لم يتمكن محمد العصيمي من سكان شرقي الخط السريع من تسجيل ابنيه في مدرسة بالحي ما حدا به إلى إلحاقهما بمدرسة شمال جدة. وحالة العصيمي تمثل سيناريو عدد كبير من سكان أحياء شرق الخط السريع الذين يؤكدون أن المشاريع التعليمية والصحية شحيحة في الحي وأن العمل يجري في مرافق خدمية بصورة بطيئة رغم أن هذه الأحياء بها كثافة سكانية عالية. وأجمع عدد من سكان أحياء شرق جدة الجديدة، أن المشاريع التعليمية والصحية تسير ك«السحلفاة» في المنطقة. وقالوا ل«عكاظ»: إن الطفرة السكانية المتوقعة والتي تشهدها مخططات شمال وشرق طريق الحرمين بجدة، كان من المفترض أن يخصص لها عدد كبير من مشاريع المدارس والصحة، وذلك أمر حتمي للنهوض تعليميا وصحيا بتلك المناطق، تنفيذا لأهداف وزارة التربية والتعليم ونظيرتها وزارة الصحة لتوفير بيئة تعليمية وصحية آمنة. وبينوا أنه تم إنشاء ثلاث مدارس للبنات بمراحل مختلفة بمخطط الصالحية، ولكنها غير كافة رغم أنها مزودة بصالات متعددة الأغراض، كذلك مجمع تعليمي للبنين في مخطط الرياض للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة ولكنه لا يكفي، حيث تم إغلاق مباني مدرستين مستأجرتين وإحالة جميع الطلاب إليه، كما لا يزال هناك مجمع تعليمي ابتدائي للبنات بذات الحي تحت التنفيذ، فضلا عن عدد من المدارس المستأجرة، ولكنها الوحيدة في المنطقة رغم أن هناك أكثر من 10 أحياء شرق جدة، ومثل هذا العدد لا يفي بالغرض ولابد من وجود استثناءات في دعم المنطقة بالمشاريع التعليمية مراعاة للطفرة السكانية. وأضافوا: إنه من المتوقع زيادة السكان إلى أكثر من الثلث خلال السنوات الخمس المقبلة بعد أن تم الإعلان عن توصيل التيار لمخططات جديدة هناك ومواصلة وزارة الإسكان بناء وحدات سكنية في تلك الأحياء. وعن نقص المراكز الصحية، يقول إبراهيم الأحمدي من سكان حي الصالحية، إن أحياء شرق جدة تحتاج إلى عدة مراكز صحية لمواكبة الطفرة السكانية في المنطقة بالإضافة إلى أن وزارة الصحة أعلنت مسبقا عن نيتها إنشاء مستشفى شرق جدة لخدمة الأحياء الجديدة بسعة 500 سرير إلا أنه وكالعادة يسير بصورة بطيئة ولن يرى النور قبل 10 سنوات، وفي هذه الحالة تكون المنطقة في حاجة إلى مستشفى آخر بنفس حجم عدد الأسرة. وقال فهد المطيري: إنه تم تخصيص مجمعين تعليميين للبنات ومدرسة ابتدائية للبنات لسكان مخطط البشائر، وهي خاصة بطالبات المدارس 26 الابتدائية و117 المتوسطة و110 الثانوية، وسيتم نقلهن إليها بعد إنجاز تلك المشاريع ولكن لا تزال تلك المشاريع تحت التنفيذ وتسير وفق آلية بطيئة. وأضاف: إن مسؤولين في وزارة التربية والتعليم أكدوا أن هناك مجمعا تعليميا للبنين في مخطط طيبة، وإنه سيكون بديلا لثانوية الفزاري المستأجرة، وسيتم إحداث مدرستين ابتدائية ومتوسطة وثالثة ثانوية للبنات، ولكنها لا تزال وعودا على الورق وليست حقيقة. وأضاف المطيري: إن سكان مخطط الوفاء شرق جدة يعانون من شح المدارس رغم أنه اعتمدت لهم مدرستان ابتدائيتان حسب ما أعلن، فضلا عن متوسطة وثانوية للبنات وثلاث مدارس للبنين في كل المراحل. أما مخطط الفروسية شمال شرق طريق الحرمين فهو أيضا اعتمدت له مدرسة متوسطة للبنات وهي بديلة للمدرسة المستأجرة إضافة لإنشاء مبنى ابتدائيتين وثانوية للبنات، كما اعتمدت ابتدائية ومتوسطة للبنين. ومن جهته، قال إسحاق هوساوي، إن أحياء شرق جدة كاملة لا يوجد بها سوى مركز صحي واحد فقط في حي الحمدانية وهو مستأجر ويقع في ركن بعيد عن الحي، ما يضطر معه سكان أحياء الشرق للذهاب إلى مراكز صحية بعيدة للحصول على العلاج، أو مراجعة المستشفيات العامة في أحياء أخرى. وطالب هوساوي، وزارة الصحة بإيجاد مواقع لتنفيذ عدة مشاريع لمراكز صحية جديدة في المنطقة ومراعاة الطفرة السكانية الممتدة في المنطقة دون توقف ومواكبتها تنمويا وعلاجيا حتى يستطيع المواطن الحصول على خدمة مميزة.