أكد ل"سبق" عدد من الباحثين عن حملات للحج في مدينة تبوك عدم تمكنهم من الدخول والتسجيل الإلكتروني في حملات الحج المخفضة، وأن ذلك شكّل سبباً في إبعادهم، وبينوا أن صعوبة تحميل الصفحة وعدم استكمال البيانات وراء عدم تمكنهم. وفي جولة ل"سبق" رصدت خلالها مقر مكاتب خدمات الحجاج في تبوك تبيّن أن ثلاثة من أربعة أشخاص يسألون عن الحملات المخفضة.
وقال المواطن محمد عودة العطوي: حاولت أكثر من مرة للتسجيل إلكترونياً في الحملات المخفضة إلا أن صعوبة تحميل الصفحة شكلت عائقاً أمامي للتسجيل؛ ما دفعني للجوء للحملات التجارية الأخرى؛ واضطررت لدفع 24 ألف ريال، وذلك عني وعن والدتي وزوجتي.
وأضاف: عند تسجيلي لم أسأل عن الخدمات المقدمة؛ فلم يكن أمامي إلا القبول مضطراً بعدما فشلت في الحصول على مقاعد في الحملات المخفضة. فيما ذكر المواطن عبدالرحمن العتيبي: في الدفعة الأولى لم أستطع الدخول لموقع الوزارة للتسجيل في الحملة المخفضة، وفي الدفعة الثانية تمكنت من التسجيل والحمد لله.
وتابع: دفعت مقابل الحملة المخفضة 5500 ريال، بواقع 2750 ريالاً للفرد. مشيراً إلى أن الحملات المخفضة تتدرج أسعارها من 5000 للفرد إلى 2750 للفرد. أما الحد الأدنى لأسعار الحملات المخفضة بدون قطار فهو 2500 ريال للفرد.
وقال: أنا لا أبحث عن الخدمات. ما أريده فقط الحصول على التصريح. وتابع: لم أسأل عن الخدمات المقدمة.
من جهته، قال أحد موظفي شركات خدمة الحجاج: إن منطقة القصيم مثلاً يكون الحجز فيها بالحملات المخفضة عن طريق المكاتب، أما في مدينة تبوك فهو آلي عن طريق موقع الوزارة؛ ويقتصر دورنا على استكمال البيانات. مشيراً إلى أن عدد المستفيدين من الحملات المخفضة من المكتب الذي يعمل فيه 15 فرداً فقط.
وأكد موظف آخر في أحد مكاتب خدمات الحجاج أن المكاتب المعتمدة لدى الوزارة في الحملات المخفضة في مدينة تبوك لا يتجاوز عددها ستة مكاتب تقريباً. لافتاً إلى أن مكتبه - وهو أحد المكاتب المعتمدة للحملات المخفضة - قد استفاد من تلك الحملات فيه 13 فرداً فقط، فيما بلغ عدد الذين لم يتمكنوا من استكمال بياناتهم ثمانية أفراد.
وقال إن أسعار حملات الحج تتراوح بين 8000 ريال و7500 ريال، ويتوافر فيها جميع الوجبات والحافلات التي تنقلهم من مدينة تبوك إلى المشاعر المقدسة، وغيرها كثير من الخدمات الطبية والثقافية والتوعوية والمحاضرات الدينية.
وذكر المواطن بندر العنزي أن أسعار الحملات ليست في متناول الجميع؛ فالمبالغ المحددة حالياً مرتفعة جداً، ولاسيما أن أغلب الراغبين في الحج يضطرون كحد أدنى لدفع مبلغ 16 ألف ريال لأداء فريضة الحج!
وأَضاف: أنا وغيري كثير من الموظفين وأصحاب الدخل المحدود لا نبحث عن خدمات إضافية أو مميزة، بل نريد تصريحاً للحج ومكاناً للنوم فقط. وعند علمي بالحملات المخفضة أملت بالتسجيل فيها، لكن لم أتمكن لأسباب فنية في موقع الوزارة، وهذا دليل واضح أن عدداً كبيراً من المواطنين كانوا يبحثون عن الحملات المخفضة.
وتابع: ارتفاع أسعار الحملات ليس سراً على أحد مقابل الخدمات المقدمة منهم، فهذا أمر مشاع ومعروف؛ ولا بد أن تتخذ الجهات المعنية موقفاً حازماً للحد من هذا الارتفاع.
وعلى الرغم من أن جميع المكاتب أغلقت استقبالها أمام الراغبين في الحج، وكتبت إعلاناً على الزجاج الأمامي لمقر الحملات بإغلاق التسجيل لاكتفاء العدد، إلا أن تلك المقار تشهد حضوراً من المواطنين للبحث عن مقاعد للتسجيل في حملات الحج.
فيما اقتصر عمل مقار حملات الحج حالياً على تسليم التصاريح والبطاقات الخاصة للمسجلين في حملات الحج بعد وصولها.