كشفت الجمعية الفلكيّة بجدة، أن عام 2014 سيكون واحداً من أهم الأعوام بالنسبة لعلم الفلك واستكشاف الفضاء، مشيرة إلى أنه وعلى مدار 12 شهراً تحقّق تقدُّم ملحوظ في مجالات عدة؛ بخاصة دراسة الكواكب وما خلف نظامنا الشمسي؛ ما سيدفع إلى المزيد من العمل خلال عام 2015 لتحصيل المزيد من المعرفة عن الكون. وقالت الجمعية الفلكيّة: "على الصعيد العربي شهد عام 2014 إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر يوليو 2014، بشكلٍ رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، حيث تم الإعلان ، عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر خلال السنوات السبع المقبلة، وتحديدا في عام 2021".
وأضافت: "يتزامن ذلك مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات، وسينطلق المسبار في رحلة تستغرق تسعة أشهر يقطع خلالها أكثر من 60 مليون كيلو متر وستكون دولة الإمارات ضمن تسع دول في العالم فقط، لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر".
* سنة تاريخية لكوكب المريخ وقالت الجمعية: "في عام 2014 تمّ التوصل إلى معلومات جديدة عن الكوكب الأحمر مع ألغاز جديدة حول إمكانية أن المريخ كان ذات مرة يدعم وجود الحياة، إضافة إلى أن هذا العام شهد مرور 50 سنة على إطلاق أول مسبار إلى كوكب المريخ".
وأضافت: "في ديسمبر تمّ الإعلان أن المركبة الجائلة كوريستي أخبرت بأن المريخ يحتوي على كيميائيات عضوية تضم الكربون وهو أساس بناء الحياة على الأرض".
وأردفت: "تمّ التأكيد في ديسمبر على أن المركبة الجائلة كوريستي اكتشفت غاز الميثان على المريخ على الرغم من أنه لم يكن هناك أثر للميثان في العام الماضي 2013 ، ولذلك فان وجود الميثان قد يكون إشارة ثانية على وجود حياة محتملة على المريخ".
وتابعت: "من ناحية أخرى وصلت المركبة الفضائية المدارية "مارفن" التابعة لوكالة الفضاء "ناسا" إلى كوكب المريخ في 21 سبتمبر، في الوقت الذي كان فيه المذنب "سيدنغ سبيرنغ" قريباً من الكوكب الأحمر، وتركزت مهمة هذا المسبار على فهم الأسباب التي أدّت لتغير الكوكب الأحمر من كوكب مغطى بالبحيرات والأنهار إلى صحراء كاملة".
وقالت الجمعية الفلكيّة: "بعد يومين فقط من وصول "مارفن"، وصل المسبار الهندي "م و م" أيضاً إلى مدار حول المريخ، وهذا المسبار يعد ذا تكلفة منخفضة جداً مقارنة بالمركبات الفضائية التي أُرسلت إلى الكوكب الأحمر؛ حيث بلغت تكلفته 74 مليون دولار فقط، وهو أول مسبار هندي يصل إلى المريخ، والمسبار الهندي يحتوي على كاميرا قامت بالتقاط صور عدة للمريخ وأربعة أجهزة علمية ستدرس سطح الكوكب وغلافه الجوي".
وأضافت: "توافق ذلك مع مرور 50 سنة على إطلاق "مارينر 4" في عام 1964 التي كانت أول مركبة فضائية من صُنع الإنسان تحلق قرب المريخ وأول مهمة تقوم بالتقاط صور عن قرب للمريخ من أعماق الفضاء.. وضمن الاحتفال بهذه المناسبة قامت إحدى المؤسسات باستخدام تلسكوبات راديوية لبث 90 ألف رسالة مباشرة نحو المريخ".
* اكتشاف أثر غبار من الانفجار العظيم وقالت الجمعية الفلكيّة: "تم الإعلان عن العثور على دليلٍ بأن الكون تمدّد بشكلٍ سريعٍ بعد حدوث الانفجار العظيم؛ ما تسبّب في تموّج بناء الكون، وبحلول سبتمبر تمّ تقييم الاكتشاف وتمّ إطلاق سلسلة من الشكوك على ما تم العثور عليه".
وأضافت: "هذا الاكتشاف تمّ ضمن مشروع "بيسيب 2"؛ حيث تمّ استخدام تلسكوب في القارة القطبية الجنوبية لاكتشاف الضوء المتبقي من الانفجار العظيم المسمّى "إشعاع خلفية الميكرويفي الكوني".
