اشتكى سكان أحياء الحمدانية والماجد والصالحية والمنار شرق شمال جسر مدينة الحجاج بجدة من شح مدارس البنات بكل مراحلها في منطقتهم، وأبدوا تذمرهم الشديد بسبب تواجد مدرسة ابتدائية وحيدة للبنات في هذه الأحياء المتجاورة، والتي تصبح مساء متوسطة للبنات.. «عكاظ» تجولت في المنطقة والتقت عددا من المواطنين والمعلمين. معاناة يومية بداية تحدثنا إلى المعلم عبدالله الشهري الذي أشار إلى أنه يعمل في مهنة التدريس، واضطر إلى نقل ابنته إلى حي السامر، وذلك لعدم وجود مدرسة ابتدائية، مبينا أن هناك مدرسة واحدة فقط للبنات مستأجرة، ناهيك عن تكدس الطالبات في الفصول، حيث وصل عدد الطالبات في بعض الفصول إلى 40 طالبة، وأضاف «تبدأ معاناتنا من الصباح الباكر، حيث إن المدرسة تقع في مدخل الحي، ما يربك أولا حركة السير، فضلا عن خطورة الشارع»، وأضاف الشهري «ليس من المعقول أن منطقة يتواجد بها سبعة أحياء ولا توجد بها مدارس تكفي حاجة السكان وتدعوهم لنقل بناتهم إلى أحياء بعيدة». جميع الخدمات ويروي نايف السلمي موظف في جهة قريبة من مقر سكنه في حي الحمدانية معاناته قائلا: «أذهب يوميا إلى حي الصفا لتوصيل ابنتي التي تدرس في المرحلة الابتدائية، ثم أعود إلى مقر عملي القريب من سكني، فاضطر يوميا لقطع هذه المسافة بسبب عدم وجود مدارس كافية في الحي». ويشير محمد عيسى الجيزاني إلى أنه يوجد في الحي جميع الخدمات العامة، إلا أنه للأسف لا توجد فيه إلا مدرسة واحدة، وهل من المعقول أن يكون في الحي جميع الخدمات وفيه مدرسة واحدة، خاصة في ظل الكثافة السكانية في حي الحمدانية والأحياء المجاورة له، ويضيف الجيزاني «بعض السكان يضطرون إلى توصيل بناتهم إلى مدارس في الرحيلي الذي يبعد تقريبا عن الحي عشرة كيلو مترات، معرضا حياته وحياة بناته للخطر». زحام الطرق أما سامي عنان فيقول إن بناته الثلاث كلهن يدرسن في مدارس خارج نطاق الحي، مبينا أن البنت الصغرى تدرس في إحدى المدارس الابتدائية الواقعة في حي السامر، والأخرى تدرس أيضا في مدرسة ابتدائية في الأجواد، أما الثالثة فتدرس في متوسطة في حي الصفا، مشيرا إلى أن توفير مدارس في الحي ينعكس إيجابيا على بناتهم، والتي بدورها أيضا تحد من زحام الطرق طالما أن المدارس تكون في نطاق الحي. عجز في المدارس وأكد مدير عام التربية والتعليم بجدة عبدالله الثقفي في تصريح صحفي سابق أن الوزارة لديها اكتفاء من الناحية المادية والكوادر التشغيلية، إلا أن هناك عجزا في المدارس في عدد من الأحياء بجدة، الأمر الذي لا يتناسب مع الكثافة السكانية الموجودة. وأضاف، هذا وراء تضجر عدد من أولياء الأمور لرغبة كل منهم بأن يدرس ابنه في مدرسة معينة غالبا ما تكون مدرسة الحي، وقال إن المدارس المستأجرة التي يلجأون لها هي الحل لقضية نقص الأراضي في جدة.