أكد عدد من العاملين في حملات الحج والعمرة بالقصيم خلال جولة ل "سبق" أمس، أن ميزة الحج "المخفض" التي استحدثتها وزارة الحج مؤخراً كخدمة للحجاج السعوديين ذوي الدخل المتدني، لم يستفد منها المواطنون. وقال العاملون إن مقاعد الحج المخفض سيطر عليها الأجانب، وأرجعوا سبب ذلك لإقبال العمالة عليها بشكل لافت، حتى شهدت بعض مكاتب الحملات تكدساً للأجانب للظفر بمقاعد بالحج المخفض، ما حدا بالسعوديين إلى تأجيل حجهم إلى العام المقبل، وبعضهم أصبح ضحية الأسعار بفئات "أ، ب" في بعض الحملات وتكبد خسائر فادحة تصل إلى (10 آلاف ريال) وتزيد.
"سبق" حصلت على خطاب وجهته إحدى الحملات لمدير عام حجاج الداخل فنّدت أبرز العقبات التي واجهتهم في موقع الوزارة بشأن التسجيل بالحج المخفض، جاء فيها أن حاجات نساء سجلن بالحج باختيارهم للجنس ذكر وهي أنثى، رغبة في الانسحاب والالتحاق بزوجها في شركة أخرى، وتمت إعادة المبلغ لها بعد تعبئة نموذج طلب الانسحاب، وأيضاً حجاج سجلوا بنظام الوزارة وأكدوا السداد وبعد رجوع الحملة لكشف الحساب الخاص بالشركة تبين عدم سدادهم مع اعترافهم بذلك ورغبتهم بالانسحاب.
كما أظهر قيام حجاج سجلوا عن طريق وزارة الحج وسددوا المبلغ المستحق بالاعتذار قبل تأكيد الشركة للسداد من خلال موقع طواف وقام بتعبئة نموذج الانسحاب وتم إعادة المبلغ لنفس الحساب الذي حوله منه المبلغ وكذلك حجاج تم تسجيلهم وتأكيد حجزهم بالشركة وبعدها تم حجب الموقع عن أقاربهم وأزواجهم، وذلك لاكتمال العدد المطلوب الذي سمحت به الوزارة وينتظرون فتح التسجيل بنظام الشركة ليتسنى لهم الانضمام والحج مع أقاربهم.
وفي جولة ل "سبق" لاحظت ركوداً بالحملات لأن أغلبها أغلقت أبوابها في وجه الحجاج لعدم وجود حجوزات شاغرة، وبعض الحملات اكتفى في أقل من أسبوعين من فتح التسجيل، ولتقليص أعداد الحجاج سبب في ذلك.
وكشف بعض القائمين على الحملات عن بعض الحيل التي يقوم بها ملاك بعض الحملات، وهي إعلان التسجيل بموسم الحج بسعر يفوق (9 آلاف ريال) وإذا لمسوا عزوف الحجاج، واقترب الحج احتالوا بتخفيض السعر حتى يجذبوا الحجاج، ومستعدون للتخفيض أكثر إذا لم يسجلوا عدداً مقبولاً، ما يؤثر على تقييم الوزارة لهم، وهذا يؤكد أن الحملات غير منضبطة بالأسعار ولا يحكمها مؤشر واضح، في ظل غياب الرقيب وعدم توحيد الأسعار أو تقريبها من بعض لأن الأسعار متفاوتة لا يمكن قبولها.
وقال فؤاد الحبيب، أحد العاملين في حملة صفا المشاعر بعنيزة: "إن التسجيل هذا العام لم يتخلله أي عقبات فالأغلب يسجلون عن طريق موقعنا الإلكتروني ويأتون للمكتب لاستكمال الإجراءات، ومنذ وقت مبكر اكتملت المقاعد لدينا لأن حملتنا سمعتها طيبة وكل عام نظفر بعدد كبير من الحجاج".
وعن رأيه في الحملات المخفضة قال: "لم يستفد منها إلا الأجانب خاصة العرب لسعرها القليل مع تدني مزاياها، وللأسف نسبة تسجيل السعوديين بها قليلة لا تذكر وليس لها آلية واضحة من قبل الوزارة".
