تحتفظ المبادرة الوطنية للسلامة المرورية "الله يعطيك خيرها" بالجميل والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي تبناها منذ كانت فكرة في الأذهان، حتى باتت إحدى أهم المبادرات الاجتماعية على مستوى السعودية، بما تتضمنه من أهداف نبيلة، لتوعية المواطنين بخطورة الحوادث المرورية على المجتمع، وأهمية العمل على حفظ الأرواح من الهلاك. ويؤكد هذا المضمون العاملون أنفسهم في المبادرة التي انطلقت في بداية العام 1435ه، بأن النجاح لم يكن يحالفها لولا الجهود الكبيرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد، وبدأت هذه الجهود منذ بداية تأسيس المبادرة، مروراً بالتدشين، وليس انتهاء بمتابعة مراحلها، وما حققته من نتائج ملموسة في الحد من الحوادث المرورية، وحفظ الأرواح.
وتسجل السعودية، بحسب الإحصاءات الرسمية، 35 إعاقة جديدة يومياً، و40 ألف إصابة سنوياً، 30 في المائة منها إعاقات دائمة، و20 حالة وفاة يومية. وتصل نسبة الوفيات من فئة الشباب بين 18 و22 سنة إلى 72 في المائة، بينما تقدر نسبة المعوقين بإعاقات حركية 80 في المائة، ويتكبد الاقتصاد الوطني ما يقارب ال21 مليار ريال سنوياً.
وأطلقت جمعية الأطفال المعوقين المبادرة، التي تخاطب قضية حساسة وخطيرة، ناتجة من تعدد وكثرة حوادث السيارات، وما يسببه ذلك من الإعاقة والوفاة بشكل يومي. وحددت الجمعية أهداف المبادرة في نقاط معينة، تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أهمها رفع المستوى الثقافي حول أهمية السلامة المرورية، والاهتمام بالتوعية في الحد من الحوادث المرورية، وإبراز إحصاءات حول الإعاقة الناتجة من الحوادث المرورية، وتقديم معلومات مفصلة عن حجم الخسائر التي تعانيها الدولة والمجتمع من جراء هذه الحوادث، إلى جانب تسليط الضوء على معاناة الأسر التي فجعت بوفاة أحد أفرادها أو إعاقته بسبب الحوادث، وأخيراً تفعيل دور القطاع الخاص بمختلف نشاطاته، واستنهاض المسؤولية الاجتماعية لديه.
اهتمام واضح وبدأ اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالمبادرة منذ البداية، وظهر ذلك عندما وجّه بإضافة لفظ الجلالة "الله" إلى اسمها؛ ليتغير من "يعطيك خيرها" إلى «الله يعطيك خيرها»، وهو ما نال استحسان أفراد المجتمع والعاملين في المبادرة، وجعلهم يستشعرون اهتمام ولاة الأمر بكل ما يهم المجتمع السعودي، ويصب في صالح المواطن.
وبعد تغيير الاسم حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد على تدشين المبادرة على مستوى وطني كبير، رغم ضيق وقته ومشاغله الكثيرة، وهو ما فسره الكثيرون بأن الملك سلمان لا يتأخر عن أي برامج تصب في صالح المجتمع، مشيرين إلى أنه يحفظه الله آمن بأهداف المبادرة وأهميتها في المجتمع السعودي، الذي أثبتت الإحصاءات أنه يعاني كثرة الحوادث المرورية، وما ينتج منها من فقد أحبة، نتيجة التدهور والرعونة أثناء القيادة.
6000 متطوع وبجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومتابعته، واصلت الحملة نجاحها في مختلف مناحي أنشطتها، ويؤكد ذلك ما أعلنته الإدارة العامة للمرور بالتزامن مع استمرار فعاليات الحملة، من انخفاض أرقام الحوادث والإصابات والوفيات بنسبة 9 في المائة في النصف الأول من عام 1435ه. ويأتي هذا النجاح نظير الاستراتيجية التي قامت بها إدارة المرور التي تشارك في هذه الحملة، بالتعاون مع عدد من القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية والفرق التطوعية التي تتوزع في جميع مناطق ومدن وقرى السعودية لدعم الحملة، وذلك من خلال 6000 متطوع.
وعززت الحملة انتشارها في الشارع المحلي وعلى الأصعدة المرئية والمسموعة والمقروءة منذ انطلاقتها تكاملاً مع الحملة الوطنية التي بادرت بها جمعية الأطفال المعوقين تحت الاسم ذاته.
ونالت الحملة والبرنامج التلفزيوني المصاحب دعم واهتمام الملك سلمان بن عبدالعزيز، واستكمل البرنامج التلفزيوني الذي حمل الاسم نفسه (الله يعطيك خيرها) بث حلقاته على شاشة القناة السعودية بالتزامن مع القناة الرياضية وإذاعة جدة كل ثلاثاء مباشرة على الهواء، وقدم البرنامج 30 حلقة تلفزيونية في موسمه الأول، محققاً نسبة مشاهدة عالية في مواقع التواصل الاجتماعي.
السلامة المرورية وحظيت المبادرة بثناء خاص من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد، معتبراً إياها من أنجح الحملات التوعوية في مجال السلامة المرورية والقيادة الآمنة. وجاء ذلك خلال رعايته يحفظه الله لفعاليات الم6ؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل في مدينة الرياض.
وفي المقابل رفع الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على دعمه المتواصل للأنشطة والفعاليات كافة المتعلقة بالقضايا الإنسانية في السعودية، ومنها قضية الإعاقة ومبادرة الله يعطيك خيرها، معتبراً اهتمامه الدائم دليلاً واضحاً على اهتمام السعودية بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، ويعكس اهتمام ولاة الأمر في السعودية بالأعمال والأنشطة كافة التي تعود بالفائدة على المجتمع والوطن.
ووصف منجزات المبادرة خلال المرحلة الأولى ب"الإنجاز"، مبيناً أنه تم وضع الاستراتيجية الخاصة بالمرحلة الثانية، وسيتم إعلانها عبر وسائل الإعلام.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن مثل هذه المبادرات تجعل القطاعين الحكومي والخاص على مستوى واحد من المسؤولية، مشدداً على أهمية الشراكة المجتمعية لمؤسسات المجتمع كافة للتصدي لهذه القضية، والتخفيض من نسبة الحوادث المرورية لحماية الشباب والاقتصاد الوطني.
وتابع الأمير سلطان: إن تدشين سمو ولي العهد الأمير سلمان آنذاك للمبادرة على المستوى الوطني وتوجيهاته بدعمها من قبل القطاعات كافة محفز لبذل المزيد من الجهد في سبيل تحقيق الأهداف المأمولة من المبادرة، والمُضي قدماً لوقف النزيف الاجتماعي والاقتصادي من جراء الحوادث المرورية، وحماية المجتمع والقضاء على الظواهر السلبية.
تكريم الجهات الراعية وتوج الملك سلمان بن عبد العزيز جهوده بتكريم الجهات الراعية والداعمة للحملة، وهي «شركة أرامكو السعودية وشركة توكيلات الجزيرة للسيارات (فورد) وشركة الجميح للسيارات وشركة موبايلي وشركة الوعلان للسيارات (هيونداي) وشركة ابن سمار للتجارة والمقاولات ورابطة دوري المحترفين السعودي لكرة القدم وصحيفة (سبق) الإلكترونية وهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي ووكالة الأنباء السعودية.