أبدى عدد من الناجين وأهالي ضحايا كارثة غرق عبارة "السلام 98" التي غرقت بين مصر والسعودية في فبرابر 2006، دهشتهم وتعجبهم من تبرئة صاحب العبارة، ليلة الأمس، من قبل محكمة مصرية. وتعجب الكاتب السعودي محمد آل مشوط -أحد الذين كانوا على ظهر العبارة حين غرقت وأبرز الناشطين حول هذه القضية ولديه إصدار بعنوان "سفينة الموت 98"- من تبرئة صاحب العبارة من قبل المحكمة المصرية؛ حيث ذكر أن الحكم هو غرق للعدل وغرق جديد لضحايا العبارة وذويهم.
وأوضح: "تُركنا والنار تشتعل في السفينة لمدة 5 ساعات دون طلب النجدة ودون الرجوع إلى ميناء ضباء وعدم توزيع وسائل النجاة وعدم فك القوارب الخشبية، وتركنا في لجة البحر لمدة اليوم واليومين دون إنقاذنا، فكل ذلك لم يكن محض الصدفة وإن لم يكن متعمداً فهو حذو الإهمال الذي يحتمل العمد".
وأضاف آل مشوط: "هروب القبطان قبل غرق السفينة بنحو ساعة ونصف في قارب صغير دليل على مسؤوليته وأن تسجيل اسمه ضمن المفقودين وعدم وجود جثته أمر كان مثيراً للشك، مشيراً إلى مرور عبارة تابعة لشركة السلام نفسها بالقرب من موقع الغرق ولم تسعف الغرقى ولا حتى بطوق نجاة واحد".
واستكمل: "لم تغب عن مخيلتي عندما حاصرتنا النيران ونحن على ظهر السفينة حتى استسلمنا وسقطنا على بعض البعض، فكنا نهرب من النار منذ الساعة الثامنة والنصف ليلاً حتى الساعة الثانية والنصف فجراً حتى تحطمت السفينة وألقت من لا يزال حيًا في لجة البحر؛ وخلفت نهاية السفينة 1070 ميتاً بين الغرق والنار والبرد والقرش".
وأشاد آل مشوط بموقف المملكة في القضية قائلاً: "لا أنسى وقفة الأمير محمد بن نايف الذي كان حينها مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية حيث تواصل معنا هاتفياً منذ كنا في محافظة سفاجا، وتم توفير السكن والغذاء والطيران والإخلاء الطبي للمرضى، كما لا أنسى موقف أمير منطقة عسير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز".
ويضيف: "نحن لم نرفع قضية أو نوكل محامياً ضد العبارة ولكن لا نبرئ المتهمين في العبارة, لكننا نعتب على المحامين السعوديين الذين يترافعون عن قضايا بسيطة ويتركون مأساة راح ضحيتها مئات البشر".
يشار إلى أن المستشار هشام بركات، النائب العام في مصر قرر، أمس السبت، إسقاط عقوبة السجن 7 سنوات وحفظها، الصادرة ضد رجل الأعمال الهارب ممدوح إسماعيل مالك العبارة السلام 98 التي غرقت في رحلتها بين السعودية ومصر في شهر فبراير عام 2006 وراح ضحيتها 1033 وأصيب 377 آخرين.