يونيو) 1967 ولا يتمكن الشاب من العودة. تتزوج الفتاة من ابن عمها، ويتزوج هو من ألمانية زميلة له في الدراسات العليا، ويعيشان معاً علاقة متوترة تنتهي بالطلاق. يُقتل زوج الفلسطينية برصاص قناص إسرائيلي. وحين يبلغه الخبر بعد سنوات، يستيقظ في قلب الشاب حبه القديم، ويقرر العودة الى غزة والبحث عن حبيبة مضت على انقطاع علاقته بها ثلاثون سنة. تغري تفاصيل الرواية كاتبها، فيقرر بدوره زيارة غزة، بعد غربة طالت ثمانية وثلاثين سنةً، والبحث عن أصدقائه القدامى وتتبع رحلة بطل روايته، واختبار تفاصيلها واقعياً. في الطائرة التي تقله الى تل أبيب، يتعرف الكاتب على ممثلة إسرائيلية، تكشف عن علاقة غرامية ملتبسة تربطها بابن زعيم عربي معروف. في غزة، التي يصلها الكاتب بعد ثماني ساعات انتظاراً عند معبر إيرز الحدودي، يصبح المتخيل حقيقياً: يغادر بطل روايته النص وينتمي الى الواقع. ويكتشف الكاتب أن العاشقة القديمة المتخيلة في روايته، هي إحدى قريباته. يلتقي الكاتب بطل روايته ويتعرف عليه، ويفتح له كل الطرق التي تقوده الى حبه القديم، ويتركه يرسم بقية حكايته ويضع لها النهاية التي يريد.