وعن سلبيات التسجيل بالحج المخفض عن طريق موقع وزارة الحج، قال: "بعضهم يأتيك ويؤكد أنه قام بالتسجيل في حملتنا وأنه قام بتحويل المبلغ عن طريق موقع الوزارة ويصر على ذلك، وعند الرجوع لحساباتنا البنكية نجد خلاف ذلك، ونواجه حرجاً بالغاً، ونتمنى من الوزارة النظر في أمر دفع المبالغ لمكاتب الحملات فيما يتعلق بالحج المخفض".
وقال مشرف إحدى الحملات بالقصيم الشيخ حضاض السلمي: "إن موسم هذا العام شهد تطوراً نوعاً ما في فئات حجاج الداخل بعد استحداث الحج المخفض الذي نهض بسوق الحملات وخلق له مردوداً لا بأس به حيث أن مبالغ الحج المخفض تغطي تكاليف الأكل والشرب واستئجار المواقع في المشاعر المقدسة وباقي الفئات تكون قد ربحت للملاك".
وعن فكرته قال: "هو ليس إجبارياً بل تعرضه الوزارة على بعض الحملات ومن يوافق تتيح له مقاعد أكثر في فئات الحج الأخرى كنوع من الخدمة المقدمة للحملة التي تأخذ حجاً مخفضاً، ولكن سلبيته أن المقاعد قليلة فعلى مستوى المملكة إجمالي المقاعد المتاحة لا تتجاوز 50 ألف مقعد واستحوذ عليها الأجانب لأن سياسته لم تكن واضحة".
وعن مزايا حملتهم التي تقدمها للحجاج وعن الحملات على مستوى القصيم قال: "جميع الحملات مهما قدمت من خدمات سواء في فئة أ أو د تظل الخدمة الأبرز القرب من المشاعر والقطار لأن الحجاج لا يبحثون عن مأكل ومشرب فقط بل يريدون وسيلة مواصلات تسهل تنقلهم من وإلى المواقع".
وقال الحاج متعب المطلق: "كنت أنوي من قبل رمضان أن أحج برفقة والدتي لأني لم أفرض قط وبحثت عن الحملات المناسبة من رمضان مع مراعاة السعر المتوسط ففوجئت بأن الأسعار فلكية عالية، وأنا موظف مرتبي بسيط لا أستطيع دفع مبلغ 7 آلاف أو 9 آلاف، لي ولوالدتي أو سأضطر للاستدانة حتى نتمم الركن الخامس".
مضيفاً: "الغريب بالأمر أثناء جولتي لم أجد أسعاراً ثابتة فهناك تفاوت واضح وهناك تضليل نوعاً ما واستغلال من البعض، حيث إنهم يقدمون عروضاً متدنية مقارنة مع السعر المرتفع حتى وصلت لفاعل خير تكفل بحجي مع والدتي، جزاه الله خيراً".
وقالت السيدة حكيمة البخيت: "للأسف قالوا حج مخفض واستبشرنا وعندما توجهنا لمكاتب الحملات نستفسر يقولون لنا إنه لا خدمات معه، وأن السكن بسيط بالحج المخفض وهنا نتردد لأن الحاج لا يبحث عن حج دون أكل وسكن نظيف، أيضاً سيطر عليها الأجانب وما هي إلا أيام قلائل حتى رجعت لبعض الحملات فأكدوا أن مقاعد الحجز المخفض امتلأت".
وزادت: "بحثت مرة أخرى فوجدت حملة سعرها جيد وذات سمعة بين الحجاج فتوكلت على الله ودفعت مبلغ 8 آلاف ريال لأحج، والحج اقترب فداهمني الوقت".
وتساءلت: "متى يجد السعوديون حجاً في متناولهم مع سعر مناسب وخدمة مميزة؟ متى نتخلص من مساومة بعض الحملات، إما مبلغ باهظ وحج مرفه أو حج مع خدمة متدنية".
"سبق" تواصلت مع وزارة الحج ووجهت لمتحدثها حاتم قاضي، عدداً من الأسئلة ومنها مراقبتهم للأسعار وحصر الحج المخفض للسعوديين، بعد أن سيطر عليه الأجانب وتلاعب بعضهم بالأسعار، ووعد بتحويل الاستفسارات للمسؤول المختص، ومن أمس وحتى اليوم لم يرد رغم رسائلنا واتصالاتنا المتكررة.