وأردفت: "ذلك النمط في الضوء الذي يكون صعباً جداً اكتشافه يمكن أن يشير إلى أن الكون تمدّد بسرعة بعد فترة قصيرة من حدوث الانفجار العظيم وذلك التمدُّد أنتج موجات جاذبية أو تموجات في "الزمكان".
وتابعت: "في سبتمبر الفريق العلمي في وكالة الفضاء الأوروبية القائم على القمر الصناعي بلانك الذي يدرس أيضاً إشعاع خلفية الميكرويفي الكوني، وظهر أن ما تمّ تفسيره في "بيسيب 2" كنمط في الضوء قد لا يتعدى كونه غازاً وغباراً في مجرة درب التبانة، وهذا الاكتشاف بدا وكأنه أكبر حدث في القرن الحادي والعشرين أخذ " يتلاشى".
وقالت الجمعيّة: "حالياً يقوم مشروع " بيسيب 2" والقمر الصناعي "بلانك" بشكل مباشر بمقارنة بياناتهم لمحاولة القيام بعرض أكثر حول النتائج، ومن الممكن أن تفسير بسبيب 2 يكون صحيحاً".
* أول هبوط على سطح مذنب وأضافت الجمعية: "في حدث تاريخي تمكنت وكالة الفضاء الأوروبية من إنزال مسبار على سطح مذنب، ونجحت مركبة الهبوط "فيله" في إجراء دراسة قصيرة لتلك الصخرة الفضائية قبل أن يفقد المسبار طاقته ويدخل نفسه في حالة السبات".
وأردفت: "المركبة الفضائية المدارية الرئيسة "روزيتا" سافرت لمدة 10 سنوات وقطعت مسافة 6.4 بليون كيلو متر لتصل إلى المذنب الذي يعرف اختصارا "تشوري".. في الساعات الأولى من صباح 12 نوفمبر انفصل المسبار "فيله" عن المركبة المدارية وقطعت 510 كيلو مترات إلى المذنب".
وتابعت: "لقد هبط "فيله" في موقع الهبوط المحدد ولكن مسامير التثبيت التي كان من المفترض أن تنطلق وتثبت المسبار بسطح المذنب يعتقد أنها لم تعمل أو أنها لم تصل العمق المطلوب؛ ما أدى إلى أن يقفز المسبار ثلاث مرات قبل أن يستقر في موقع مجهول".
وأظهرت صورة التقطها المسبار أنه يقف في ظل منحدر شاهق حيث انقطع عن الطاقة الشمسية ولم يعد قادرا على شحن بطاريته من جديد.
وقبل أن يتوقف المسبار عن العمل قام بنجاح ببعض المهام العلمية، حيث تم اكتشاف وجود جزيئات عضوية تحتوي الكربون المقوم الرئيس لأشكال الحياة على الأرض. وتم اكتشاف أن سطح المذنب أقسى مما كان يتوقع، وهذا المسبار قدّم بعض المعلومات المهمة على الرغم من الظروف الصعبة التي مرّ بها.
* المذنب "سيدنغ سبرينغ" يعبر قرب المريخ هذا وشهد كوكب المريخ اقتراباً نادراً جداً في عام 2014، حيث وقع المذنب "سيدنغ سبرينغ" على مسافة 139.500 كيلو متر من الكوكب الأحمر وترك خلفه سيلاً من الغبار لتتم دراسته.
وحالياً توجد خمس مركبات فضائية تدور حول المريخ، وتحركت في الجانب المقابل من المريخ عند اقتراب المذنب، حيث ألقى المذنب بضعة آلاف الكيلوغرامات من المادة على الكوكب – أكثر مما تم تقديره سابقاً.
وكانت المركبات الفضائية التي تدور حول المريخ قادرة على دراسة تأثير كميات الغبار الكبير التي غيّرت الغلاف الجوي للمريخ، بحسب قسم علوم الكواكب في وكالة الفضاء واحتوى غبار المذنب على مستويات عالية من الصوديوم التي من المحتمل أنها أعطت سماء المريخ الوهج الأصفر مع سقوطها وعبورها خلال الغلاف الجوي للمريخ واحتراقها.
وبحسب التقديرات العلمية فإن اقتراب مذنب من المريخ يحدث تقريباً مرة كل ثمانية ملايين عام.
