بعد حادث غرق العبارة المصرية ” السلام 98 ” و الذي وقعت في 4 فبراير 2006 والتي راح ضحيتها 1180 نفسا والتي ضاعت قضيتها بين أروقت المحاكم بعد فقدان قبطان السفينة وتبرئة محكمة سفاجا مالك العبارة ممدوح اسماعيل ومن ثم الحكم عليه عن طريق محكمة الاستئناف بسبع سنوات سجناً ولكن حتى هذا الحكم لم ينفذ بالإضافة إلى تبرئة غالبية المتهمين في القضية مما أثار الرأي العام في مصر والمملكة. والآن تفتح هذه القضية من جديد إلى وذلك بعد ثورة 25 يناير وسقوط الحزب الوطني الذي يعد من ممدوح إسماعيل صاحب شركة السلام للملاحة أحد أعضاءه و هوالذي هو أيضا عضو لمجلس الشعب المصري عن طريق التعيين من قبل الدولة . الزميل محمد آل مشوط المحرر بصحيفة عكاظ وأحد الناجين ذكر أن مأساة عبارة السلام 98 من المآسي التي يصعب نسيانها ولعل الذاكرة مليئة بكثير من المشاهد الحزينة والأليمة فما حدث كان كابوساً مخيفاً لا ينسى ” . وأضاف ” تفاجأت كغيري في التساهل في محاكمة المتورطين في الكارثة وعلى رأسهم مالك العبارة ممدوح اسماعيل ومن معه وكأن موت ألف وثمانين نفسا لا يعني شيئا “. وذكر آل مشوط أن عودة القضية للتحقيق من جديد مطلب شرعي خصوصا أن هناك قرائن تؤكد أن هناك تواطؤ من قبل القبطان والموانئ وموظفي الاتصال وإدارة مجموعة شركة السلام للملاحة حيث غرقت العبارة ولم يحركوا ساكنا وأتت بلاغات الغرق عبر شركة ملاحة أوربية من البحر الأبيض المتوسط كما أن القبطان لم يطلق بلاغا واحد لطلب الإنقاذ والمساعدة من الموانئ والسفن المبحرة في البحر الأحمر كما أن اشتعال النيران بعد انطلاق السفينة بساعة ونصف بالقرب من ميناء ضباء وإصرار القبطان على السير قدما وعدم عودة لميناء ضباء الذي لايزال قريبا عند اشتعال الحريق أمر محير جدا ، و كذلك عدم طلبه للإنقاذ مع وجود وقت كاف حيث أن العبارة تحترق منذ الساعة 9ليلا إلى الساعة 2,30 فجراً ، فضلا عن عدم توزيع ستر النجاة مما دعا الركاب لكسر الدواليب واخذ الستر بأنفسهم ، ثم عدم إنزال قوارب النجاة التي كانت مربوطة بسلاسل و لم تفلح أيادي الركاب في فكها لتغرق مع السفينة . بل أذكر والحريق تشتعل إننا توقعنا أننا عائدون لميناء ضبا لنتفاجأ أن السفينة لا زالت تواصل السير تجاه ميناء تجاه مصر ، كما إني بعد أن سقطت في الماء أخذت أسبح تجاه قارب مطاطي ضمن القوارب الأربعة الناجية وصعدت معهم بصعوبة وإذا معهم أحد الملاحين معه جهاز لا سلكي يطلب المساعدة ولكن لا أحد يرد وفي تمام الثامنة صباحا يرد أحدهم على الملاح ويقول سيأتيكم إنقاذ ومن ثم لم يعد يرد على نداءات الملاح وبقينا في الانتظار حتى الليل بعد أن بدء الموت يأخذ بعضنا . وأضاف ال مشوط أن هروب القبطان قبل غرق السفينة بساعة ونصف في قارب صغير دليلا على مسؤوليته “ و تسجيل اسمه ضمن المفقودين وعدم وجود جثته أمير مثير للشك ولو تم البحث عنه فعليا والتحقيق مع الملاحيين الناجين لوجد شيءا من خيوط حقيقته .كما أن هناك عبارة تابعة لنفس شركة السلام مرت بالقرب من موقع الغرق ولم تسعف الغرقى ولا حتى بطوق نجاة واحد .ولا ننسى أن العبارة منتهية الصلاحية وأنها كانت قبل ذلك مخصصة لنقل المواشي حيث أثبت ذلك التحقيق. وأضاف آل مشوط ” نحن لم نرفع قضية أو نوكل محامي ضد العبارة ولكن لا نبرئ المتهمين في العبارة ولعلنا نعتب على نقابة المحاميين السعوديين وعلى كبار المحامين في المملكة والذين يترافعون عن قضايا بسيطة لا تستحق المرافعة ويتركوا مأساة راح جراءها مئات البشر” . وأشاد آل مشوط في الوقت ذاته بموقف المملكة في هذه القضية قائلا ” لا أنسى وقفة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي تواصل معنا هاتفيا منذ كنا في محافظة سفاجا وحيث تم توفير السكن والغذاء و الطيران والإخلاء الطبي للمرضى حيث كان لهذا الاهتمام عظيم الأثر حيث كان سموه يتواصلنا معنى حتى وصل كل منا إلى أسرته . كما لا أنسى موقف أمير منطقة عسر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز الذي أعاد لي الأمل بوقفته معي باهتمامه بنا وبقضيتنا . الجدير بالذكر أن عدد السعوديين الذين كانوا على متن السفينة 99 سعوديا نجا منهم 45 وغرق الآخرين إضافة إلى عدد من الحافلات والبضائع المشحونة التابعة لبعض السعوديين .