تتوجه الأنظار خلال الأيام القليلة المقبلة إلى "جادة سوق عكاظ" تزامنًا مع انطلاق الدورة الثامنة لفعاليات سوق عكاظ يوم الخميس (15 يناير 2015) على مساحة تقدَّر بنحو 10 ملايين متر مربع، بعد إضافة نحو أربعة ملايين متر مربع إلى مساحة السوق، الذي يتضمن الجادة، والمعارض، ومسرح الفنون الشعبية، والصخرة، والإدارة، إضافة إلى المساحات المحيطة التي تشمل المتنزهات والمسطحات الخضراء ومواقف السيارات. وتعتبر (جادة عكاظ) التي يبلغ طولها (كيلومترًا) عنصرًا لا يقل أهمية عن بقية برامج وأنشطة السوق، وتشهد تنظيم سلسلة من الفقرات المنوعة. افتتاح الحدث يفتتح الحدث الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا ل"سوق عكاظ"، وبحضور الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة الذي بذل جهودًا جبارة في الهيئة لإنجاح الحدث السنوي الكبير، وتوفير أكبر قدرٍ من الراحة للجمهور، فقد تم هذا العام إضافة نحو أربعة ملايين متر مربع إلى مساحة السوق، فضلا عن تطوير عناصر مخطط (جادة) سوق عكاظ بالتنسيق مع الشركاء ذوي العلاقة، وتقديم الدعم المالي والفني لتنظيم فعاليات الجادة والسوق، والعمل على تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة، للتعريف بمساهمات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشارِكة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها. كما حرصت الهيئة على رعاية الفعاليات التراثية والثقافية على (الجادة)، وجائزة الحرف اليدوية (بارع)، كذلك تنظيم مشاركة الحرفيين من المملكة وخارجها، وتنفيذ أنشطة تسويقية إعلامية لفعاليات (الجادة). عمرو بن كلثوم محور العرض على مدى أكثر من 5 ساعات يوميًّا طوال فترة المهرجان، يلتقي جمهور (جادة) سوق عكاظ مع الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التغلبي، فارس قومه ورئيسهم، أحد كبار أشراف العرب في الجاهلية، وذلك من خلال العرض المسرحي الذي أبدع في التحضير له المخرج ممدوح سالم، حيث يرتكز على أربعة محاور رئيسة هي: سوق عكاظ التجاري قديمًا وحديثًا، ومعلقات الشعراء، وفنون المبارزة والقتال، وأخيرًا الدراما. وتتضمن أبرز فقرات (الجادة) عرضًا مسرحيًّا بعنوان (فارس قومه)، كُتب بطريقة السرد الدرامي المشوق لقصة الشاعر عمرو بن كلثوم من خلال راوٍ، ويرصد أيضًا حرب البسوس، ومقتل ملك المناذرة، وأحداثًا أخرى لا تقل تشويقًا طوال أحداث العمل المسرحي ألفها الكاتب عبد الرحمن الزهراني، مستندًا إلى كتب ووثائق تاريخية استلهم من خلالها أبرز إنجازات عمرو بن كلثوم، تحت قيادة المخرج ممدوح سالم، ويشارك في تجسيد العرض أكثر من 200 ممثل، وتولى دور مدير الإنتاج سعدي شوبكي الذي بذل جهدا جبارًا في جمع الفريق والممثلين وجميع أدوات العمل. حدث وطني إلى ذلك، أوضح المخرج ممدوح سالم أن "الجادة" بصفة خاصة وفعاليات الدورة الثامنة لسوق عكاظ عامة حدث مهم على المستوى الوطني يأمل له أن يصل إلى المستوى "العالمي"، مشيرًا إلى أنه لمس من جميع المسؤولين التعاون التام لإنجاح الفعاليات، بداية من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا ل(سوق عكاظ)، والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة، والأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، إضافةً إلى جميع المشاركين في المهرجان بمختلف فعالياته. وأشار سالم إلى أن أحداث (الجادة) تدور في أجواء ما قبل عصر الإسلام، ويُحاكي الحياة العربية الأصيلة، ومن خلال ذلك تم الاستعانة ب15 جوادًا عربيًّا أصيلا يمتطيها 15 فارسًا سعوديًّا منهم فرسان شاركوا في مسابقات رياضية، وحققوا جوائز كبرى. كما يرصد العرض الجانب التجاري في العصر الجاهلي من خلال القوافل التجارية مثل قافلتي الشام واليمن، وتم الاستعانة في تنفيذها ب40 جملا. وتم تصميم الملابس التاريخية المناسبة لهذه الحقبة خلال العرض المسرحي بواسطة المصممة السعودية رضا غزاوي، التي قدمت أكثر من 200 تصميم للشخصيات المشاركة في (الجادة)، وعملت على حياكتها الأسر المنتجة في بادرة تهدف إلى إبراز دور المرأة ونشاطاتها الفعالة، إذ لا يقل وجودهن أهمية عن فئة الرجال. وبسؤال المخرج ممدوح عما إذا كان للمرأة حضور مميز أثناء العرض، لكون النص يحتوي على دور خاص بها متمثلا في (أم عمرو بن كلثوم)، قال بنبرة تحمل الكثير من الغموض: لا أستطيع أن أكشف ما يدور من مفاجآت أثناء العرض، لكن أدعو الجمهور للترقب والحرص على مشاهدة العرض، فهناك العديد من المفاجآت لن نكشف عنها الآن. وأوضح أنهم حرصوا على بذل المزيد من التميز في محاكاة البيئة ونمط الحياة في فترة ما قبل الإسلام، حيث تم نصب أكثر من 15 خيمة بنفس الطريقة التي كانت مستخدمة، وأكثر من 300 سيف ورمح وسهم على غرار ما كان يستخدمه فرسان تلك الفترة، وكذلك الاستعانة بفريق مختص في الجمباز والمبارزة في الحرب. وأردف ممدوح: كما يوجد عدد من الفقرات المميزة بخلاف العرض المسرحي، فلدينا "افتتاح السوق التاريخي القديم" و"مسيرة القوافل"، و"المبارزات في القدم"، و"9 معلقات لأشهر شعراء سوق عكاظ" وسيكون لكل شاعر صخرة باسمه، وغيرها من الفقرات التي تبدأ من الساعة الرابعة عصرًا حتى الساعة التاسعة مساء، تفصلهما صلاتا المغرب والعشاء فقط، ويتكرر ذلك طوال مدة المهرجان، عدا اليوم الأول الذي سيكون مخصصًا للافتتاح الذي سيبدأ في فترة المساء، لتكون انطلاقة الفقرات الخاصة ب(الجادة) من اليوم الثاني إلى اليوم الأخير، فضلا عن اكتفائنا بالجو العام للسوق من حيث الصوت والتحركات دون العمل المسرحي لتنال (الجادة) نظرة بسيطة لها من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة والوفد المرافق له أثناء الجولة الميدانية لكافة أرجاء "سوق عكاظ".