تكالبت عليها الظروف لتكون محصورة بين نظرتها لفلذة كبدها وهو يتألم، وبين نظرتها للسماء رافعة يديها، راجية رب العباد أن يسخر لها أهل الخير في بلاد الخير والحرمين والقلوب الرحيمة، علها تكشف الغم وتزيل الهم وتكفكف دموع سنتين من الألم والحسرة لما أصاب ابنها "محمد" (14 سنة) في حادث مروري. وتروي "أم محمد" قصة ابنها "محمد" ل"سبق" قائلة: "سنتان من العذاب بداية من أول يوم من عيد الأضحى في عام 1433ه، وإلى يومنا هذا، وهي تتنقل مع ابنها محمد -شافاه الله- بداية بمستشفى الملك فهد بجازان، مروراً بمنزله، عُنوةً بأمر مسؤولي مستشفى الملك فهد، -بحجة أنه لا يحتاج إلى علاج-، وخرج منه وهو مصاب ببكتيريا المستشفى لتسوء حالته يوماً كاملاً في منزلها (بمركز الشقيق محافظة الدرب)".
وتابعت: "نُقل بعدها في الإسعاف إلى المستشفى الألماني بعسير، وتحسنت حالته، ورفض المستشفى إخراجه لأنه يحتاج إلى عناية مركزة، وذلك يتناقض مع ما ورد في تقرير مستشفى جازان".
وأضافت: "بعد ذلك لضيق الحال نُقل من المستشفى الألماني بعسير إلى مستشفى عسير المركزي بأبها، وخلال سنتين اختلف أطباء مستشفيات جازان والألماني، وأخيراً مستشفى عسير في تشخيص حالته، فمنهم من يقول: له علاج في الخارج، ومنهم من قرر أكثر من عملية في رأسه ولكن دون جدوى، فهو لا يتكلم ولا يدرك من حوله وفي غيبوبة حسية لدرجة أنه معرض للشلل النصفي -لا قدر الله-، والسبب لا عناية ولا تدليك ولا عمل مساج لقدميه، فباتت لا تمتد قدماه".
وذكرت أنها تعيش بين نار الألم وسوء المعاملة، وعدم الاهتمام بابنها محمد، وسألت الله العلي العظيم أن يسخر أهلاً له والتكفل بعلاجه خارج المملكة، أو داخلها، والوقوف على حالته لكيلا تتدهور صحته، وهو عرضة للشلل -لا قدر الله-.