طالب الخبير الإعلامي الدكتور بدر كريم "مدير وكالة الأنباء السعودية السابق" بإنشاء قناة سعودية شبابية , مؤكداً أهمية وجود هذه القناة , وتوجيه خطابها للشباب , وطرح قضاياهم , لحمايتهم من تيارات العنف والتطرف والانحلال . وقال كريم : إن التحديات التي تواجه الشباب الآن تختلف كثيرا عما كنا نواجهه من قبل , فلم نكن نعرف في السابق أن هناك شباب يتعاطون المخدرات , وشباب منحرفون , وآخرون تتنازعهم التيارات المتشددة والمنحرفة , مؤكداً أن الشباب في الماضي كانت أهدافهم واضحة . وطالب كريم الإعلام السعودي الرسمي والخاص بترجمة المادة "11"من السياسة الإعلامية للمملكة , وكشف عن رغبة جيله في التعلم الدائم , ضارباً المثل أنه عندما اتهمه علامة الجزيرة حمد الجاسر بضعف لغته العربية , عكف على دراستها وإتقانها , وتقوية لغته , حتى حسن من مستوى لغته , مضيفا أنه حتى هذه اللحظة عندما يؤلف كتابا أو يكتب دراسة , يدفع بها لمدقق لغوي لتصحيحها , مؤكداً أن هذا لا ينقص من قدره كإعلامي . وتحدى بدر كريم أن ينطق مذيع شاب الآن بجملة سليمة , وكشف عن مرافقته لجلالة الملك فيصل رحمه الله في أوروبا وإفريقيا . جاء ذلك في لقاء بدر كريم , في "ثلوثية المشوح" , مساء الثلاثاء, والتي ينظمها الدكتور محمد المشوح في بيته, وتناول فيها كريم نشأته وحياته وسيرته المهنية , ودار حوار حول الإعلام والإعلاميين , بحضور ثلة من الإعلاميين والمفكرين . وطالب الدكتور كريم بتدريب الإعلاميين السعوديين وتأهيلهم , محذرا من مغبة عدم التأهيل وخطورته على الأداء الإعلامي , وقال : للأسف لا يمض على التحاق الشاب بالقناة حتى يدفع به لإجراء حوار مع شخصية لا يعرف عنها أي شيء, إضافة إلى الأخطاء اللغوية , ونقص المعلومات , في ظل عدم وجود متابعة له , وتصيح أخطائه. وتناول كيف تم مد بث وكالة الأنباء السعودية طوال الأربع والعشرين ساعة , وقال: اتصل بي وزير الإعلام السابق د. علي الشاعر في تمام الساعة الثالثة صباحا , وقال لي هناك بيان مهم جداَ عن أسعار النفط , لابد من بثه عن طريق الوكالة , فقلت له هذا صعب جداً , لان الوكالة تنهي عملها الساعة الثانية صباحا , وتتوقف عن العمل حتى تبدأ الساعة الثامنة صباحا , وكذلك ينهي التليفزيون عمله , في نفس الوقت , ونفس الأمر بالنسبة للإذاعة , والصحف أنهت طبعاتها , وكان الوضع محرج جداَ , وبدا في الاتصال بمدير وكالة أنباء الخليج نبيل الجمر , ليوصل البيان إلى مراسل وكالة رويترز في البحرين , وكان مأزق شديد جداً , ونفس الموقف تكرر ثانية عندما تلقيت اتصالا من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- يطلب معلومات عن ضرب الولاياتالمتحدة لخليج سرت في ليبيا , وكنت أسكن في فندق الخزامة , ونفس الأمر الوكالة أغلقت في الساعة الثانية صباحاً , وبعد أن صليت الفجر في الفندق , اتخذت قراراً بضرورة أن يتواصل عمل الوكالة طوال ال24 ساعة , ولم اخبر