رعى مدير عام مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور هاني جوخدار يوم الثلاثاء الموافق 24 صفر 1436 ه حفل افتتاح فعاليات الدورة الرابعة لتشريح الأنف والجيوب الأنفية برئاسة الدكتور محمد زهران استشاري أنف وأذن وحنجرة وبالتعاون مع الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة والجمعية العربية لأمراض الأنف والجيوب الأنفية للعام الرابع على التوالي، وذلك بمقر مركز الأنف والأذن والحنجرة، وتستمر الدورة لمدة 4 أيام، وذلك بحضور عدد كبير من الاستشاريين والأخصائيين العاملين في هذا المجال بمستشفيات محافظة جدة. وفي التفاصيل، أوضح استشاري الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة بجدة الدكتور عبدالمنعم حسن الشيخ أن هذه الدورة تعتبر من الدورات المتجددة التي يعقدها المركز لتدريب الممارسين الصحيين وتنمية مهاراتهم، مبيناً أن دورة الجيوب الأنفية بالمنظار تم تنظيمها على جزأين، وأنه لأول مرة تقام الدورتان في وقت واحد، حيث عقد الجزء المتقدم في اليومين الأول والثاني، ويتضمن الجزء الأساسي الذي يحتاج إليه أطباء الزمالة السعودية والأخصائيون، وأن المشاركين في هذه الدورة لديهم الخبرة في جراحات المناظير ويرغبون بخطوة أمامية حول إجراء جراحات بقاع الجمجمة.
وأشار الدكتور "الشيخ" إلى أن دخول المنظار سهل إجراء عمليات الجيوب الأنفية بأقل مضاعفات وبنتائج أفضل، إضافة إلى جراحات أخرى مثل أورام المخ، ومبيناً أنه يمكن استئصال الجيوب الأنفية تحت قاع الجمجمة.
وأبان أن هذه الدورات ستؤهل الاستشاري للقيام بإجراء مثل هذه العمليات بمركز أمن تحت إشراف استشاري ذي خبرة سابقة، مبيناً أن حضور هذه الدورات سيكسب الممارسين الخبرة الكافية للقيام بإجرائها بدون أي مشاكل أو مضاعفات قد تؤدي – لا سمح الله - إلى مشاكل كبيرة للمريض.
وأضاف بأن المنظار من التقنيات الحديثة أدخلت في جراحات الأنف والأذن والحنجرة منذ عام 1486ه بشكل محدود لمراحل محددة، وتطورت لتمكين الأطباء من إجراء الجراحة بإتقان وبشكل آمن، لافتاً أن المنظار سهل عملية الوصول إلى المناطق التي كان في السابق صعب الوصول إليها بالعين المجردة.
ولفت الدكتور الشيخ إلى أن مستشفى الملك فهد يعتبر من أكبر مستشفيات مدينة جدة ومستشفيات وزارة الصحة، وتجرى فيه جراحات متقدمة في القلب والعظام والأنف والأذن والحنجرة والمخ والأعصاب وجراحات المناظير للباطنة (السمنة)، كما يعد مركز الأنف والأذن والحنجرة من المراكز الرائدة على مستوى المملكة والخليج في تنظيم المؤتمرات والدورات المتقدمة التي كانت تجرى خارج المملكة في أوروبا وأمريكا.
من جهة أخرى، أكد الدكتور محمد الشنبري رئيس اللجنة المنظمة ورئيس مركز الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك فهد بجدة أن المنظار ساعد في تخفيف آلام ومضاعفات الجراحة، حيث أصبح الجرح الجراحي صغيراً حيث تجرى مثل هذه الجراحات في السابق بفتحات كبيرة ويحتاج المريض لفترات طويلة في المستشفى حتى يتعافى، لافتاً أن الجراحات عن طريق المناظير تقلل من بقاء المريض بالمستشفى وتخفف من المضاعفات .
وعزا الدكتور الشنبري انتشار حساسية والتهابات الجيوب الأنفية في المملكة ودول الخليج إلى البقاء في الأماكن المغلقة وسط الأجواء الحارة والتكييف الداخلي، إضافة إلى تغير نمط الحياة، مما أدى إلى ظهور عوامل خارجية ضاعفت من المشاكل الصحية والتهابات الجيوب الأنفية الفطرية والبكتيرية.
ودعا الدكتور أشرف عبد العزيز عبدالجبار - استشاري أنف وأذن وحنجرة وعضو في اللجنة المنظمة - المرضى إلى عدم الإكثار من تناول المضادات الحيوية والوجبات الجاهزة لاحتوائها على كميات كبيرة من الدهون.
من جهته، أكد أخصائي الأنف والأذن والحنجرة جاد عارف موني عضو اللجنة المنظمة للدورة الرابعة لتشريح الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة المتقدمة أن هذه الدورة تستهدف أطباء الأنف والأذن والحنجرة والأطباء المقيمين في البورد السعودي والمتدربين في الزمالة السعودية في الأنف والأذن والحنجرة لتعريفهم على تشريح الأنف والجيوب الأنفية من الداخل وقاع الجمجمة وعمليات الجيوب الأنفية، مبيناً أن الجزء الثاني من الدورة سيكون عن تشريح عمليات الجيوب الأنفية وقاع الجمجمة المتقدمة، وتخص قاع الجمجمة الأمامية لاستئصال الأورام، حيث تبين الدورة كيفية تشريح الجمجمة وكيفية الوصول إلى المناطق التي تتواجد فيها الأورام والأماكن التي يمكن أن تجرى عملياتها بالمنظار دون فتح الجمجمة.
وأشار إلى أن الدورة شهدت مشاركة خبراء من خارج المملكة أبرزهم الدكتور رضى كامري من جامعة القاهرة والبروفيسور ري كرستيانو من (أمريكا) والدكتور مانويل من إسبانيا والدكتور أبروف من بريطانيا والدكتور أحمد زهدي.
وأشار جاد إلى أن التهابات الأنف والجيوب الأنفية تحدث بسبب عوامل متعددة، إما فيروسية أو بكتيرية أو فطرية، وكذلك بسبب تغير الجو أو درجة الحرارة أو التعرض إلى مسببات الحساسية لدى الإنسان وتسبب مشاكل عند التعرض لها ولم تحل طبياً، ويمكن أن تتطور ويعاني منها المريض فترة طويلة، مبيناً أن الرطوبة قد تكون أحد الأسباب، حيث تعتبر الفطريات التي تعيش داخل فلتر المكيفات والغبار أكثر المسببات للحساسية في الأنف.
كما أكد مدير عام المستشفى الدكتور هاني جوخدار أن مستشفى الملك فهد بما يملكه من إمكانات بشرية وتقنية طبية حديثة استطاع أن يجري عمليات متقدمة في الأنف والجيوب الأنفية من قبل أطباء متخصصين وذوي خبرة في هذا المجال، كما نوَّه جوخدار بأهمية هذه الدورة التي تقام سنوياً لتعريف الأطباء بآخر المستجدات في مجال طب وجراحة الأنف والجيوب الأنفية.