* اكتشاف كوكب بحجم الأرض في منطقة قابلة للحياة للمرة الأولى يتم اكتشاف كوكب بحجم الأرض في منطقة قابلة للحياة يدور حول نجم خارج نظامنا الشمسي، والكوكب توجد عليه مياه سائلة والظروف الصحيحة لوجود الحياة.
وأطلق على الكوكب الجديد اسم " كبلر-186 ف" وهو أكبر من الأرض بأقل من 10 % ويدور حول نجم قزم أحمر وهو أصغر وأخفت من الشمس، ولكن الكوكب لا يزال يقع في منطقة الحياة – وهي المسافة التي تفصله عن نجمه؛ بحيث تكون درجة حرارة سطح لكوكب قادرة على جعل المياه تبقى في حالة سائلة.
ويعد الكوكب " كبلر-186 ف" هو الأبعد من خمسه كواكب تدور حول النجم "كبلر-186" الذي يقع على مسافة حوالي 490 سنة ضوئية من الأرض، ويعتقد أن هذا الكوكب ربما يكون كوكباً صخرياً ولكن من غير المعروف إذا كان الكوكب يمتلك غلافاً جوياً ثابتاً للحياة.
ولأن الكواكب عندما تكون أكثر ضخامة فهي تصبح أكثر شبهاً بالكواكب الغازية، مثل المشتري أكثر منها مثل الكواكب كالأرض والمريخ.
وتم اكتشاف الكوكب "كبلر-186 ف" بواسطة تلسكوب الفضاء كبلر؛ حيث أعلن في فبراير اكتشاف أكثر من 700 كوكب تدور حول نجوم غير الشمس، وهو أكثر من ضعف العدد تلك الكواكب المؤكدة
* اكتشاف إشارة للمادة المظلمة سيتم تذكرعام 2014 بأنه فيه تم الاكتشاف الأول للمادة المظلمة؛ حيث أعلن اكتشاف إشارة لأشعة إكس غامضة قادمة من مجرة أندورميدا وعنقود ذراع حامل رأس الغول، من خلال استخدام المركبة الفضائية "إكس إم إم – نيوتن"، وتلك الإشارة لا تطابق أياً من المادة المعروفة، لذلك يعتقد أنها المادة المظلمة.
وقالت الجمعية الفلكيّة: "المادة المظلمة لم يتم اكتشافها بشكلٍ مباشرٍ وهي ليست انبعاثاً أو انعكاساً أو امتصاصاً للضوء ولكن يخمن بأن المادة المظلمة تصنع 80 % من المادة في الكون وتمارس قوة جاذبية معتدلة على المادة العادية مثل النجوم والمجرات".
ويرى باحثون أنه قد تكون هناك تفسيراتٌ بديلة للإشارة الغامضة، فمن غير المعروف ممَ تتكون المادة المظلمة، ولكن من الممكن ان توجد جزيئات متعددة.. فالنتائج الجديدة تشير إلى أن المادة المظلمة تتكون من جزيء يسمّى "أكيسون" وهناك أبحاث أخرى عن المادة المظلمة تبحث عن جزيء يسمّى "ويكلي".
وأضافت الجمعية: "في هذا العام تمّ اقرار تمويل ثلاثة أجيال من التجارب للمادة المظلمة، التي ستكون على الأقل 10 مرات أكثر دقة وحساسية من المستكشفات الحالية.. على أمل أن هذه التجارب تجيب عن أسرار وألغاز المادة المظلمة".
* النيترونات الشمسية من المعروف من غير الممكن حتى الآن النظر مباشرة إلى قلب الشمس، ولكن اكتشاف الجزيئات التي تنتج في احتراق النواة ربما سيكون الشيء الممكن.
ففي أغسطس أعلن اكتشاف جزيئات شبحية صغيرة تسمّى "نيترونز"، تنتج في عمليات الاندماج النووي التي تبقي الشمس مشتعلة، وهذا الاكتشاف أكّد الفهم الحالي لطريقة الاندماج النووي التي تحصل في النجوم.
"النيترونز" جزيئات تعبر خلال المادة العادية أكثر من 99 في المائة من الوقت.. البلايين منها تعبر من خلال راحة أيدينا في كل ثانية. وكان الاكتشاف الأول للنيترونز القادمة من الشمس في الستينيات من القرن العشرين.
ولكن تلك النتائج من عمليات مختلفة وتميل لتكون عالية الطاقة من النيترونز المكتشف في السابق.. فمع طاقة عالية، النيترونز بشكل عام من المحتمل تتفاعل مع المادة "مثل مكتشف الجزئي"، وفي المحصلة يكون اكتشافها سهلا.
