يناقش خبراء ومختصون محليون ودوليون علاقة التدريب التقني باحتياج سوق العمل السعودي في المؤتمر التقني السعودي السابع الذي ستنطلق فعالياته الأحد القادم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في مدينة الرياض. ويستمر المؤتمر على مدى ثلاثة أيام بمشاركة عدد من صناع القرار والخبراء، وتحت رعاية صحيفة "سبق" إلكترونياً.
وقالت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في تقرير خاص إنها أطلقت شراكة حقيقية مع جهات التوظيف وخاصة القطاع الخاص، وذلك من خلال عدة مسارات وبرامج ساهمت في توظيف الخريجين حيث نفذت برامج شراكة عدة.
ومن أبرز هذه البرامج برنامج الشراكات الاستراتيجية مع قطاع الأعمال, وبرنامج التدريب المشترك والتي لعبت دوراً كبيراً في زيادة الإقبال من قبل الشباب على الالتحاق بالكليات والمعاهد التابعة للمؤسسة.
وأنشأت المؤسسة، تحقيقاً لذلك التوجه، معاهد تدريب متخصصة مع الشركات الكبيرة والمتوسطة وذلك لتوفّير التوظيف الذي يبدأ بالتدريب في قطاعات الاقتصاد الحيوية كمجالات البترول والصناعات البتروكيمياوية, وتقنية البترول, والطاقة والمياه, وصيانة السكك الحديدية. وكشف التقرير عن إنشا ء (16) معهداً قائماً, فيما لا يزال (12) معهداً قيد الإنشاء والتجهيز في عدد من المجالات.
وبحسب التقرير فإن الطاقة الاستيعابية لمعاهد الشراكات تبلغ قرابة (30) ألف متدرب، حيث أعطت المؤسسة القطاع الخاص دوراً أكبر في المشاريع التنموية بدخولها في شراكات إستراتيجية مع قطاعات الأعمال.
وأثمرت تلك الجهود بالمزيد من التوسع في دخول هذه الشراكات قطاع التدريب والإسهام في تنمية الموارد البشرية الوطنية وتأهيلها, لتتولى المؤسسة، بموجب تلك الشراكات، إنشاء المعاهد وتجهيزها بالتجهيزات الأساسية ويشارك القطاع الخاص بالتشغيل وتوفير المدربين المتميزين والبرنامج التدريبي, كما يوفر القطاع الخاص تجهيزات تخصصية ويستفيد من دعم صندوق الموارد البشرية. وقال التقرير: "المؤسسة تنفذ برنامج التدريب المشترك بالتعاون مع القطاعين العام والخاص والذي يعد أحد نماذج التدريب المرتبط بالتوظيف لمهن تتوافق واحتياجات سوق العمل ويقوم على مبدأ التدريب على رأس العمل".
وأضاف: "يتم تحديد المهن والتخصصات والخطط التدريبية بحسب حاجة السوق بالمملكة, ويبلغ مجموع المهن المنفذة في هذا البرنامج (90) مهنة تشمل عشر مهن في قطاع السفر والسياحة، والتدريب في هذه المهن متغير حسب متطلبات سوق العمل". وأردف: "عقدت المؤسسة من خلال برنامج التدريب على رأس العمل العديد من الاتفاقيات مع منشآت القطاع الخاص؛ لتوفير الفرص الوظيفية للمتدرب من خلال التدريب المنتهي بالتوظيف لسد احتياج سوق العمل من الأيدي العاملة الوطنية المدربة، وقد بلغ عدد الاتفاقيات التي تم توقيعها العام الماضي عشر اتفاقيات ليصل إجمالي الاتفاقيات الموقعة حتى الآن (35) اتفاقية مع عدد من الشركات العاملة في مختلف المجالات منها صيانة ومبيعات السيارات, والدعم الفني, والسياحة والسفر".
وتابع التقرير: "تتولى الكليات التقنية والمعاهد تطبيق برنامج التدريب التعاوني الإلزامي خلال فترة الدراسة والذي يحقق أقصى درجات التوافق بين مهارات المتدربين وما يحتاج إليه سوق العمل من كوادر بشرية مؤهلة".
وقالت المؤسسة في تقريرها: "بدأت العديد من الدول بالعمل علي تطبيق نظام التدريب التعاوني وهو نظام تعليمي تجمع فتراته بين الدراسة النظامية والخبرة العملية المنظمة ذات الصلة بالمنهج التدريبي في مجال التخصص, ويعتبر وسيلة جيدة لاكتساب المتدربين الخبرة بطريقة تبدأ بالمعرفة والإدراك للمهارات الأساسية, وتنتهي بحصول المتدرب على فرصة وظيفية بناء على نظام "التدريب المنتهي بالتوظيف".
جدير بالذكر المؤتمر التقني السابع سيناقش محور (الشراكة مع جهات التوظيف: ربط التدريب باحتياج سوق العمل) ضمن العديد من المحاور الأخرى, وسيستعرض تجارب شراكة الجهات التدريبية مع قطاعات التوظيف, وآليات ضبط جودة التدريب على رأس العمل, وأبرز النماذج الناجحة التي تمكنت من إيجاد انسجام بين مؤسسات التدريب وجهات التوظيف.