بالقرار قبل اتخاذه أي موظف في الوكالة , لأنني كنت اعرف أنهم سيعارضونه , وكانت الوكالة في هذه الفترة مكان ينقل إليه أي شخص غير مرغوب فيه من جهة عمله , فكانت "مكان عقاب" للموظفين . وأضاف أن المملكة كانت تقطع عن العالم في الفترة مابين 2الى 8 صباحاً, وهذه مشكلة كبيرة وخطيرة . ورفض بدر كريم الحديث عن وكالة الأنباء السعودية الآن , خشية أن يفهم كلامه خطأ , فيما تحدث عن إحباطه بعد أن أحيل للتقاعد , وأراد استثمار خبرته الإعلامية في تأسيس مركز تدريب وتأهيل للإعلاميين , وبعد أن أسسه وجهزه في الرياض , وأنفق عليه الكثير , بدأت رحلته في الحصول على ترخيص من وزارة التجارة , التي طلب منه إثبات إنه كان يعمل في وزارة الإعلام , وهو الذي شغل مدير عام الإذاعة سابقا , ومدير عام وكالة الأنباء السعودية سابقا , مضيفاً أنه عرض خدماته على الصحف فقالوا له: "كثر خيرك لا توجد لدينا ميزانيات للدراسات", مشيرا إلى أن إحدى الصحف قالت له أن ميزانية البحث العلمي للمؤسسة 50 ألف ريال فقط , وان المصالح الحكومية تعامل مراكز الاستشارات بمنطق "الأقل سعر في العطاءات". وأضاف بدر كريم أن الإعلام بدون إيديولوجية "عقيدة" إعلام فارغ , وقص حكايات له أثناء نقله زيارات الملك فيصل وقال : كان من عادة الملك فيصل يوم 7ذي الحجة , وكنت في انتظار نقل الحدث , فطلبت من أحد الموظفين في الحرم إذا سمع صوت "الونان" -صوت سيارة الشرطة التي تتقدم موكب الملك - أن يعطيني إشارة لأبدأ نقل البث الإذاعي , وعندما أعطاني الإشارة بدأت النقل بمقدمة طالت , حتى لم أجد كلاماً أقوله فجئت بكتاب أدعية الطواف لأقرأ منه , واتضح أن الموظف سمع صوت سيارة إسعاف كانت تنقل مريضا إلى مستشفى جياد القريبة من الحرم فتوقع أن موكب الملك فيصل قادم, مضيفا أن الأخبار التي كانت تبث من الوكالة كانت تؤخذ حرفياً في الصحف وتقرأ كما هي في الإذاعة والتليفزيون , حتى لو كان هناك خطأ لغوي أو إملائي لا يصحح لأنه جاء من الوكالة , وينشر ويبث كما هو حرفياً , وذكر أنه عند نقل مشاعر يوم عرفة التي كان يشارك فيها مذيعون من دول عربية , وكانوا ينبهون عليهم الاكتفاء بنقل مشاهد الحجيج دون التطرق إلى أي حديث في السياسة , وإذا بنا نجد مذيع في دولة عربية يصرخ "أرى أمامي هذا الزعيم الثوري " وبدأ يتكلم عن الرجل الذي لم يكن معروفاً كشخصية , فعالجنا الموقف بسرعة . وتعرض الدكتور كريم لقصة حدثت له عندما كان الملك فيصل يفتتح مشروع الري والصرف في الاحساء ,وقال "عندما بدأ جلالته الصعود للمكان ويدشن المشروع لينطلق , إذا بي أقول :هكذا شاءت إرادة الفيصل, فإذا بجلالة الملك فيصل يأخذ مني الميكرفون ويقول :هكذا شاءت إرادة الله, فأعطاني الملك فيصل درسا على الهواء مباشرة". وتناول كريم بعض الكلمات التي حظر استعمالها في صياغة الأخبار في الوكالة وقال :منعت تماما من استخدام كلمة "ذكر فلان", وان تكون "قال فلان" و"صرح فلان".