ولأن "النيتروز" من النادر تفاعلها مع المادة العادية ، فهي تهرب من الشمس فوراً، وتعطى خطاً مباشراً بين نواه الشمس والأرض. ولذلك فإن "النيترونز" يسمح بالنظر على أغلبية تفاعلات الاندماج في نواة الشمس في الوقت الحقيقي، ولكن هناك تأخير 8 دقائق، وهو الفترة الفاصلة بين الأرض والشمس.
* أول نظرة على الشبكة الكونية في هذا العام تمّ إلقاء أول نظرة على واحد من أكبر التراكيب التي يتم رصدها في الكون، وهو عبارة عن شبكة كونية تمتد إلى مليونَيْ سنة ضوئية عبر الكون.
وبمقياس كبير جداً، فإن الكون ربما يشبه شبكة عنكبوت، مع سيور طويل من الغاز تنشر بين المجرات وتربط فيما بينهما وهذه كانت فرضيات، ولكن لم تشاهد تلك الخيوط بين المجرات حتى العام الجاري.
وتمت دراسة الضوء من جسم شديد البريق يسمى "الكازار"، الذي يقوم بتوجيه خط من الغاز بين مجرتين.. باستخدام تلسكوب كيك في هاوي.
وتحصل الكازارات على طاقتها من خلال المادة المحيطة بالثقوب السوداء الضخمة، وهي تشع ألمع من كل النجوم في المجرة التي تنتمي إليها.
وتقوم تلك "الكازارات" بإضاءة الغازات المنتشرة على مقاييس خلافاً لما تم رصده من قبل؛ ما سيعطى أول صورة للغاز الممتد بين المجرات.. ويقدم نظرة استثنائية إلى إجمالي بنية الكون.
ويمكن أن تساعد النتائج أيضاً على دراسة توزيع المادة المظلمة في الكون. ويعتقد أن التوزيع المنتظم للمادة في الكون أنه "مرآة" للمادة المظلمة.
* بداية سلسلة الخسوفات القمرية الكلية الرباعية كان عام 2024 بداية لاثنين من الخسوفات الكلية للقمر ضمن سلسة تتكون من أربعة خسوفات كلية متعاقبة لا يفصل بينها خسوف جزئي. والاثنان الباقيان من هذه السلسلة سيحدثان في عام 2015.
الخسوفان اللذان حدثا في 15 أبريل و8 أكتوبر كانا مشاهديْن في كل أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، والخسوفان المقبلان سيحدثان في 4 ابريل 2015 و28 سبتمبر 2015 ، خسوف 28 سبتمبر سيشاهد في السعودية والمنطقة العربية.
*إطلاق الجيل الجديد من مركبات رواد الفضاء نجحت وكالة الفضاء ''ناسا'' في ديسمبر في إطلاق تجريبي للجيل الجديد من المركبات الفضائية لرواد الفضاء "أورايون".
والمركبة مخصّصة للسفر إلى ما وراء محطة الفضاء الدولية ومن المنتظر أن تمهد التجربة لأطول رحلة مأهولة منذ سبعينيات القرن الماضي وتخطو خطوة مهمة على طريق البعثات المأهولة إلى المريخ.
* الهند تنجح في إطلاق أكبر صاروخ في تاريخها الى الفضاء أطلقت الهند بنجاح في ديسمبر أكبر صاروخ فضائي في تاريخها، يحمل كبسولة يمكنها أن تنقل رواداً إلى الفضاء، في إطار برنامجها الفضائي الطموح.
هذا الصاروخ مصمّم لنقل أقمار اصطناعية كبيرة ومركبات بشرية، وقد أقلع من قاعدة سريهاريكوتا في ولاية أندرا براديش جنوبي الهند.
يبلغ وزن هذا الصاروخ الجديد 630 طناً، ويمكنه أن يحمل على متنه أربعة أطنان، ومن شأنه أن يضع الهند في موقعٍ متقدمٍ في مجال إطلاق الأقمار الاصطناعية.
وحمل الصاروخ كبسولة مصمّمة لنقل ثلاثة رواد فضاء، انفصلت عنه بعد إقلاعه بعشرين دقيقة، وهبطت في خليج البنغال قبالة السواحل الشرقية للهند.
وأصبح بمقدور وكالة الفضاء الهندية أن ترسل أول رحلة مأهولة إلى الفضاء بعد سبع سنوات.