اشتكى عدد من سكان أحياء (الحمدانية والعزيزية والهدى والثريا والماجد والرحمانية والجوهرة والصالحية والفروسية) شمال شرق الخط السريع بجدة من نقص المدارس الحكومية لخدمة أبناء المنطقة، التي يقدر سكانها بما يقارب 200 ألف نسمة؛ ما اضطر أولياء الأمور إلى الذهاب جنوبجدة لإلحاق أبنائهم بالمدارس. وفي جولة ميدانية على تلك المخططات التقت "سبق" عدداً من أولياء الأمور، الذين أكدوا معاناتهم من نقص المدارس الحكومية، وتكرار الحرائق بالمدرسة ال96 للبنات.
وقال سعيد صالح، أحد سكان حي الحمدانية: "نعاني كثيراً من عدم وجود مدارس بالمنطقة، رغم وجود أراضٍ تعليمية في جميع الأحياء، ولكن تعليم جدة يتناسى أهالي الحي، وأصدر بياناً مؤخراً، يوضح فيه إنشاء مدارس حكومية في بعض الأحياء، لكن لم نرَ ذلك على أرض الواقع؛ ونضطر إلى إلحاق أبنائنا وبناتنا في مدارس جنوبجدة وغربها، رغم أن المسافة تبعد بما يقارب 20 كيلو متر".
ويلتقط طرف الحديث المواطن "محمد الغامدي" قائلاً: "انتقلت قبل شهرين إلى حي الماجد لقربه من عملي السابق، إلا أني وقعت في مشكلة عدم توافر مدارس تقبل أبنائي للدراسة، وأفكر فيما بعد بنقلهم إلى مدارس في حي النزهة الذي يبعد مسافة 25 كم تقريباً عن المنزل".
وأوضح "جابر القرني" أنه انتقل إلى السكن بحي الصالحية؛ لما يتميز به من شوارع جيدة وخدمات تجارية متكاملة، إلا أنه يعاني يومياً من الذهاب بأبنائه إلى مدرستهم التي تبعد مسافة 30 كم عن منزله، رغم وجود مدرستين بالقرب من منزله، لكنهما لم تقبلا أي طالب لوصولهما إلى الحد الأعلى من طاقتَيْهما الاستيعابيتَيْن.
من جهته، قال "عبدالرحمن السلمي"، أحد سكان الثريا: "لدي 3 بنات، يتجهن صباحاً إلى المدارس في حي الصفا، التي تبعد عن بيتي 15 كلم، لعدم توافر مدرسة تحتضنهن. وقد تم تقديم أكثر من شكوى للتربية والتعليم ولم يتم الرد".
التمدد العمراني وقال "عبدالعزيز الغامدي": إن خطط وزارة التربية والتعليم لا تتوافق مع النمو السريع للحي، الذي يحتاج إلى عدد كبير من المدارس الحكومية. مبيناً أنه لا يوجد سوى أربعة مبانٍ مستأجرة مشتركة بين ثماني مدارس، يتناوب عليها طلابها بين الفترة الصباحية والمسائية، ولاسيما أن التمدد العمراني للمنطقة يتوسع بشكل كبير جداً، وخصوصاً في السنوات الأخيرة.
وأضاف "الغامدي": "المدارس الموجودة لا تستطيع النهوض بمستلزمات الحي التعليمية، ورغم وعود مدير التربية والتعليم منذ العام الماضي بحل هذه المشكلة نهائياً إلا أن المشكلة ما زالت مستمرة".
تكرار الحرائق وذكر علي اليامي، أحد أولياء أمور الطالبات اللاتي يدرسن في المجمع ال96، وهو مجمع للمدارس للمراحل الثلاث (الابتدائية والمتوسطة والثانوية)، أن هذا شكّل ضغطاً كبيراً على الكهرباء في المبنى، وأدى إلى تكرار الحرائق والإخلاء للطالبات.
فيما قال ثامر العلي، ولي أمر طالبة في المرحلة المتوسطة: إن المجمع ال96 بالقرب من مجرى السيل، وقد تعرض مرات عدة للحريق الجزئي بسبب التيار الكهربائي نتيجة الاستخدام العالي. وبعد ذلك سحبت ابنتي من المجمع خوفاً عليها من الحرائق.
متحدث التعليم: السبب نقص المباني المستأجرة وقال المتحدث الرسمي لتعليم جدة، عبدالمجيد الغامدي، إن الأحياء التي تقع شمال شرق الخط السريع بجدة، التي تعاني من نقص في المدارس، مشكلتها تعود إلى عدم وجود مبانٍ مستأجرة مناسبة بسبب صغر المساحات، ولاسيما أن نظام المباني هناك فلل دوبلكس، وهي لا تصلح لأن تكون مدارس.
وبخصوص تكرار الحريق في المجمع ال96 للبنات قال: "هناك لجنة تقيم المدارس من قِبل التعليم والدفاع المدني، لتحديد مدى صلاحية المبنى من جميع نواحي السلامة".
وأشار الغامدي إلى أنه في وقت سابق أوضح مساعد المدير العام لتعليم جدة للخدمات المساندة عبدالعزيز الرفاعي أنّ الأحياء الواقعة شمال شرق طريق الحرمين بجدة تم تخصيصها بعدد كبير من المشروعات التعليمية والمدرسيّة على دفعتين، وتم تسليمها لشركة تطوير المباني للتنفيذ خلال العام الدراسي الحالي.
وبيّن أنّ الدفعة الأولى من المشروعات المخصصة لأحياء ومخططات شمال شرق طريق الحرمين بلغت 13 مبنى تعليمياً، منها سبع مدارس للبنات، وست مدارس للبنين في جميع المراحل، وسيتم تشييدها على تسع قطع أراضٍ مزودة جميعاً بصالات متعددة الأغراض، وسيتم تنفيذها في عدد من المخططات، منها الرياض وطيبة والبشائر والحمدانية.
وبيّن الرفاعي أنّ الدفعة الثانية من المشروعات التعليمية المخصصة لأحياء شمال شرق طريق الحرمين، وبالتحديد في مخططات الصالحية وطيبة والوفاء والفروسيّة، تبلغ 23 مشروعاً، منها 12 مدرسة للبنات، وثماني مدارس للبنين، وتم تزويدها بصالات متعددة الأغراض، وسيتم تشييدها على 15 قطعة أرض.